آسر ياسين: النظام أدارنا بمنطق "التكية"
تنبأ النقاد له بمستقبل باهر.. شارك بدور فعال وإيجابي أثناء ثورة 25 يناير وكان واحداً من طليعة الفنانين الذين خرجوا في مظاهرات التحرير وعبروا عن رأيهم الرافض للنظام.. إنه الفنان آسر ياسين..
الذي انتهي مؤخراً من تصوير أحداث أفلامه »بيبو وبشير«، وعن رأيه في ثورة 25 يناير وأهدافها ومكاسبها ومستقبل الفن عقب الثورة.. كان معه هذا الحوار.حدثنا عن ثورة 25 يناير من وجهة نظرك كفنان؟
- في البداية.. أنا حزين من اللهجة المعتادة مع الفنان بأنه من الأغنياء.. لأن الممثل مواطن مصري ومن حقه أن يطالب بحقوقه مثل بقية المصريين.. كما أنني لست من الفنانين بتوع الملايين.
وما مطالبك من الناحية الفنية؟
- علي المستوي الفني توجد حقوق نطالب بها.. قبل الثورة كانت هناك خطوط حمراء لم يكن في استطاعتنا الاقتراب منها لحماية سيادة الدولة وعدم الإساءة لسمعة مصر.. وبكل صراحة.. أعتقد أنه لو كانت هناك إساءة لسمعة مصر فلم يوجد أسوأ من سمعتنا في الثلاثين عاماً الماضية.. وكان النظام السابق يقتل أحلامنا وكانت مصر تتم إدارتها مثل »التكية«.
أثناء الثورة كنت من أكثر الفنانين عنفاً في تصريحاتك.. وقلت إن النظام كان ضد الشعب وعرضنا لانهيارات متتالية وأصبحنا في »ذيل« العالم؟
- كما أنه وضعنا في مراكز متدنية بين الدول.. وقد شاركت في المظاهرات لشعوري بالغضب وغليان من أساليب النظام السابق القمعية التي كان يتبعها ضد المصريين ولأثبت موقفي وكراهيتي للفساد.. كما أنني كنت أشعر بالمرارة والحزن من إهدار كرامة المصريين وكشف المستور عن الفساد.
وهل الأجهزة الرقابية تسيطر علي المبدعين؟
- بالتأكيد.. كانت الرقابة تحد من الفكر والإبداع اللذين لا حدود له.. وأعتقد أنه عقب الثورة ستكون مساحة الحرية أكبر لأن ثورة يناير غيرت مفاهيم كثيرة تجاه العديد من الأمور.. وستقدم السينما أفلاماً بمعايير أخري أكثر قيمة وتمس الجمهور.. وأعتقد أن السينما المصرية ستصبح أفضل بكثير بعد 25 يناير.
ما رأيك في تغيير بعض الفنانين لمواقعهم تجاه الثورة؟
- كل إنسان حر ويجب احترام آراء الآخرين واختياراتهم السياسية لأن بعضاً منهم كانوا مضطرين لمساندة ومجاملة النظام السابق.. وموقفهم لم يكن نابعاً من داخلهم.. وما أحزنني هو وصف شباب الثورة بالعملاء والخونة.. وأعتقد أن الشعب المصري يستطيع حالياً أن يفرق بين المحترم والمنافق.
وأخيراً.. كيف تنظر لمستقبل مصر عقب ثورة يناير؟
- أنا متفائل بمستقبل مصر لأنها ستكون أفضل مما كانت عليه.. فهي تغيرت وأصبح المصريين يشعرون بحريتهم ويستطيع أي فرد أن يكشف أي فساد أمامه دون خوف ولا يخشي أحداً.. وأعتقد أن هذه الثورة الشعبية سوف تدرس في المناهج.. وسيكون هناك أعمال فنية سواء سينمائية وتليفزيونية سوف تتناول أحداث هذه الثورة العظيمة.. ويجب علي المؤلف مراعاة مواقف الثورة وخلفيات الأمور وكواليس الأحداث والتروي قبل الشروع في كتابة أي عمل فني.
حدثنا عن تجربتك مع »بيبو وبشير«؟
- الفيلم مأخوذ من أسماء بطلي العمل.. وهما الفتاة التي
ومتي سيعرض الفيلم في ظل هذه الأحداث وعدم استقرار الأوضاع؟
- لا توجد أي مواعيد معينة ومعلومة لعرض الفيلم خاصة لأن هذا التوقيت ليس مضموناً بسبب حالة القلق التي يشهدها الشارع ونتمني جميعاً انتهاء هذه الظروف الراهنة وتصبح مصر بخير.
تعاملت مع منة شلبي في »بيبو وبشير« ومع مني زكي في »أسوار القمر«.. كيف وجدت التعاون مع نجوم الصف الأول النسائي؟
- »منة« فنانة رائعة وإنسانة جميلة ونحن أصدقاء وهي من الممثلات التي كنت أتمني العمل معها.. وبالنسبة لـ»مني زكي« فهي أقدم مني فنياً وأكثر نجومية ولم أجد منها غير التعاون والحرفية الفنية.
ألم يقلقك العمل مع المخرجة مريم أبوعوف في أولي تجاربها السينمائية؟
- أعتقد أن تجربة »بيبو وبشير« شيقة وناجحة.. ومريم أبوعوف تمتلك وعياً ومخرجة شاطرة وحققت نجاحاً في مسلسلها الأخير بـ»الشمع الأحمر«.
اضطررت لعمل نيولوك وتعلمت اللغة التنزانية.. هل وجدت صعوبة في ذلك؟
- اللغة التنزانية غريبة علينا وغير متداولة لذلك كان تعليمها صعباً جداً.. وكان لدينا مترجم يسهل علينا الأمور.. وأنا أجسد شخصية شاب مصري تنزاني وتغيير الشكل ضروري للعمل.
وهل تري أن الكوميديا أصعب الأشكال الفنية؟
- بالطبع.. لأنها تحتاج إلي تركيز شديد.. ولكي تضحك الناس لابد من تقديمك لمواقف بطريقة مضحكة وساخرة جداً.
ما رأيك في الدفع بالوجوه الشابة سينمائياً؟
- طول عمر السينما المصرية سينما شابة تدفع بدماء جديدة خاصة أن السينما تمر حالياً بظروف استثنائية ومرحلة انتقالية.