رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الميهى في انتظار قرار رئيس الوزراء بالعلاج

المخرج السينمائى
المخرج السينمائى رأفت الميهى

ربما فقط لأننا شعب يعتمد علي البروباجندا والفرقعات الصحفية ومتابعة هواة الدعاوى القضائية.. فقد عرف العامة رأفت الميهى مخرجاً جريئاً لا يستسلم لرأي ولا يخضع لموضات فنية ولا ينحني لضغوط..

عرفه الناس بعد الضجة المثارة حول فيلمه «الأفوكاتو» عام 1984 - والذي أثار جدلاً حول بعض التلاعب في ساحة القضاء بالنسبة لبعض المحامين، وكان مثار حوارات ما بين القبول والرفض، إلا أن الفيلم فاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان 707 لعام 1985 ووصفته لجنة التحكيم بأنه فيلم راقص ساخر ينتمي إلي عالم الفانتازيا الساخرة الذي اشتهر بها رأفت الميهي والذي توج بها أغلب أعماله مثل ثلاثيته الشهيرة «السادة الرجال» 1987 و«سمك لبن تمر هندي» 1988، و«سيداتي آنساتي» 1990، وهي أعلي حالات الفاتنازيا شكلاً ومضموناً.. أما الفيلم الثاني الذي أثار جدلاً وصل إلي المحاكم أيضاً فهو فيلم «للحب قصة أخيرة» عام 1985 وطالت جلسات المحكمة ما بين كلام ثرثار أحياناً والقليل منه الذي اخترق المعني الحقيقي للفيلم، ومثل أي شىء في مصر صار «الميهي» مخرجاً بارعاً في إثارة الجدل، لمن لا يعرفه منذ البدايات رأفت الميهي أديب روائى مبهر تتسم كتاباته بعمق فلسفي ورؤية تجنح إلي التجريب. رأفت الميهي ولد في 25 سبتمبر عام 1940 تخرج في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية ثم حصل علي دبلوم معهد السينما عام 1964، أول سيناريو كتبه الميهي للسينما كان عام 1966 فيلم «جفت الأمطار» ثم تعاون مع المخرج كمال الشيخ في أفلام «غروب وشروق» و«شيء فى صدرى» و«الهارب» و«علي من نطلق الرصاص».. وفي عام 1981 أعلن رأفت الميهي عن نفسه كمخرج سينمائى حيث عرض فيلمه الأول «عيون لا تنام» عن مسرحية «رغبة

تحت شجرة الدردار» للكاتب العالمي بوجين أونيل، ثم تابعها بسبعة أفلام.
أحدها «قليل من الحب كثير من العنف» عام 1995 وهي التي كتبت عنها مؤلفها فتحي غانم.
«هذا العمل الفني جسد عمق الرواية وكنت أشك أن أحداً سينجح في اختراق هذا المعني الغامض الكامن في عمل روائى متشعب الشخصيات والرؤى».. ثم فيلم «ميت فل» و«تفاحة» و«ست الستات» و«عشان ربنا يحبك» عام 2001 ولايزال هذا الفيلم المثير للدهشة يعطي في كل مرة نراه فيها الجديد.
اليوم وبطبيعة حال المصريين، تناسي الجمهور واحداً من أهم مخرجي ومبدعي وأدباء مصر البارعين الذين قدموا لنا أعمالاً رائدة وهابة دائماً للأجيال المبدعة، يرقد رأفت الميهي علي سرير المرض ينتظر قرار رئيس الوزراء وإن كنت أرفع الأمر عمن بيده الأمر لإنقاذ واحد من عباقرة الفن الحقيقي فإنني آسف أن نظل كما نحن بعد ثورة 25 يناير.
وتضيع القيم مثلما تضيع الأسماء الكبيرة وكل شيء يصبح مثل أي شىء.
رأفت الميهي قبل أن يتسرب من بين أيدينا لابد أن ننقذه إذ ننقذ معه تراثاً إنسانياً فنياً كم تعلمنا منه.. وكم استلهمناه وكم استقينا من مفرداته في أعمال السينما.