رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"خطوط حمراء" مسلسل للاستهلاك الدرامى !

بوابة الوفد الإلكترونية

ما بين راحتي الأكش والرغبة في تقديم وجبة مشهية من مغريات الدراما المصرية يجىء مسلسل «خطوط حمراء» للفنان أحمد السقا والذي دخل في منافسة وصلت إلي حد المقارنة منذ الحلقات الأولي مع أبطال العمل المشاركين وفي مقدمتهم الفنان الأردني منذر ريحانة، وأحمد رزق.

فمع أن الحدوتة تقليدية ومعتادة وسبق طرحها في العديد من المسلسلات والأفلام وليس فيلم المصلحة فقط وبها الروح المعتادة في أعمال السيناريست محمود أبوزيد والذي يسير علي خطاه ابنه السيناريست أحمد أبوزيد فالتوليفة الدرامية للاثنين بها نفس الأفكار والطريقة في الطرح، فضابط الشرطة في المسلسل يكاد يكون النموذج المعدل من ضباط الشرطة في مسلسل العار. كلاهما النموذج الملتزم العاشق لعمله والمتفاني فيه، والاثنان مرتبطان بأسرتيهما، وكلاهما يعيش صدمة مأساة فقد الابن والزوجة.
الضابط حسام من خلال موت جنينة مع زوجته مقتولان والآخر يموت الابن مريضا بالقلب والزوجة منتحرة حزنا عليه إلي جانب أن كليهما يضل الطريق مجبرا فحسام يسجن ظلما والآخر يكتشف ان والده تاجر مخدرات ولرغبته في انقاذ ابنه يقبل الحصول علي أموال المخدرات والأم في المسلسلين السيدة الملتزمة المصدومة في أولادها وكأنه يستدعي روح مسلسله السابق، وبالطبع ثمة اختلافات درامية لخلق موديل جديد من قماشة درامية معتادة. وأوله ان حسام منتم إلي عائلة تدرجت في الداخلية، فوالده ضابط كبير راحل، وشقيقه ضابط شرطة قام بدوره محمد عادل إمام مقدما لنموذج من الشخصيات ذات الازدواجية الإنسانية.
وهو نفس الشىء الذي يعاني منه الضابط حسام مقدماً صراعاً داخلياً وخارجياً غلب عليه أحيانا الأداء الانفعالي، فأوجد شخصيات درامية استخدمت لخلق الصراع الدرامي التصاعدي وكان منها شخصية طاهر الذي قام بدوره أحمد رزق من خلال أبعاد لإنسان يلعب بالبيضة والحجر لا يملك أي قدر من الإنسانية مستغلا للجميع ومنبطح بالقدر الذي يفقده آدميته فيتجاهل بناته، ولا يري في التجسس علي عائلة منصور التي تقوم بالاتجار في المخدرات إلا وسيلة للحصول علي الأموال، لذلك لم يكن غريبا أن يكون هو الطعم الذي يتم من خلاله اصطياد حسام ويستكمل مسيرته الخداعية مع الجميع وهو شخصية ألبسها السيناريست كل

ما يريد تقديمه من ميلودراما، وفي الحقيقة ان إمكانيات أحمد رزق التمثيلية قللت من الفجاجة في تفاصيل معالجتها دراميا في المسلسل ولكن لا أعرف سببا لارتدائه باروكة فهي لم تضيف شيئا لأبعاد الشخصية إلا أنها تعطيه قدرا من القبح علي ملامحه، واعتقد ان منذر ريحانة كانت شخصيته كفيلة بتقديمه بشكل يلفت النظر إليه من خلاله أدائه لشخصية الصعيدي دياب متقنا اللغة الصعيدية في ثاني تجربة في مصر بعد فيلم «المصلحة». وبالطبع ان أداء عبدالعزيز مخيون ككبير هذه العائلة، مميز كالمعتاد فهو يمسك بخيوط الشخصية ويضيف إليها بمخزونه الإبداعي كممثل يخرج من إطار الأداء التقليدي وتستكمل رانيا يوسف تواجدها المميز، وإن كانت الشخصية مكتوبة بشكل يفتقد كثيرا إلي المنطق وخاصة عندما سافرت إلي الخارج وتحولت بعصا سحرية إلي سيدة أعمال ترتدي أفخم الأزياء وكأنها خارجة من كتالوج إحدي بيوت الأزياء العالمية.
واستطاع المخرج أحمد شفيق، الاستفادة من الميزانية العالية للمسلسل ومقدارها 50 مليون جنيه مصري، بالتصوير الخارجي وان كان معظم المشاهد في الغالب يمكن الاستغناء عنها لأنها لم تضيف جديدا للمسلسل. ويبقي في النهاية أن «خطوط حمراء» مسلسل للاستهلاك الدرامي يعطي بعض المشاهدين القدر الذي يريده من مسلسلات الأكشن والجريمة لا تفيد، والنهايات السعيدة التي يفضلها متابعو تلك الأعمال، العاشقون لفكرة البطل والتي وجد السيناريست مخرجا لها باستخدام آيات الذكر الحكيم ليعيد البطل الي الطريق القويم.