رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فنانون فى مرمى نيران المتشددين

الفنانة إلهام شاهين
الفنانة إلهام شاهين

تضامن نقابة الممثلين مع الفنانين الذين تعرضوا للهجوم من قبل بعض المتشددين الإسلاميين، مثل هالة صدقي، وإلهام شاهين، وهالة فاخر، وسوسن بدر. بإقامة دعوي قضائية ضد من أساءوا للفنانين أمر جيد، ومقبول لان أحد أدوار النقابة هي الدفاع عن أعضائها، ويبدو ان المرحلة القادمة ستكون النقابة متواجدة كثيرا في هذا الإطار.

لكن الأهم من هذا كله حتي لا تظل ساحات المحاكم مشغولة طويلا بمثل هذه القضايا. ان يعي من يعملون من الإسلاميين بالعمل السياسي أو الإعلام الديني أهمية الفن المصري، ودوره الحقيقي. وهذا لن يحدث بتبادل الاتهامات والشتائم ثم اللجوء للقضاء، وهذا لن يحدث إلا إذا مارست النقابة دوراً آخر من أدوارها، وهو توعية الناس بأهمية الفن، وقيمته، وكم قدم من أعمال كبيرة لصالح القضايا الوطنية، وبنفس أهمية دور النقابة هناك دور آخر يجب ان يلعبه كيان آخر، وهو وزارة الإعلام، خاصة ان الجالس علي رأس هرمها وزير ينتمي لفكر الإخوان المسلمين. وبالتالي فمن صالحه ان يكون له دور في هذا الإطار، وهو توعية الإعلاميين المتشددين دينياً وكذلك السياسيين بأهمية الفن، وذلك من خلال ندوات أو لقاءات أو حلقات للمناقشة تنقل علي الهواء لجموع الناس، وأهمية نقل هذا الأمر علي الهواء هو ان هناك فصيلاً كبيراً في المجتمع المصري يفكر بنفس أسلوب الذين أهانوا نجوم الفن المصري، هذا الفصيل يري ان الفن حرام، وفسق، ومن يعمل به منحلاً. وبالتالي يجب ان تتضح لهم الصورة كاملة.

نعم هناك فن مبتذل، وغناء هابط، ومنحل، وسينما تدعو للهلس والإثارة الجنسية. لكن في المقابل هناك أسماء كبيرة من الفنانين قدمت لمصر والوطن ما لم تقدمه أسماء كبيرة في عالم السياسية.
أم كلثوم مثلا صنعت تاريخاً غنائياً ووطنياً لم يصنعه أحد، هذه السيدة تجولت بلاداً كثيرة من أجل المجهود الحربي وجمعت أموالاً من أجل مصر. وهناك أسماء أخري مثل عبدالحليم حافظ، وعبدالوهاب في الغناء، وفي عالم التمثيل هناك نماذج قدمت أعمالاً أكثر معارضة، وكشفت فساد الأنظمة المتعاقبة منذ عهد الملك، وحتي حسني مبارك. فمن منا لم يشاهد فيلم «الكرنك» الذي كشف عن فساد، والانحلال السياسي في عهد ناصر.  وهناك سلسلة أفلام وحيد حامد، وعادل إمام التي ناقشت الفساد، وتوغله في الدولة ومن منا لم يسمع علي الحجار، ومحمد منير، وهما يقدمان أعمالاً ربما تفوقا بها علي كل من سبقوهما من حيث المفردات، والمعاني

التي كانت تزلزل الأرض تحت أقدام قيادات الدولة.

وكم من الأغاني منعت لهم بدون سبب مفهوم وكم تم منعهم من الظهور في التليفزيون المصري دون إبداء أعذار، إذن فالفنانون قدموا الكثير من أجل كشف الفساد، في الوقت الذي كان فيه من يدعون العمل بالسياسة أنهم كانوا أبطالا في عهد مبارك. وغيره. نعم كانت هناك شخصيات سياسية لها دور في كشف الفساد، ولكن في نفس الوقت كان هناك فنانون لهم بصمات واضحة وضوح الشمس لا ينكرها سوي الجاحدين. وبالتالي لا نظل في جدل طويل، وحالة من التراشق بالألفاظ هزت صورتنا أمام العالم العربي فلابد عقد مؤتمر تتولاه وزارة الإعلام والنقابات الفنية. حتي ننتهي من هذه المأساة المضحكة أحيانا، والمبكية أحياناً أخري.
علي المتشددين أن يعوا أننا جميعا ضد الابتذال في الفن. لكن بحلو الفن ومرة ستبقي مصر رائدة في هذا المجال. وما قدمته للفن لن تقدمه دول أخري، والإخوة الذين يرون أن الفن حرام، ومن يعمل به فاسق بعضهم يعيش علي المعونات من بعض الدول العربية التي تقاتل من أجل ان تتبوأ مكانة مصر الفنية فهل هذا الأمر حلال عندهم.. حرام عندنا دول الخليج جميعها تعمل ليل نهار علي سحب الريادة الفنية من مصر. وإذا كانت الأمور جاءت لصالحهم بعض الوقت بسبب أموال البترول فهذا الأمر لن يستمر طول الوقت.
الفن أحد أجنحة الدول المتحضرة. ونحن لن نعود إلي عصور الظلام وعلي الدولة أن تتصدي مع النقابات الفنية لمن يتهمون الفنانات بأقبح الألفاظ حتي لا يهرب فنانونا إلي الخارج واتصور ان هناك دولاً بانتظارهم.