رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

غادة خرجت من عباءة الإغراء وتألقت مع سبق الإصرار

تضافرت العوامل ليحظى
تضافرت العوامل ليحظى العمل بمقومات النجاح

بعيداً عن اكلشيهات الجريمة لا تفيد, واقتراباً من الواقع المصرى الآن بكل ما فيه من قيم ومفاهيم مغلوطة جاء مسلسل "مع سبق الاصرار" فى سياق درامى مشوق وتضافرت عدة عوامل ليحظى العمل بقومات العمل الناجح،

بداية من التتر الذى أبدعت فيه إليسا مع الاستعانة بفكرة جدية لتقديمه برسم الفنانة العمانية شيماء المغيري للأسماء مع رؤية مختلفة للسيناريست أيمن سلامة كتجربة جدية له فى عالم الإثارة بعد «امرأة فى ورطة» ومسلسل قضية صفية ,وهو نوع من الدراما بقدر ما فيها من عناصر الجذب للمشاهد بمقدار ما تكون طاردة اذا لم يملك السيناريست أدواتها بالقدر الذى يحترم فيه عقل المشاهد ويجعله مشدودا الى آخر مشهد, محاولا فك اللغز ويزداد العمل قيمة اذا تعدى مرحلة الاثارة والحبكة البوليسية الى مرحلة الاقتراب من المجتمع الذى يفرز تلك القضايا محاولا تشريحه لمعرفة الاسباب التى تؤدى بنا الى تلك النتائج, وأعتقد ان المؤلف كان موفقاً الى حد كبير فى اصباغ ابطاله بهذا القدر من الضبابية والتى يغلب عليها الانتهازية وعشق الذات وقد تصل الى حد الانتقام, وتلك التوليفة من الصفات تعد عنصراً مشتركاً ليس فى ابطال المسلسل فقط ولكن فى المجتمع أيضا.

وبدرجات متفاوتة, وقدم ايضا شخصيات يغلب عليها صفات الانسانية مع اختلاف جوهر كل شخصية فهناك الاب والذى لعب دوره باقتدار أحمد راتب ووكيل النيابة طليق المحامية نسرين, وحتى الابناء وان كان لكل واحد منهم مشكلته الا انهم نماذج لشخوص الخير مازال بكرا بداخلهم. واستطاع المخرج محمد سامي في ثاني تجربة درامية له بعد مسلسل «آدم» والتى كانت أكثر نضجا وبعيدة عن المباشرة خلق الجو المناسب الى تنمو فيه الاحداث وتتحرك فيه شخوصه بحرية وكان موفقا فى الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة وخاصة الاضاءة, واعتقد ان عودة فريدة الطوبجى دائما فى المساء كانت تأكيداً على تكوينة الشخصية العملية.

الى جانب ايقاعه السريع المتلاحق خالقا نوعا من التوازن بين الاستغراق فى التفاصيل بدون الوقوع فى فخ المط والتطويل، مع مقدرته على التحكم فى ممثليه ولم يترك لاحد العنان لتجاوز خطوطه الدرامية. وكان الاختيار المميز للابطال لتوصيل العمل الى المشاهد على أحسن وجه, خاصة الشخصية المحورية للمسلسل «فريدة الطوبجي» والتى أخرجت غادة عبد الرازق من سلسلة اعمال كانت تعتمد فيها على مقوماتها كأنثى وكانت تتجاهل كثير ا مقوماتها كممثلة، رغم انها لها قدرة على تلوين الأداء حتى ولو كانت الشخصية اقتربت منها سابقا فى مسلسل «قانون المراغى» حيث لعبت دور المحامية ايضا مع وجود تباين فى القيم والاخلاق للشخصيتين, واعتقد ان غادة اهتمت بتفاصيل استاذة القانون

الجنائي والمحامية الشهيرة العاشقة للمكسب دائما ولا يدخل قاموسها كلمة الخسارة وحتى وان كان هذا ضد كل القيم والاخلاقيات، وفى سبيل ذلك تدوس على أى شىء يقف امامها ,واستخدمت اناقتها المفرطة البعيدة عن الابتذال وظهورها بدون مساحيق مبالغ فيها ليكون ذلك مرادفا للتقمص فى كتالوج الشخصية التى دخلت فيها باقتدار حتى فى اللحظات التى عاشت فيها اضطرابا عاطفيا متتاليا مع علاقة زوجية فاشلة وادمان الابن وموت الآخر وإقامة ابنتها لعلاقة غير شرعية ثم كانت اللطمة الكبرى مع اكتشاف ان الحبيب والزوج الجديد وراء تلك الاحداث, وبالمنطق يجب أن يكون هناك انهيار وذهاب للمستشفى ولكن يتبع ذللك ثبات وامتلاك لجأشها.

وبمقدار هذا الاداء المميز لغادة كان هناك تميز لعبير صبرى والتى رسم السيناريست لها شخصية المحامية نسرين بعمق نفسى ودراسة لطبيعة تلك النوعيات من السيدات التى بدخلهن غيرة وحقد من أخريات، ويظل دفينا صامتا باحثا عن من يخرجه من القمم ويفجره بدون رحمة ولايشفع لاحد مهما قدم له من خدمات. ولعبت عبير الدور كما يقول الكتاب لتكون المفاجأة للجميع. ورغم ان شخصية زياد العليمى كانت بها مؤشرات قد تجعل المشاهد يكتشفها الا أن السيناريست منحها قدرا من التفاصيل تضفى عليها غموضاً، وكان منطيقا أن اول من يكتشفه هو احمد راتب الذى يضع الاحداث تحت ميكروسكوب المفكر والمحلل والقادر على الربط بين الخيوط والذى لم يلوث تفكيره بالجو المحيط. وعلى الجانب الآخر استفادت روجينا من الشخصية الجديدة التى قدمتها واخرجتها من الادوار التى يحصرها فيها المخرجون وكان خروجا اطلق مساحة من الابداع فى ادائها. خاصة فى المشاهد التى جمعتها مع فاروق فلوكس صاحب العودة المتألقة. واعتقد ان المخرجين عليهم الانتباه لقدرات هذا الفنان.