رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

دراما رمضان تُعلن انحيازها للعشوائيات

أكثر من 15 عملاً
أكثر من 15 عملاً أبطالها يمارسون حرفة

انتهى ماراثون شهر رمضان وبدأ النجوم يتابعون ردود الأفعال.. ولا خلاف أن هذا الموسم كان صاخباً وحاملاً لسمات كثيرة مختلفة عن كل المواسم الماضية، فعلى سبيل المثال كان الإنتاج كبيراً وشهد مولد الدراما أيضاً عودة الكبار إلى الشاشة الصغيرة مثل عادل إمام العائد بعد غياب 30 عاماً ومحمود عبدالعزيز.

ومن السمات المميزة لدراما رمضان هذا العام سيطرة معالم البيئة الشعبية علي عدد كبير من المسلسلات حيث احتلت البيئة الشعبية مساحة كبيرة من خريطة الدراما.. واللافت للنظر أنه إلي جانب انتعاش وانتشار لهجة ومصطلحات الوسط الشعبي تفرض المهن والحرف نفسها علي الأعمال الدرامية.. فهناك أكثر من 15 عملاً أبطالها يمارسون حرفة مثل النقاشة والميكانيكا.. علي سبيل المثال يلعب آسر ياسين في مسلسل "البلطجي" دور ميكانيكى.. ويقدم عمرو سعد نفس المهنة في مسلسل "خرم إبرة".
ويمارس نور الشريف دور صياد في "عرفة البحر" وفي مسلسل "الهروب" بدأ كريم عبدالعزيز المسلسل ميكانيكى وانتقل مع تتابع الحلقات إلي مندوب مبيعات.. وفي "طرف ثالث" يمارس الأبطال حرفاً مختلفة ولم يقتصر صناع الدراما هذا العام علي تقديم الرجال فقط في أدوار الحرفيين حيث تقدم الفنانة يسرا من خلال مسلسل "شربات لوز" دور خياطة.
في الموضوع تحدث السيناريست بشير الديك قائلاً: بكل تأكيد زحفت مفردات البيئة الشعبية ومعالمها هذا العام على خريطة الدراما.. ومن أجل إضفاء المصداقية علي الأحداث وتقديم العشوائيات بشكل واقعى وبعيد عن الخيال اهتم كتاب الدراما بتقديم الحرفيين في دور البطولة وكلها مهن مشرفة وحياة أصحابها مليئة بالألغاز والمصاعب التي تثير بداخلنا غريزة الفضول والمعرفة.
وأضاف بشير الديك: إلي جانب الأعمال التي قدمت الحرفيين في دور البطولة هناك أعمال أخري قدمت الضباط مثل أحمد السقا في مسلسل "خطوط حمراء" وإلهام شاهين في مسلسل "قضية معالي الوزيرة" لكن تبقي المساحة الأكبر هذا العام للحرفيين والهدف هو إنصاف البيئة الشعبية.
ويرى المخرج علي عبدالخالق أن الكتاب يتأثرون دائماً بالواقع المحيط.. وأمر طبيعي أن يكون أبطال عدد كبير من المسلسلات الدرامية

من الحرفيين.. فالثورة خلقت داخل الكتاب شهوة للانتقام من النظام الذي قهر أحلام البسطاء وحبسها خلف الجدران.. لذا سنجد أعمالاً كثيرة تروي قصة شاب تعلم ونال قسطاً كبيراً من التعليم لكن الفشل في العثور على فرصة عمل مناسبة دفعه إلي ممارسة مهنة أو حرفة بعيدة عن الحلم الذي يسكن عقله.. الدراما انعكاس لما يدور في الحقيقة.. والواقع يؤكد أن البيئة الشعبية فرضت نفسها علي الأحداث وبات أصحاب الحرف الشريفة يحتلون مساحة كبيرة علي خريطة الدراما والهدف هو إنصاف العشوائيات التي أسقطها النظام السابق من حساباته.
في الموضوع تحدثت وفاء عامر قائلة: قد تكون الظاهرة لافتة للنظر بحكم أن الأعمال التي تعرض الآن كثيرة ولكن لا يجب أن ننسي أن مجتمعنا ملىء بالحرفيين الذين يمارسون أعمالاً مهمة وحياتهم غنية بالأحداث.. وأتصور أن ظهور الميكانيكي والسائق والصياد في دراما هذا العام بشكل مفرط سببه ثورة يناير التي اتفقت كل طوائف وطبقات الشعب علي القيام بها وإنصافها.. فقد ظلت العشوائيات علي مدار سنوات طويلة مهملة ومهمشة بسبب سياسة النظام القديم الذي اختزل أحلام الجميع في لقمة العيش فقط. وكانت النتيجة أن تحولت العشوائيات إلي ألغام قابلة للانفجار.. وأمر طبيعي أن يلتفت صناع الدراما بعد الثورة إلي الحرفيين وأصحاب المهن الشريفة لإنصافهم وإلقاء الضوء علي المشاكل التي يتعرضون لها.