رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"ابن موت" رصد معاناة الشباب..فاقترب من الجمهور

يكشف المسلسل احباط
يكشف المسلسل احباط ومعاناة الشباب

عندما تصطدم الأحلام البسيطة بواقع قاس وظالم مليء بالفساد والقهر تتحول الحياة الي ما يشبه الموت لأن من لا يحيا كريما يكون كما يقال «ميت بالحيا» ومن تظهر القيمة الدرامية والمضمون الراقي لأحداث مسلسل «ابن موت» للسيناريست المتميز مجدي صابر وبطولة خالد النبوي وعلا غانم وهايدي كرم ومن أجمل أدواره أحمد خليل وهياتم  وإخراج سمير سيف في صورة درامية رائعة.

في هذا العام يكشف مؤلفه النقاب كعادته في التفاعل مع قضايا وطنه ومجتمعه وقضايا الشباب عن الكثير من الفساد والإحباط الذي واجه الشباب قبل الثورة والطريق المسدود الذي يواجههم ويقف عقبة أمام مستقبلهم ويحاول بطل المسلسل «الخواجة» أو خالد النبوي البحث عن نفسه أمام طوفان الفساد حتي عندما يتحقق حلمه بالحصول علي قطعة أرض خمسة أفدنة يستولي عليها أحد رجال الأعمال ويدخل بطل العمل في صراع من أجل استعادة حقه وأمام الفساد وقوة الظلم المدعومة بالسلطة والمال يضطر البطل للسفر والهروب من واقع مصر المؤلم المحبط في هذه الفترة الي ايطاليا.

وهنا تتحول الحياة معه ويصبح شخصا آخر، لكن ها يستطيع أن يحصل علي حقه وينتصر لنفسه، بهذه الخطوة الدرامية والتفاصيل الرائعة التي نسجها مجدي صابر، وبدأت الأحداث من قلب حارة شعبية في الاسكندرية وانتقي أبطاله من الطبقة الكادحة لكن دون أن ينزل لمستوي متدن في الألفاظ والمشاهدة التي نراها في معظم دراما رمضان وتظل الصورة الدرامية تنتقل بين حياة الحارة بكفاح بطل العمل «الخواجة» للصعود علي سطح الواقع بمتغيراته ومجرياته وبين صراع الطبقة الثرية من جهة ويستمر الصراع بين الخواجة خالد النبوي ومحمد نجاتي وبين علا غانم التي تقدم أفضل أدوارها بشكل قريب جدا للواقع وبين الفتاة المدللة هيدي كرم ويرصد العمل بشكل منطقي دور السيدة المصرية المكافحة هياتم التي تضطر الي قيادة ميكروباص للإنفاق علي أولادهما.

خالد النبوي أضاف بشخصيته في المسلسل نوعا من الحميمية مع الجمهور بما يقدمه من صفات وشهامة أولاد البلد والشاب الذي يبحث عن ضالته في الحياة مع رفيقه حسام فارس في دور متميز أيضا لكن كثرة التدخين التي يقوم به الخواجة جعلت إحساس الجمهور به كـ«هيرو» أوبطل شعبي يقل تدريجيا، وعلا غانم رغم صوتها العالي بعض الشيء لكنها قدمت دورا متميز نسبيا رغم تأثرها بدورها في «الزوجة الرابعة» وداليا مصطفي ممثلة جيدة في هذا العام مع محمد نجاتي وصفاء الطوخي وهياتم «ممتازة» بهذا الدور.

وأفضل ما في العمل الصورة الدرامية والايقاع السريع والمشاهد القصيرة والمتلاحقة وهذا الأسلوب المتميز في الكتابة للمؤلف مجدي صابر الذي لاحقته الصورة الجميلة للمخرج الكبير سمير سيف مع مدير التصوير والإضاءة أضفت جوا من البهجة وتنفس المشاهد خارج الجدران المغلقة التي تسيطر علي الصورة الدرامية هذا العام لكن في «ابن موت» نجح الإيقاع السريع للسيناريو والصورة للمخرج في إنقاذ العمل من فخ المط والتطويل وأضاف النص الدرامي بقيمته وموضوعيته وواقعيته صورة أقرب لإحساس المشاهد بالمعاناة التي عاشها الشباب قبل الثورة من إحباط وفشل وضياع لذلك حقق العمل معدلا جيدا من المشاهدة وسط الزحام وبالتأكيد في الإعادة إفادة وإجادة.