رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"شمس المحروسة" تفضح الفساد والديكتاتورية

بوابة الوفد الإلكترونية

تأثرت جداً بعد قرار عرض مسرحية «شمس المحروسة» فوق مسرح الدولة، بعد رحيل كاتبها بيومي قنديل، وكم اشتكي الرجل من تأجيل المسرحية ورفضها لمدة تقترب من عشر سنوات،

وكتبت في «الوفد» مقالين إلي جانب مقال في ملحق «الأنوار» اللبنانية حول قضية منع نص رمزي، كل ذنب مؤلفه أنه يكشف عالم الفساد والديكتاتورية التي سادت في السنوات الثلاثين الماضية.. وكان من الصعب لهذه الأسباب أن يظهر العرض، لأن المسئولين في هذا الوقت كانوا يحاصرون أنفسهم بسياج من الحديد من المستحيل اختراقه، وهم فقط يتركون ما يكتب في الصحافة لكي يتاجروا به أمام العالم، وأنا شخصياً كتبت في «الأنوار» اللبنانية في نوفمبر 2007 أن العرض المسرحي «شمس المحروسة» يكشف أزمة السلطة المصرية التي تحجب كل إبداع وكل صوت حر ولا تبقي سوي المنافقين، وقلت أيضاً: غداً ستشرق الشمس ولن يمتد هذا الظلم طويلاً.. والحمد لله أن عشنا لنري هذا النظام يتهاوي، وإن كان حزني أن مات بيومي قنديل قبل أن يري عرضه فوق مسرح الدولة يظهر في أفضل شكل علي يد المخرج البارع الدكتور محمد عبدالمعطي.. الذي أدهشنا حين استخرج من رموز المسرحية كائنات حية تنطق وتحيا بالجسد والروح والدم أمام الناس وتنبض بالقيم والإنسانيات، يدور النص حول حدوتة شعبية عن ملك كسول لا يحب ضوء الشمس ولا يجد نفسه إلا بعد الغروب حيث يحيا مع خفافيش حاشيته، خاصة الوزير الفاسد الذي يقترح علي الملك إقامة جدار طويل عازل يحجب ضوء الشمس عن مملكته وينفق الملك المال وجهد الناس في سبيل تحقيق ذلك.. وتنعزل دولته عن العالم ويمرض أهلها، والملك في عناده يواصل حجب كل ضوء يحاول أن يتسلل إلي بلده معتقداً أنه سينتصر علي شمس الحقيقة التي ستفضح فساده وألاعيبه وديكتاتوريته.
الدكتور محمد عبدالمعطي قدم هذه الفكرة ببساطة في شكل شعبي مستعيناً بالموروث والديكور المبهر للدكتور شكري الأنصاري الذي منح خشبة المسرح فرصة الحياة والانتصار برؤية تنبض بالسخرية

تارة والاستعانة بالأشكال التعبيرية الموحية التي تربط بين التاريخ والمعاصرة، وساهم علي إنجاح هذه الجزئية المؤلف الموسيقي الموهوب هيثم الخميسي الذي واكب الحوار برؤية خالصة، خاصة أن الأشعار والأغاني كتبها الشاعر المبدع محمد كشيك أحد رموز شعر العامية المصرية، والذي وصلت كلماته إلي عمق القضية طارحاً فكرة الاستبداد ومقاومة الديكتاتور.. وهي قيمة أصيلة في أشعاره عموماً.. أما الفنان سامي عبدالحليم بطل العرض فقد أظهر بوعي وعمق معاً حقيقة شخصية الملك الساذج الذي يلعب بمقدراته حاشية فاسدة، وغالباً ما يسير أموره وزير فاسد يوصف باللعوب، ولعلنا وجدناه في حياتنا وعانينا منه في سنوات حكم مبارك في أكثر من نموذج وأكثر من وزير.. وجسده في المسرح الفنان عادل الكومي بذكاء وخبرة وكان متناغماً مع أداء سامي عبدالحليم صاحب الموهبة المسرحية الطاغية وأعماله تنطق دائماً بالموروث الشعبي الزاخر.
النجمة نهال عنبر، أكدت تميزها الشديد وعمق رؤيتها وذكائها في إدارة الحوار بحضور وبريق، وظهر عمرو عبدالعزيز في دور ناطق بقدرة علي الوصول إلي الجمهور ببساطة وسلاسة.. ويؤكد أنه سيكون كوميديان شديد التميز في السنوات القادمة.. أما صفوت صبحي فقد أجاد في دور الحكيم الذي تذبل آراؤه دائماً وسط أشواك المنافقين.. وظهر شادي خفاجة في دور شاطر الحدوتة وفارسها بموهبة تتأكد في كل عمل أكثر مما قبل.