رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"الظل الأسود" نموذج لجنون الفنان وجنوحه !

بوابة الوفد الإلكترونية

إذا كنت ناوى تتفرج على فيلم «لجونى ديب» فأنت على موعد مع الجنان الأصلى فى أنقى صوره، والجنون عندما يوصف به فنان ما، فهذا يعنى أنك تمدحه، فالجنون وعشق المغامرة، والخروج عن المألوف،

ترجمة أقرب للصدق، فى وصف الفنان، ومع ذلك فالرجل فى حياته يبدو قمة فى العقل والاتزان، وجنونه ومجونه لا يظهر إلا من خلال أفلامه، وكأنها عقله الباطن الذى يتمرد على وقاره، التقيته يوما، وجهاً لوجه فى عام 1997، على باب القاعة التى أجرى فيها المؤتمر الصحفى لفيلم «الشجاع» أول فيلم يخرجه، ويلعب بطولته أمام العملاق مارلون براندو، وسامته لافتة للنظر، ولكنه «حريص» مش فاهمة ليه، أن يبدو فى قمة القبح فى أفلامه، ويبدو أن زوجته فينسيا برادى هى من شارت عليه، تلك الشورة السوداء، فمعظم أفلامه أو أكثرها شهرة، يقدم خلالها أحد النماذج الغريبة، بدأها بفيلم حدث ذات يوم فى المكسيك، أمام أنطونيو بانداريس، وفى هذا الفيلم ضربه أحدهم رصاصة فى عينه، وظل عينه تنزف بقيه الفيلم، وقد خرجت من مكانها!

وعليه لم يقدم بعد ذلك شخصية «عدلة» أو شخصية زى الناس، استهواه تقديم الشخصيات الغريبة، فى الشكل والسلوك والمظهر، والأداء أيضا، نادرا هى الشخصيات التى قدمها على الشاشة ويمكن أن تلتقى بمثلها فى الشارع، أو فى أى مكان على الأرض!

ولأن كل فنان فى حاجة لمن يفجر جنونه، فقد كان لقاء جونى ديب مع المخرج تيم بيرتون، يشبه الحلة عندما تجد غطاءها المناسب، وقدما معا سلسلة من الأفلام الغريبة المدهشة فى الوقت نفسه، كان أولها مع فيلم «إدوود» وهو اسم ممثل ومخرج ومنتج للأفلام الهابطة، فى سنوات الثلاثينيات من القرن العشرين، ثم تبعه بفيلم «إدوارد ذو الأصابع التى تشبه المقصات» وهو بداية مرحلة «اللسعان» الفنى.

وجاءت قمته مع فيلم «مصنع الشيكولاتة»، وسوينى تود الحلاق السفاح، ثم أليس فى بلاد العجائب، وبعيدا عن مخرجه المفضل تيم بيرتون قدم سلسلة أفلام قراصنة الكاريبى، وأصبحت شخصية جاك سبارو، من أشهر الشخصيات السينمائية نجاحاً، وفى فيلمهما الأخير «DARK SHADOW» يقدم جونى ديب شخصية، ليست مبتكرة ولكنه يقدمها بأسلوب مبتكر، وهى شخصية «بارنباس كولينز» مصاص الدماء الوسيم، الذى تعشقه النساء، ولا تمانع الواحدة منهن، فى أن تترك له رقبتها عن طيب خاطر، فيغرس أنيابه فى شرايينها ويمتص دماءها، ليحولها بعد ذلك، إلى مخلوق أبدى لا يموت، موضوع الفيلم مأخوذ عن مسلسل طويل يحمل الاسم نفسه، وقد

أضاف له المخرج، أحدث الخدع السمعية والبصرية، مع كثير من المشهيات، منها الإفراط فى تقديم مشاهد العنف المرتبط بقدر من «الإباحة» والسخرية!

وحكاية الفيلم تبدأ من القرن السابع عشر، حيث تعيش أسرة كولينز بالغة الثراء فى ليفربول بإنجلترا، وتبتلى العائلة بلعنة تطلقها ساحرة شريرة «إيقا جرين» تعشق باراناس وحتى تسيطر عليه، تماماً تحوله الى كائن ليلى ومصاص دماء، بل إنها تحبسه فى تايوت بعد أن تلف جسده بسيور من الحديد، حتى لا يستطيع الفكاك، وتدفنه حياً! كل ده ليه؟ لأنه لا يبادلها الحب، وتقفز الأحداث إلى سنوات السبعينيات، حيث ينجح «باراباس» فى فك وثاقه والخروج، من تابوته، ويهيم فى الشوارع يمتص دماء ضحاياه، ويبحث عن بقايا عائلته الكبيرة، حتى يصل إليهم ويقرر أن يحميهم من الساحرة، التى علمت بخروجه من مدفنه، وتدور الأحداث فى أجواء بالغة الغرابة والطرافة! ولكنها تقل كثيرا عما قدمه لمخرج «نيل جوردون» فى فيلمه «لقاء مع مصاص الدماء» فى عام 1994، وكان بداية لشهرة براد بيت، وكريستين دانتست، وأنطونيو باندداريس!

لم يرحب نقاد السينما فى هوليوود كما ينبغى بفيلم «الظل الأسود» للمخرج تيم بيرتون، ووصفوه بالتقليدية والسخافة، ولكن أى منهم لم يقترب من أداء «جونى ديب»، فقد قدم دوره بحالة رائعة من الإبداع الفنى، تقول عليه «تهييس» تقول عليه «لسعان»، براحتك، المهم أن عينك لن ترى فى الفيلم غيره، رغم وجود حشد هائل من النجوم منهم ميشيل فايفر، إيفا جرين، هيلينا بونهام كارتر، بيللا هيتشوكت، ولكن كل دول كوم، وجونى ديب كوم تانى خالص، ليس لشدة حماسى له، ولكن لأنه يستحق هذا الحماس!