رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تل أبيب تغازل الثورة الليبية فى "كان"

ليفى مؤلف ومخرج الفيلم
ليفى مؤلف ومخرج الفيلم مع حاخام إسرائيلي

علي غير العادة قرر مهرجان «كان» عرض فيلم «قسم طبرق» رغم أن إدارة المهرجان كانت قد حسمت بصفة رسمية الأفلام المتنافسة علي السعفة الذهبية لنسخته للعام الحالي 2012، إلا أنها عادت

ووافقت علي عرض الفيلم الوثائقي عن أحداث الثورة الليبية، التي أطاحت بالعقيد الراحل معمر القذافي، وذلك خلال برنامج النسخة الـ65 للمهرجان التي تبدأ فعالياتها في 16 حتي 27 مايو الجاري. لمخرجه الكاتب والفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي، ومن يعرف ليفي يكتشف السبب فمن المعروف أنه نقل رسالة من المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا قبل سقوط القذافي الي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مفادها أن المعارضة ستسعي لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في حال وصولها للسلطة.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن هنري ليفي قوله خلال لقاء دام ساعة ونصف الساعة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغته رسالة شفوية من المجلس مفادها أن النظام الليبي القادم سيكون معتدلا ومناهضا للإرهاب ويهتم بالعدالة للفلسطينيين وأمن إسرائيل.
وكان برنار قد زار مدينة مصراتة أثناء الحصار وعرف أنه من أشد المؤيدين للمعارضة ضد نظام القذافي ولعب ليفي دورا  كبيرا في هذا الملف داعيا فرنسا الي دعم وتأكيد المنتفضين علي القذافي وكانت فرنسا أول دولة تعترف رسميا بالمجلس الوطني الانتقالي وأول الداعين الي التدخل العسكري الدولي في ليبيا.. ومن هنا نجد أنفسنا أمام العديد من علامات الاستفهام التي نحاول ايجاد الاجابة عنها فلماذا الإصرار علي عرض الفيلم في المهرجان والاحتفاء به علي أنه صورة للثورة ضد القذافي، خاصة أن صاحب الرؤية الإبداعية له تاريخ صهيوني متأصل ليس فقط في محاولته إيجاد جسور بين الثورة الليبية وإسرائيل ولكن هناك تاريخ طويل له ضد العرب والمسلمين وعاشق وداعم لإسرائيل في كل المحافل الدولية ومحاولة دائما إيجاد جسور للتواصل بين العدو الصهيوني والعديد من الكيانات الدولية السياسية والدينية وهو دائم التواجد في إسرائيل والطريف أن هناك من رشحه لتولي رئاسة إسرائيل.
وقد اشتهر كصحفي وكناشط سياسي ذاع صيته في البداية كمراسل حربي من بنجلاديش خلال حرب انفصال بنجلاديش عن باكستان عام 1971 وكانت هذه التجربة مصدره لكتابه الأول (Bangla-Desh, Nationalism in the Revolution) في عام 1981 نشر ليفي كتاب عن الايديولوجيا والفرنسية واعتبر هذا الكتاب من الكتب الأشد تأثيرا في الفرنسيين لأنه قدم صورة قاتمة عن التاريخ الفرنسي،وانتقد بشدة من قبل الأكاديميين الفرنسيين من ضمنهم الأكاديمي البارز ريمون آرون للنهج غير المتوازن في صياغة التاريخ الفرنسي.
وقد توفي والد ليفي عام 1995 تاركا وراءه شركة Bdcob والتي بيعت عام 1997 لرجل الأعمال

الفرنسي فرانسوا بينو بمبلغ 750 مليون فرانك ولمع نجم في التسعينيات كداعية لتدخل حلف الناتو في يوغوسلافيا السابقة، وفي نهاية التسعينيات أسس مع يهوديين آخرين معهد «ليفانس» الفلسفي في القدس العربية المحتلة.
وفي عام 2008، نشر برنار هنري ليفي كتابه «يسار في أزمنة مظلمة: موقف ضد البربرية الجديدة» الذي يزعم فيه أن اليسار بعد سقوط الشيوعية فقد قيمة واستبدلها بكراهية مرضية تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل واليهود، وأن النزعة الإسلامية لم تنتج من سلوكيات الغرب مع المسلمين، بل من مشكلة متأصلة، وأن النزعة الإسلامية تهدد الغرب تماما كما هددتها الفاشية يوما ما.. وأكد أن التدخل في العالم الثالث بدواع إنسانية ليس «مؤامرة امبريالية» بل أمر مشروع تماما.
وفي 2009 نشر برنار هنري ليفي فيديو علي الانترنت لدعم الاحتجاجات ضد الانتخابات المشكوك في أمرها في إيران، وخلال العقد المنصرم كله كان ليفي من أكبر الداعين للتدخل الدولي في دارفور غرب السودان.
وفي 2010 دافع ليفي عن البابا بنيدكت السادس عشر في وجه الانتقادات السياسية الموجهة اليه من اليهود معتبرا إياه صديقا لليهود، وخلال افتتاح مؤتمر «الديمقراطية وتحدياتها» في تل وفي مايو 2010 أعلن برنار هنري ليفي أن جيش الدفاع الإسرائيلي أكثر الجيوش ديمقراطية في العالم، وقال: لم أر في حياتي جيشا ديمقراطيا كهذا يطرح علي نفسه هذا الكم من الأسئلة الأخلاقية فثمة شيء حيوي بشكل غير اعتيادي في الديمقراطية الإسرائيلية.. الغريب أن الكيان الصهيوني يحاول بشتي الطرق ايجاد سبيل له في الربيع بشتي الطرق خاصة المخاطبة لعقل والوجدان في محاولة لوضع السم في العسل.. والسينما والفن بالطبع أكثرها تأثيرا والأيام القادمة ستظهر الدور الذي سيلعبه هذا الفيلم هند عرضه في المهرجان.