رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تركيا وايران تتنافسان على زعامة الفن

بوابة الوفد الإلكترونية

هل إغراق شاشات الفضائيات المصرية بالدراما التركية يشبه تماماً إغراق السوق المصري الشعبي بالبضائع الصينية، وإذا كانت الأخيرة تأتي إلي الباب من خلال الباعة الصينيين الذين يطرقونه يومياً

في المناطق الشعبية، فقد نجحت الدراما التركية أن تدخل البيت المصري عبر عشرات الفضائيات الخاصة التي تتسابق فيما بينها بعرض «ليلي - وسيلا - والزهرة البيضاء - والأوراق المتساقطة - وحريم السلطان» وغيرها من المسلسلات التركية، التي تأخذ وجدان المشاهد بالصورة الجميلة للمكان وسحره وسرعة الإيقاع وطريقة الحكي الذي يشدك إلي نهاية الحلقات وعبر الصوت واللهجة السورية وهو بالتأكيد إغراق مقصود وله أهداف، ليس فقط نشر الثقافة التركية فقط وهي لا تناسبنا في الكثير منها في التقاليد والعادات، لكن المقصود الترويج السياحي والجمال والإبهار الذي يكسو جبال وشوارع تركيا في معظم المشاهد، والمقصود أيضاً الريادة الدرامية بعد أن نجحت تركيا بالدراما في اقتحام السوق الخليجي من قبل وتسللت إلي وجدان المشاهد العربي عبر الدبلجة السورية القريبة من اللهجة العربية في الشام والخليج، وأنتجت تركيا وبعدها سوريا دراما الإبهار خاصة التاريخي الذي يتطلب مقومات وإمكانيات في المكان وفنية وبشرية أيضاً.
وبالمناسبة مصر تمتلك مقومات أكبر وأهم من تركيا وسوريا لكن نحن تعودنا علي التقشف في الميزانية بما يخدم الشكل الدرامي والصورة وركزنا علي ميزانية النجم، وفي النهاية نحصد عملاً درامياً فقيراً 90٪ من مشاهده تتم بين أربعة جدران، بينما هم يستخدمون الشوارع والجبال والفنادق والمطاعم وكل شيء يعكس جمال ومقومات بلدهم، وإذا كانت تركيا تسيدت المنطقة بدراما المنظر والصورة وسوريا بمسلسلات الإبهار التاريخي، ففي التاريخ إيران التي تثير الجدل في المنطقة كل عام بمسلسل «عقائدي» بعد أن نجحت في التسلل لمصر والعالم العربي بمسلسل «يوسف الصديق» تعود من جديد بفرقعة درامية أخري من خلال مسلسل «محمد رسول الله» رغم الرفض القاطع من كل الجهات الإسلامية وجبهة العلماء في العالم الإسلامي لتجسيد شخصية الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم، لكن ستنفذ إيران ما تريد ويتسلل العمل للفضائيات المصرية وتخطف إيران الأنظار بعمل مرفوض دينياً، كما تم رفض تجسيد شخصية يوسف الصديق من قبل ومازلنا نحن في مصر نقف بين أسدين يتناحران علي فرض السيادة والريادة والنفوذ الإعلامي، ونحن

نصنع دراما «نوسة» المولد و«كيداهم» كيد النساء، ونتملق نجوم «عواجيز الدراما» حتي العمل الذي كان من الممكن أن يؤكد قدرتنا في الصناعة وهو مسلسل «محمد علي» الذي كان يلعب بطولته «الفخراني» لم يجد تمويلاً، واكتفي المنتجون باستقطاب نجوم السينما مثل السقا وكريم وشريف منير وغيرهم من النجوم أمام محمود عبدالعزيز ونور الشريف والفخراني مع يسرا وليلي علوي وإلهام شاهين وكل أعمالهم مثل «الطعام» نشتهيها ثم نهضمها والباقي معروف دون أن تترك أثراً، لكن مازالت آثار مسلسل «الصديق» و«الحسن والحسين» و«خالد بن الوليد» و«حريم السلطان» باقية ومؤثرة وتثير الجدل والنقاش والخلاف في مصر علي صفحات الجرائد والفضائيات وبين العامة علي المقاهي، نحن نريد أعمالاً ضخمة تنافس خارج مصر وتعكس القدرات الفنية والبشرية والريادة الدرامية لمصر، ونستغل المكان والزمان والإمكانيات المتاحة عندنا مثل النيل والأهرامات وأبوالهول وآثار الأقصر وأسوان وجمال شواطئ الإسكندرية والساحل الشمالي وشرم الشيخ والغردقة، حتي الصحراء وعندنا لكن للأسف استسلمنا لدراما النجم الأوحد بفقرها الإنتاجي والموضوعي وتركنا غيرنا يستنسخ آثارنا في المغرب والأردن ودبي وتقدم كل الإمكانيات والتسهيلات للتصوير الأجنبي علي أراضيها، ونحن مازلنا نتمسك بقرارات ولوائح بالية وروتين عقيم «يطفش» أي عمل أجنبي يفكر في استغلال مقومات مصر، حتي أعمالنا المحلية أصبحت تعاني غلاء رسوم التصوير في هذه الأماكن، ويبقي الرهان علي الخريطة الرمضانية الدرامية القادمة، إما أن نخرج ببعض المسلسلات التي تنافس التركي والسوري والإيراني أو نعيد حساباتنا بعدها إن كنا نريد الاستقرار؟