عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شهرزاد بدأت مع "شريهان".. واستقرت هذا العام عند "دنيا سمير غانم"

بوابة الوفد الإلكترونية

كنا نعتبر ولزمن قريب أن أهم برامج التليفزيون فى شهر رمضان، تتلخص فى الفوازير، وألف ليلة وليلة، وفوقهم مسلسل دينى وآخر اجتماعى، وكان الله بالسر عليماً، وكان من المحتمل أن يغفر الناس للحكومة، توحشها فى زيادة الأسعار، أو قلة فرص العمل، وسوء التعليم والصحة،

وكل أوجه التقصير والفساد التى ابتلعناها طوال ثلاثين سنة وزيادة، ولكن لم يكن أحد يستطيع ان يسامح فى اختفاء الفوازير من على شاشة التليفزيون فى رمضان، ولا ألف ليلة بالطبع! فهى أشياء كانت مقدسة قبل ان تنقل بركة كل شىء ويصبح التليفزيون المصرى، بمبناه الشاهق وموظفيه الذين يزيد عددهم علي ثلاثين ألفاً، خرابة ينعق فيها البوم ويحتلها العسكر بعد ان حولوها إلى إحدى ثكناتهم العسكرية!
وبعد غياب يزيد علي عشر سنوات تعود ألف ليلة، ولكن من إنتاج إحدى الشركات الخاصة، مدعمة بما تحمله التكنولوجيا من إمكانيات للابهار، البصرى والسمعى، ولكن لا أحد يستطيع ان يجزم ان كانت تلك المؤثرات والوسائل الحديثة يمكن، ان تنافس ما ترسب فى الذاكرة من إبداعات زمن جميل، ارتبطنا فيه بشخصيات بعينها قدمت لنا ألف ليلة طوال ما يزيد على نصف قرن من الزمان، بدأتها الإذاعة المصرية، بتقديم معالجة مهذبة ومنقحة للنص الأصلى، إبدع فى صياغته طاهر ابو فاشا، عن طريق الحوار المسجوع! وكان صوت الراحلة زوزو نبيل التى ألهبت القلوب قبل العقول بصوتها الآثر وهى تلعب شخصية شهرزاد، رمز الأنوثة الطاغية والمكر الناعم، وبهما استطاعت ان تنقذ حياتها وحياة غيرها من بنات حواء اللائى كن عرضة لسيف مسرور، الذراع الباترة للملك الديكتاتور المنفوش بالغرور والقسوة «شهريار»، تعرض الرجل لخيانة زوجته، التى ضبطها فى وضع مخل بالشرف كان حتما سوف يزعج أعضاء مجلس الشعب ويدفعهم لإصدار قوانين فورية لوقف المسلسل وجلد المؤلف والمخرج وبقية الممثلين، وأكيد كان احدهم سوف يتفتق ذهنه الضيق، على فكرة ان معاقبة هؤلاء وجلدهم مش كفاية، ولكن بعد ان يلعب فى خصلات ذقنه، كان حتما سيخلص الى قرار، يؤيده بقية الأعضاء بما لا يخالف شرع الله،لاخراج مؤلف رواية ألف ليلة من قبره، لإقامة الحد عليه، والحمد لله ان الرجل نجا، بأعجوبة فلم يتوصل حتى الآن أى باحث للفاعل الأصلى الذى صاغ حواديت ألف ليلة لتتداولها الأجيال لمئات السنين، دون ان يصاب أحد بالأذى أو يفقد عفته، وصوابه، ويترك دين الله ويعتنق الماسونية! المهم ان شهريار الذى يمثل غباء الرجل فى الانتقام، وشراهته المتوارثة فى إراقة الدماء، قرر ان يقتل زوجته وعشيقها العبد الأسود، ولكن قتلهما لم يكن كافيا لإطفاء نار غيظه وتصدع رجولته، وبدلا من ان يفكر فى الأسباب التى دفعت المدام لخيانته من عبد أسود، أو يفكر فى العلاج أو استخدام الحبة الزرقاء يمكن ربنا يفتحها عليه، اختار الحل الأسهل، وهو قتل جميع النساء، وطبعا حتى لا يتهمه احد بالقتل الجماعى، وتحاشيا لتدخل جمعيات حقوق الإنسان، والمجلس الأعلى للمرأة، قرر ان يخترع انتقاما فى منتهى الشياكة، وهو ان يتزوج كل ليلة فتاة عذراء، يقضى معها ليله واحدة، وقبل ان يطلع عليها الصباح، يكون مسرور قد قام باللازم وقطع رأسها، وهو ما يؤكد خوفه من افتضاح أمره، أمام شعبه اللى كان عامل عليه سبع رجاله فى بعض!! ولو كان الأمر استمر على هذه الحال وتم قتل جميع العذارى فى البلد، فقد كان سيأتى يوم حتما، يقل عدد السكان تدريجيا حتى ينقرض تماما، فمن غير النساء لا توجد حياة! ومن ستر ربنا ان كان من بين هذا الشعب المنحوس فتاة على قدر من الذكاء والجمال هى شهريار، التى قررت أن «تشتغل» الملك الديكتاتور شهرزاد، بعد ان عرفت نقطة ضعفه، وهى الهيافة والمعيلة! حيث اتضح ان هذا الملك المهيب المخيف الجبار، يعشق الحواديت الخرافية، ولا يجيئه النوم، إلا إذ أستمع الى حدوتة قبل النوم، طبعا الكلام ده كان قبل حواديت أبلة فضيلة، وماما نجوى وبقلظ «الله يرحمه»، واستعدت شهرزاد لحفل زفافها، على شهريار، بينما كان والدها يبكى دما، ويقوم بتوسيع مقابر الأسرة، بالقطامية ليدفن ابنته العروس فى صباحية عرسها، ولكنه اكتشف انه دفع مصاريف على الفاضى، فلم يكن يدرى إن «مقصوفة الرقبة» بنته، تمتلك كل هذا القدر من المكر ولوع النسوان، وبدلا من يطويها شهريار ويلحقها بمن قبلها، طوته هى وحطته فى جيب بنطلونها الصغير، واقنعته انها تمتلك مخزنا من الحكايات المثيرة، فسال لعاب الرجل،على الحواديت ولم يسل لعابه عليها، وهذا ما يؤكد نظرية انه «ما بيعرفش»، ما علينا ربنا حكيم ستار، مش عايزين نجيب فى سيرة الناس، وبدأت شهرزاد تحكى على الملك اول حكاية، وأدركت انها لو خلصت الحكاية بدرى بدرى، فهذا يعنى ان رقبتها سوف تطير فى الصباح الباكر، فاخترعت حكاية المسلسلات، حيث تبدأ فى رواية الحكاية بعد نشرة أخبار الساعة سبعة، وتنتهى منها قبل مطلع الفجر، وهى بذلك صاحبة ابتكار المسلسلات الطويلة قوى، قبل ان يعرفها الأتراك، بل تفوقت عليهم فى ان مدة الحلقة تزيد علي 45 دقيقة وتصل الى عدة ساعات، وطبعا خلال هذه المدة الطويلة من الاستماع المتواصل إلى تفاصيل الحكاية، يكون شهريار «فيص» وإنهارت قواه، ومع ذلك يظل يقاوم وتنقعه شهريار ان النعاس قد

غلبها، وتتعمد ان تقف فى كل ليلة على نقطة ساخنة فى الحدوتة، نوع من التشويق و«السسبنس»، فيتركها شهريار على قيد الحياة ويمهلها ليلة أخرى لتكمل روايتها، وظلت اللية تجر ليلة حتى بلغت عدد الليالى إلى ألف وفوقهم ليلة! ولم تعرف بعدها ماذا حدث؟ ولكن يبدو ان شهريار الذى ظل قاعد «مأنتخ» ثلاث سنين على الأريكة يسمع حكايات ويأكل سندوتشات، قد زاد وزنه وانتفخ وأصيب بأمراض الدنيا، وأصبح يعانى من مرض السكر والتبول اللا إرادى وطبعا التهاب البروستاتا!
-وعندما فكر قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصرى ان يحول حواديت شهرزاد الى مسلسل رمضانى، وقع اختياره على نجمة الاستعراض الفاتنة شريهان، وقدمت عدة مواسم من المسلسل كان اشهرها حكاية الأخوات الثلاث «كريمة وفاطيمة وحليمة» التى حققت أكبر نسبة مشاهدة ونجاح جماهيرى، بعدها غابت شريهان عن الأضواء وحاول ممدوح الليثى رئيس قطاع الإنتاج الأسبق فى سنوات التسعينيات ان يبحث عن نجمه لها شعبية شريهان، لتلعب دور شهرزاد فهداه تفكيره إلى ليلى علوى، وربما لا يذكر الناس انها لعبت بطولة هذا المسلسل الذى لم يرحمه من الفشل إلا عنصر لم يتوقعه أحد وهو وجود شخصية «الاشكيف» التى قدمها صلاح رشوان «ربنا يشفيه»، واستقبل الناس هذا المسلسل استقبال الأعمال الكوميدية حيث كانوا يتندرون وقتها على الزيادة المفرطة فى وزن ليلى علوى، التى كانت تؤدى الاستعراضات بصعوبة، وما قرنتها برشاقة شريهان لم تكن بالطبع فى صالحها، ولا صالحنا بالطبع، المهم ان مسلسل الف ليلة داخ واتلطم، بعد شريهان، وتوالت عليه مجموعة من النجمات منهن ايمان الطوخى، وإلهام شاهين، ودلال عبد العزيز،حتى اصبح مرتعا لأبناء السبيل والباحثات عن أى فرصة للتواجد، ولما الحكاية باظت خالص، وخاصة بعد وفاة المخرج العبقرى فهمى عبد الحميد، لم يكن حال المسلسل يرضى عدواً ولا حبيبا، فقرر التليفزيون أن يقلع عن تقديم المزيد من الحلقات الفاشلة، كما اقلع فى نفس الوقت تقريبا،عن تقديم الفوازير بعد ان وصلت الأمور الى الحضيض والعبث ولعبت بطولتها «ضرفه الباب» غادة عبد الرازق، مع المطرب المنمنم مدحت صالح!
- وهذا العام أعلنت إحدى الشركات الخاصة عن عودة مسلسل ألف ليلة وليله برؤية عصرية جديدة، باستخدام تكنولوجيا العصر وحيل الكمبيوتر جرافيك، وتم تصوير مقدمة دعائية للمسلسل لفتت الانظار فعلا وكان الاتفاق فى البداية على ان تلعب غادة عادل دور شهرزاد، ويلعب عمرو واكد دور شهريار، ويشارك فى المسلسل عشرات النجوم الكبار كل منهم يقدم حدوتة واحدة وليس أكثر، ولكن حدث ان انسحب عمرو واكد لوجود غادة عبدالرازق بين طاقم المسلسل، وهو كان قد اقسم ألا يشارك أى من الفلول فى عمل فنى مهما كانت الإغراءات، وانسحبت معه غادة عادل لأسباب ليس لها علاقة بوجود فلول من عدمه، وقبل ان ينفرط عقد المسلسل و«يبوظ» المشروع، جاء للشركة المنتجة هاتف، اعتقد انه جاء فى ليلة سعيدة، أسفرت عن اختيار دنيا سمير غانم لأداء شخصية شهرزاد، ومعها أياد نصار فى شخصية شهريار، واعتقد أيضا بل أجزم إنها فعلا أفضل اختيار والحمد لله ان غادة عادل اعتذرت، لان تجاربها مع الكوميديا سيئة، ويكفينا ما تحملناه فى مسلسلها مبروك جالك قلق، ثم انها لا تصلح للاستعراض، أما البنت الهلبوبة الموهوبة فعلا دنيا سمير غانم فهى البديل الوحيد للحاجة الساقعة «شريهان» فهى أى دنيا، تجيد الغناء والرقص وموهبتها عريضة، تؤهلها لأداء الشخصيات، وعليه فنحن ننتظر هذا العام عودة جديدة لمسلسل ألف ليلة وليلة، وربنا ما يقطعلناش عادة!