رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فيديو.."جولي" حمامة سلام بين الصرب والمسلمين

بوابة الوفد الإلكترونية

تجربة إنسانية مفعمة بالمشاعر والأحاسيس في إطار غاية في العذاب والألم قدمتها النجمة العالمية أنجلينا جولي في فيلم «أرض الدم والعسل» ، وهو أول تجربة تأليف وإخراج لها،

مستعرضة الحرب البوسنية في التسعينيات التي استخدم فيها الصرب كل وسائل القمع والابادة، وفضلت «جولي» طرح أطروحتها من خلال قصة حب بين امرأة مسلمة وضابط صربي, ولقد اختارت «جولي» اسماً لفيلمها بعنوان «في أرض العسل والدماء» In The Land Of Blood And Honey.
وهو اسم مقتبس من مجموعة صور عالمية أثناء حرب البوسنة، وجاءت الفكرة لها، بعد عملها كسفيرة للنوايا الحسنة للمفوضية العامة للاجئين للأمم المتحدة، حيث كانت الفرصة سانحة لها للاقتراب من العديد من مآسي البوسنيات أثناء الحرب، وبالطبع قد لا يتعاطف البعض مع قصة الحب التي بني عليه الفيلم لأنها  بين شاب صربي وفتاة مسلمة, ولكن هذا أمر طبيعي من قبل في يوغسلافيا التيتوية «تعبيرعن الرئيس تيتو» حيث سجلت البوسنة أعلي نسبة زواج مختلط في يوغسلافيا.. ومن خلال علاقة الشاب الصربي دانييل القائد في جيش الصرب بحبيبته «ليلا» المسلمة، قدمت جولي من خلالها رؤية واقعية ذات أبعاد متوازية تظهر فيه أبعاد إنسانية في كلا الطرفين وحاولت إيجاد تبرير لتلك المجازر العرقية بأنه رد علي ما فعله العثمانيون منذ 500 عام عند غزو تلك المناطق, ولكنها أيضاً ربطت هذا التطهير العرقي الوحشي بتركيبة بشر لا إنسانية، فالجنود تبدو السعادة علي وجوههم وهم يرتكبون أبشع أنواع المجازر.
الطريف أن إنجاز فيلم «أرض الدم والعسل» وعرضه جاء في الاحتفال بـ «الإنجاز التاريخي» للصرب بعد مرور عشرين عاماً علي ذكراه.. وفي الحقيقة إن بمقدار القتامة التي سيطرت علي أحداث الفيلم، إلا أنها لم تكن سوي نقطة في محيط البشاعة التي ارتكبها الصرب ضد المسلمين الذين أبيدوا في مقابر جماعية ولم يستطع العالم إنقاذهم من الصرب المصابين بجنون الانتقام.. ولعل مشهد الأم الني تحمل جثة طفلها الرضيع الذي ألقي به من الشباك من المشاهد التي تدمي القلوب.. وبالطبع نحن أمام عمل يحمل سمات التجربة الأولي بكل ما بها من انفعال وأحاسيس ورغبة في تقديم كل التفاصيل دفعة واحدة، إلا أنها أيضاً تملك قدرا من الفتور في بعض المشاهد وميلا إلي أسلوب الأفلام الوثائقية، خاصة في التعبير علي المراحل المختلفة للحرب وتطورها باستخدام الاستماع إلي النشرات الإخبارية، وإن كان اختيار الممثلين موفقاً إلي حد كبير في توصيل حالة الرعب والفزع التي عاشها أهل البوسنة حتي أصبحت جزءا من تفاصيل وجوههم والتأكيد علي ما فعلته القوات الصربية مع التجمعات المدنية لغير الصرب في البوسنة، فما أن وقعت تلك القري والبلدات في أيديهم، حتي بدأت تلك القوات مع الشرطة والميليشيات شبه العسكرية وأحياناً بمساعدة أهالي القري الصرب في تنفيذ خطة محددة: نهب وإحراق منازل وممتلكات البوشناق بصورة منهجية، وتجميع

المدنيين من مسلمي البوسنة أو القبض عليهم، وقد يتعرضون للضرب المبرح أو القتل جراء تلك العمليات، وقد تم تهجير ما يقارب 2.2 مليون بوسني عن أراضيهم. فاحتجز الكثير من الرجال في مخيمات، أما النساء فكان يحتفظ بهن في مراكز اعتقال متعددة حيث يعشن في ظروف قاسية وغير صحية، ويتعرضن لأسوأ المعاملات بما فيها الاعتداءات الجنسية المتكررة.. فقد يأتي الجنود الصرب أو رجال الشرطة إلي مراكز الاعتقال تلك، فينتقون من النساء مايشاءون لقضاء وطرهم واغتصابهن.
ومن المعروف أن السينما طرحت مأساة البوسنة من قبل في فيلم فاز بجائزة الدب الذهبي الكبري عام 2006 بعنوان «جرابافيتشا» عن قصة اغتصاب أم أثناء حرب البوسنة والهرسك.. اختارت المخرجة السينمائية الشابة «ياسميلا جبانيتش» أن تغوص في تاريخ بلادها المعاصر من خلال «أسماء» التي تربي ابنتها «سارة» بمفردها في حي «جرابافيتشا».. وتتسم العلاقة بالتوتر بين الأم والابنة رغم أن سارة تجهل أنها ابنة صربي اغتصب والدتها منذ عشر سنوات في أحد المعتقلات، وتعتقد أنها ابنة بطل بوسني قتل في الجبهة.
ولعل هذا الإحساس عبرت عنه «جولي» في فيلمها عندما سألها الضابط الصربي بعد علاقة حميمة بينهما عن شعورها إذا أنجبت طفلا صربيا.. حيث ركزت علي وجهها الملئ بالحزن والألم.. ويبقي مشهد النهاية معبراً عن عمق المأساة التي انتهت بقتل الضابط للفتاة ثم تسليمه نفسه لقوات الأمم المتحدة كمجرم حرب، وأعتقدت أن «جولي» أرادت أن تقول شيئاً عندما جعلت الفن موجوداً بقوة من خلال أحداث الفيلم، فبطلة الفيلم رسامة، لا تتخذ من رسوماتها فقط وسيلة للتعبير عن نفسها بل وسيلة تستخدمها للمقاومة.
وبالطبع سوف تقع «جولي» بعد عرض الفيلم بين رحي الصرب الذين يرون أن هذا هجوم وتشويه لهم، وبين المسلمين الذين سيرفضون تناول مأساة البوسنة من خلال امرأة مسلمة من البوسنة تقع في غرام رجل من الصرب اغتصبها؟

فيديو..تريلر فيلم "أرض الدم والعسل"

http://www.youtube.com/watch?v=D53OZVCVb3g