رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«حصان الحرب» عودة إلى أنشودة محمود مرسي المبهرة

بوابة الوفد الإلكترونية

تحفة سينمائية يعود بها ستيفن سبيلبرج إلي عالم الطفولة والقصص التي تعزف علي علاقة من هم في مقتبل العمر مع الحيوانات، واستكملت الأنشودة بوجود الكاتب موربورجو عاشق أدب الأطفال الذي أبهر الجميع

من قبل بروايته (الجندي السلمي) وهو من أهم كتاب أدب الأطفال، وترجم له أكثر من 120 كتابا ثم كانت تجربته «حصان الحرب» ليدهشنا، بأسلوبه في تقديم عمل ذي المعاني والمضمون الإنساني الكبير، ولوجود سبيلبرج فبالتأكيد ستلعب السياسة دورا كبيرا ومؤثرا كما هو المعتاد في أعماله وعلي قائمتها «لائحة شيندلر» و«انقاذ الجندي ريان» وستكون وسيلة للخيال الممتع كما في «اي. تي» وسيكون لها بعد إنساني كما في اللون الأرجواني وساعده في ذلك وجود لي هال وريتشاد كيرتس، ليكون العمل أكثر حميمية عازفا علي أوتار القلوب من خلال المشاعر التي تجمع بين شاب البرت والحصان - (جوي)، في جو مشحون بمتعة المغامرة، وأشجان الحرب العالمية.
وان كان سبيلبرج جذبته الحرب أكثر من المشاعر الإنسانية علي الرغم من انها أقل قسوة من فيلمه السابق الجندي ريان، ويحمد له التركيز في الفيلم علي المآسي التي تتعرض لها الخيول في المعارك، ولكن بدون الوقوع في الملل.
وفي (حصان الحرب) نحن امام اقصوصة بسيطة محملة بآلاف المعاني والأحاسيس والرسائل التي يريد توصيلها المخرج في رأيه في الحرب وتوابعها من خلال حصان المزرعة (جوي) الذي يبتعد عن صاحبه وينتهي به المطاف في خنادق الحرب العالمية الأولي. وتكتمل المأساة بانتهاد الحرب وشحن جوي إلي فرنسا لأنه بيع لسلاح الفرسان، والعجيب في هذا العمل هو اجتماع فكرين حول الحرب للمخرج والمؤلف فالكاتب موربورجو يري الكثير من النقاد ان الحرب دائما بالنسبة له هي نقطة البداية ويرجعون ذلك إلي ميلاده في لندن بعد الحرب العالمية الثانية حيث الدمار والمخرج له رسالة ضد الحروب ظهرت في

كل أعماله والطريف ان (حصان الحرب) قدمت من قبل علي المسرح في لندن، بالعرائس وحققت نجاحاً كبيرا واستكمل بعد ذلك بالفيلم الذي يعد اكتشافاً للممثل الشاب جيرمي اريفن الي جانب إبداع بيتر مولان وايميلي داتسون. لتكون الرسالة الكبري ضد الحروب التي تخنق إنسانيتنا.
ولقد كان لوجود الحرب العالمية خلفية للأحداث وسيلة جعلت من الحصان وتنقلاته فى أوروبا فرصة لتقديم الحكايات والشخصيات المفعمة بالأحاسيس. لذلك كان الفيلم موفقا فى ان تكون بدايته مع لحظة ولادة الحصان ثم نعيش العلاقة بين ألبرت والحصان جوي، ثم مع ضابط الخيالة البريطاني الذي يقع في عشق الحصان وبعد مقتله وانتقال الحصان  إلى الألمان، ثم الى الفرنسيين وتنقله بين الخنادق الإنجليزية والألمانية، نعيش لحظات متواصلة من ابهار الصورة كما فى  أفلام سبيلبيرج التى يعشقها الكبار والصغار. ورغم ان تلك النوعية من الأعمال قد لا يقبل عليها الكثيرون إلا أنها تظل متفردة فى تاريخ الإبداع ولعل تلك العلاقة الانسانية بين الشاب والحصان تذكرنى بمسلسل رائع لمحمود مرسى (الرجل والحصان) عن علاقته بحصانه الذى قضى معه معظم عمره والذى يرفض إعدامه عندما تقدم فى العمر وأتمنى إعادة عرضه لما به من مشاعر وانسانيات نحتاجها الآن.