رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هيئة الكتاب تصدر الأعمال الكاملة لـ"رامبو"

تمثال رامبو في متحفه
تمثال رامبو في متحفه الفرنسي

يصدر خلال الأيام القليلة القادمة، عن سلسلة الأعمال الكاملة، التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد مجاهد، الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الفرنسي آرثر رامبو، بترجمة وتقديم ودراسة الشاعر والمترجم رفعت سلام.

ورامبو المولود في 20 أكتوبر 1854، أنجر في خمس سنوات، ما لا تكفي أعمارٌ لإنجازه، وما تلهث من أجله أجيالٌ من الشعراء. وفي 2 يناير 1870، نشرت La Revuepourtous قصيدة رامبو "هدايا الأيتام في رأس السنة"، أولى قصائده (التي كان قد كتبها في نهاية العام السابق، وعمره أقل من خمسة عشر عامًا، وفي 14 أكتوبر 1875، كتب رامبو رسالته إلى ديلائي التي تضم آخر ما كتب شعرًا (قصيدته "حُـلم")، ويعتبرها النقاد والمحققون بمثابة "الوداع" للشعر (وعمره يشارف الواحد والعشرين عامًا).
وفي مقدمة الكتاب، يول سلام عن نص رامبو الشعري: إنه نصٌّ لا يُستنفَد، على مرِّ الدراسات والأبحاث والسنين والأجيال العاكفة عليه. ولم تخطر الحماقة ببال أحد فيعلن- أو حتى يضمر- أنه قال أو كتب كلمةً أخيرة، نهائية، فيما يتعلق بأيٍّ من تضاريسه. إنما هي تأويلات، مجرد تأويلات- متفاوتة العمق والشمولية- لنَص غير قابل للاستنفاد؛ ذلك ما يعرفه الجميع (وذلك ما يدفعهم دائمًا إلى التواضع إزاءه، ومواصلة الجهد فيه).
ويضيف سلام، تأويلاتٌ متراكمة على مرِّ قرن وأكثر من الكتابة والتجريب النقدي للمذاهب المختلفة، حتى الآن؛ فلا تعب الناقدون والمحققون أو ملُّوا أو أصابهم اليأس، ولا النص الغريب استسلم لهم، فأسلمهم مفاتيحه النهائية (وهل له من "مفاتيح نهائية"؟).
ويضم الكتاب، بجانب مقدمة سلام، ودراسة بعنوان "سيرة

ما"، ودراسة لبول ڤيرلين: كملاكٍ في منفَى، كما يحوي الكتاب ستة أقسام شعرية، هي: كتابات أولى، القصائد، الألبوم الملعون، البذاءات، فصل في الجحيم، وإشراقات. كما يحوي الكتاب ملاحق، تضم، رسائل رامبو، ملف بروكسيل، وإضاءات؛ فضلا عن قاموس المصطلحات والأعلام.
ومن أجواء النصوص، نختار مقطعا من ديوان "فصل في الجحيم"، وهو العمل الشعري الوحيد الذي صدر خلال حياة رامبو، وتحت إشرافه المباشر. وهو ما  يعني أنه العمل الوحيد لرامبو الذي يتخذ شكلاً نهائيًّا وفق ما أراد له صاحبه. ويشير رامبو بنفسه- في خاتمة النص المطبوع- إلى أنه كتب هذه النصوص من أبريل إلى أغسطس 1873، أي في لندن وبروكسيل.

يقول النص:

كَفَى! هَا هُوَ العِقَاب.- إِلَى الأَمَام!
آه! رِئَتَايَ تَحتَرِقَان، وَصِدغَايَ يَهدِرَان! اللَّيلُ يَنسَابُ فِي عَينَي، بِفِعلِ هَذِهِ الشَّمس! القَلب.. وَالأَعضَاء..
فَإِلَى أَين؟ إِلَى المَعرَكَة؟ إِنَّنِي خَائِر! الآخَرُون يَتَقَدَّمُون. الأَدَوَاتُ، وَالأَسلِحَةُ.. الوَقت!..
أَطلِقُوا! أَطلِقُوا عَلَي! هُنَا! وَإِلاَّ فَسَأَستَسلِم.- أَيُّهَا الجُبَنَاء!- إِنَّنِي أَقتُلُ نَفسِي! أَرمِي بِنَفسِي تَحتَ سَنَابِكِ الخُيُول!
آه!..
- سَأَعتَادُ ذَلِك.
سَتَكُونُ تِلكَ هِيَ الحَيَاةُ الفِرِنسِيَّةُ، طَرِيقُ الشَّرَف!