رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نريد سينما حرة ونظيفة لا تشرع البغاء

بوابة الوفد الإلكترونية

من مفارقات القدر أن الذين أقاموا الدعويين المدنية والجنائية بتهمة ازدراء الأديان اختاروا فناناً بحجم عادل إمام الذى يتمتع بنجومية كبيرة داخل وخارج الوسط الفنى،

لأنهم لو اختاروا فناناً على قد حاله لراح فى خبر كان، وما كان تجمع كل هذا الحشد الكبير من الفنانين أمام محكمة العجوزة صباح الخميس الماضى، أثناء نظر القضية الثانية، والتى كان أطرافها وحيد حامد وشريف عرفة ولينين الرملى ومحمد فاضل ونادر جلال، فالوسط الفنى معروف منذ زمن طويل بأنه ينحاز للكبار فقط فى كل شىء، بداية من العلاج حتى صغائر الأمور، أما الفنان الفقير فله الله دائماً.
فى قضية عادل إمام اهتمت الفضائيات والصحف وكبار وصغار الوسط الفنى الكل تجمع على قلب رجل واحد يهتف ضد من يحاولون التضييق على الإبداع، والقضاء على حريته، وطالما أن الفنانين تحركوا من أجل عادل إمام فعليهم أن يستمروا على هذا الوضع حتى يتم وضع قوانين تحمى حرية الإبداع، وفى الوقت نفسه لا تفتح باب الحرية للدرجة التى قد نرى فيها العُرى والقبلات الحارة والحوار المتدنى، الذى يستخدم مفردات لا تليق أن تقدمها السينما المصرية، الفنانون عليهم عبء آخر، وهو التعامل مع لغة السينما، والغناء برقى نشاهد فى السينما العالمية أفلاماً بها مشاهد عارية وحارة، لكنها لا تخدش الحياء، لأنها موظفة بالشكل الذى يخدم العمل درامياً، أما فى مصر فيساء استخدام هذه المشاهد، والتى يصل بها الأمر إلى أن يصبح الفيلم هو هذه المشاهد فقط، فى الغناء أيضاً استمعنا، وشاهدنا أغانى مصورة تدعو للرذيلة، وأصبح الرقص هو لغة الغناء، وهو أمر لا يليق بمصر، وفى الوقت نفسه يفتح الباب أمام دعاة الظلام لكى يكونوا أوصياء على الفن، وفى النهاية الخاسر هو الفن والمجتمع.
السينما والغناء المصرى عبر تاريخهما الطويل الذى يمتد إلى أكثر من مائة عام لم ينحز خلالها أى منهما للانهيار الأخلاقى، السينما قدمت نجمة بحجم هند رستم كانت نجمة الإغراء الأولى، وكانت الأسرة المصرية تشاهد أفلامها دون أدنى تخوف، وهنا أسماء أخرى كثيرة قدمت هذه النوعية لكن التوظيف الدرامى جعلنا لا ننشغل بها بأى حال.
الآن من الممكن أن تقوم الدنيا مرات ومرات لأن هناك أسماء كثيرة تسيئ استخدام حرية الإبداع، سواء فى السينما أو الغناء، وللأسف الذين ينادون بحرية الإبداع هم الذين يقفون على منابر الفضائيات لكى يهاجموا الإعلام والصحافة لو انتقدت أحدهم.
حرية الإبداع فى مصر مشكلة كبيرة يجب وضع قواعد لها، لأننا فى بلد له عاداته، وتقاليده وما يحدث فى الغرب لا يمكن أن نطبقه عندنا، وما يحدث عندنا لا يمكن أن نطبقه عندهم.
فهم يرون أن الحجاب والنقاب شىء محرم، ويرفضون أن تدخل التلميذة مدرستها وهى محجبة أو منتقبة، ونحن أيضاً لا يمكن أن نرى الجنس على الشاشة ونمرره، ونقول حرية إبداع، من حق

المبدع أن يطرح ما يشاء من القضايا السياسية والاجتماعية الشائكة، وغير الشائكة، دون أن نخوض فى تفاصيل تخدش الحياء، مثلاً ما أعلمه أن إيناس الدغيدى تستعد لفيلم عن زنا المحارم، وهى قضية تستحق الطرح لأنها تحدث بالفعل فى بعض المجتمعات، لكن يبقى التناول والمعالجة على الشاشة هل سيكون «فج» مثلما تفعل إيناس فى سابق أعمالها الفنية، أم يكون التناول من منظور أنها قضية مهمة يمكن طرحها بكل جوانبها بعيداً عن لغة السرير والحوار الذى يخدش الحياء، نعم السينما تعبر عن الواقع لكن يجب علينا أن نختار المفردات التى تليق بنا، لغة الشارع والتى وصلت إلى أقصى درجات الانهيار ليس بالضرورة أن ننقلها كما هى على الشاشة، فما يحدث فى بؤر المخدرات وفى بعض الحوارى لماذا ننقله إلى كل مصر، والعالم العربى.
وشاهدوا الفارق فى الدبلجة السورية التى دخلت بيوتنا عبر المسلسلات السورية، واستمعوا إلى الدبلجة المصرية التى صنعت للبعض القليل من الأعمال، سنجد فارقاً شاسعاً وكبير هم يستخدمون أفضل ما لديهم من جمل ومفردات ونحن نستخدم أسوأ ما عندنا، لماذا يفترض أهل السينما أن مفردات المصريين هى التى يستخدمها متعاطى المخدرات وأرباب السوابق والجانحين فى الشوارع.
حضارة الأمم تعرف من فنونها، وللأسف الشديد هى المفردات ذهبت نحو الغناء الذى هو من المفروض أن يستخدم كنوز اللغة، وأفضل ما فيها، الآن لغة الغناء ذهبت نحو مفردات «شيلنى وأشيلك» و«اسبقنى فوق السطوح»، و«روح فى داهية يا حبيبى» و«الله يخرب بيت الحبيب»، هذه هى مفرداتنا، المدافعون عن حرية الإبداع لابد أن يجدوا صيغة تجعلنا جميعاً نتباهى بالفن المصرى كما كنا نفعل فى الماضى، تركيا احتلت العالم العربى بالمسلسلات، والسينما فى الطريق وبالمناسبة مسلسل «فاطمة» الذى يعرض الآن على كل الفضائيات حدثت هوجة كبيرة فى تركيا بسبب مشهد الاغتصاب، رغم أن تركيا بها شوارع وشواطئ لممارسة الجنس.