رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سقوط دولة الدراما المصرية(3)

بوابة الوفد الإلكترونية

طرحنا في موضوعات سابقة عدة أسئلة للبحث عن أسباب انهيار دولة الدراما المصرية، وكانت النتائج تؤكد علي تردي مستوي المصرية مقارنة بالتركية والسورية والخليجية، التي خلقت لنفسها سوق عرض في كل أيام السنة،

في حين نلهث في مصر وراء العرض في شهر رمضان فقط، بحجة أن أعمالهم ستلقي عرضاً ثانياً في غير أيام الشهر، ومن المتوقع أن يسيطر كم من هذه المسلسلات غير المصرية علي العرض في الشهر القادم، مما سيطيح نهائياً بالدراما المصرية، وصلت نتائج  البحث إلي أن تحكم الإعلان كان السبب في تغيير خطة التسويق، والسبب الرئيسي لتحكمه هو الإنتاج مجهول الهوية، هل هو إنتاج خليجي ذو غطاء مصري أو إنتاج خاص لرجال أعمال يبحثون عن استثمار أموالهم، وإذا كان كذلك فهل يجمعون تكاليف الإنتاج، أم أن هناك عملية غسيل أموال مختبئة لا يهمها المكسب أو الخسارة، وهل هذا الإنتاج هو السبب في اتجاه بعض الفنانين للعمل في مسلسلات ليست إنتاجاً مصرياً.. سألنا صناع الدراما من المتحكم في خطة الإنتاج المصرية؟.. وما الشروط التي يفترض أن تكون في المنتج؟.. وما القوانين التي تحكم المنتج المصري؟.. خاصة في ظل مشكلات كثيرة.. فبعض المسلسلات يبدأها منتج خاص وفجأة يقرر أن يترك عمله ويسافر إلي بلده.. سألناهم فقالوا.

فيصل ندا: الأيام القادمة سوداء

أكد المؤلف والمنتج فيصل ندا أن الإنتاج في مصر الآن كله توظيف أموال لأن الميزانيات المرتفعة الواضحة لإنتاج المسلسلات لا يعقل أن تكون من إنتاج مصري، والمنتجون يدفعون 40 مليون جنيه في إنتاج المسلسل ويبيعونه بـ 20 مليوناً، فمن يتحمل هذه الخسارة، ولا يوجد منتج في مصر يستطيع أن يجازف بإنتاج مسلسل في ظل الظروف الحالية، إلا إذا كانت الأموال ليست ملكه، وفي الأساس كل القنوات الفضائية التي تذيع المسلسلات الآن مديونون للمنتجين منذ الأعوام الماضية، فكيف يتعاملون معهم مرة أخري.
وأضاف ندا: إن الإنتاج المشترك في مصلحة الدراما المصرية، ولكن بشرط أن تكون عملية شرعية لأننا في الأساس ننتج لنبيع لهم، وأنا واحد مما شاركوا في هذا الإنتاج المشترك، خاصة مع الخليج، فكان يعتمد علي اختيار فريق عمل مصري كامل و2 ممثلين من الدولة المشاركة في الإنتاج بشرط أن يظهر صاحب أخلاقيات مثالية كترويج لممثليهم، لكن الإنتاج الدرامي الآن يخضع للإعلان فقط، لذلك فالمال هو المتحكم فسقطت الدراما منذ سيطر الإعلان، لأن الإنتاج يشترط مثلاً ليلي علوي ويسرا وبعدهما يختارون مخرجاً وسيناريو، وهذا اتجاه واضح لفقدان الهوية المصرية من خلال الشركات التي بدأت تظهر بشكل كبير وبرأسمال مخيف دون تاريخ لها لتعطي الممثلين ما يريدون وجعلتهم متوحشين في الأجور، في حين نري أن المسلسلات التركية بدأت تسحب البساط منا بنجوم لا نعرفهم أساساً لكنهم ينجحون بفضل التمثيل، والسيناريو الجيد.
وأضاف ندا: التنازلات من جانب الممثلين والمؤلفين والمخرجين للتعامل مع من يدفع أكثر، سبب أساسي لسقوط الدراما، خلق منتجين تجاراً ليس لهم علاقة بالإنتاج، وقد أصبنا في مقتل بإغلاق مدينة الإنتاج الإعلامي وشركة صوت القاهرة وتركنا الساحة للمنتج الخاص، ينهش فيها التجار ويحولونها لسيرك منصوب، وأري أن الأيام القادمة أياماً سوداء للدراما.. الحل الوحيد أن تعود ريادة التليفزيون المصري ولن يعود إلا بأعمال جيدة.


طارق الشناوي: الإعلانات تتحكم في توقيت العرض

بينما أكد الناقد طارق الشناوي أن مشاركة الخليج في الإنتاج أو ظهور المنتج الخاص أمر ليس بجديد، لكنه كان يحدث بشكل غير مباشر وكثير من النجوم كانوا يأخذون أموالاً من دبي وأبوظبي وروتانا وأوربت مقابل العرض، ويظهر أن المنتج «مصري» لكن الحقيقة أن وراء ترشيح البطلة واختيار الموضوع شركة خليجية، وهي صفقات تحدث بشكل غير مباشر، وأري أن هذا له تأثير سلبي لأن المخرج عادة لا يقدم قناعاته وبدلاً من أن يقدم أفكاره يقدم ما تريده جهة الإنتاج، مثلاً أي مخرج يقدم مسلسلاً لمحمود عبدالعزيز أو عادل إمام يخضع إلي أوامرهم لأنه إنتاج بهذا الشكل، وإذا تم تعميم هذه الظاهرة سيكون العمل يعبر فقط عن توجه الخليج.. وأعتقد أن هذا لن يؤثر علي المسلسلات المصرية بشكل كبير نتيجة لوجود سوق مفتوح، وهذا الصراع عادة تحسمه شركات الإنتاج والتوزيع، التي جعلت رمضان هو التوقيت الرئيسي للدراما لارتباطها بوكالات إعلانية ليكون رأس المال هو المتحكم في العرض.

مسعد فودة: لابد من إقصاء الشركات صاحبة التمويل المجهول

وعقب نقيب السينمائيين مسعد فودة أن نقابة السينمائيين لا تمتلك قانوناً للتحكم في اختيار المنتجين لأن تشييد شركة الإنتاج تتم من خلال عدة إجراءات، أولاً يقدم المنتج طلباً وبعض المصروفات للحصول علي الترخيص من وزارة الثقافة المعنية بالتراخيص الفنية، وبعدها يقدم أوراقه إلي غرفة صناعة السينما التي بدورها تعطي أمر العمل للشركة، وهذه الإجراءات ورقية، ولا تعطي فرصة لأي جهة أن تقر إذا كان هذا الشخص يصلح كمنتج أو لا.
أضاف فودة: لم يكن الأمر بهذه الصعوبة من قبل لأنه لم يكن يتقدم للعمل بالإنتاج الفني إلا المتخصصين سواء فنانين ينوون الإنتاج أو مخرجين، ولكن الأزمة أصبحت تظهر عندما زادت المشاكل وبدأنا نسمع كل يوم عن شركة إنتاج تتعاقد مع فريق عمل لا نعرف مصدرها تبدأ العمل وبمجرد مرور أيام تختفي الشركة ويبدأ فريق العمل في اللجوء إلينا لحل مشكلاتهم، وهذا ليس بأيدينا، لأنني ليس لدي قوانين رادعة لتتحكم في هذه الشركة، لذلك أطالب بضرورة وضع معايير وضوابط للشركات

التي تتقدم في العمل في مجال الإنتاج الفني، علي الأقل لابد أن تكون الشركة لها سابقة أعمال في المجال، وإذا لم تتوافر ذلك لابد أن يستطلع رأي شركات الإنتاج الأشهر في الوسط الفني في أصحاب هذه الشركات، ولابد أن يكونوا علي علاقة وطيدة بالوسط الفني أو تطرح عضوية هذه الشركة أمام شركات الإنتاج الأخري، ربما يؤكد للمتخصصين إمكانية عملهم من عدمه، ويجب أن يتم استبعاد الجهات مجهولة المصدر المالي في الإنتاج، ولابد علي اتحاد النقابات الفنية بالتعاون مع وزارة الثقافة وغرفة صناعة السينما صياغة قانون دستور لهذا الأمر، لأن الأزمات لا تقابل نقابة السينمائيين فقط، لكنها تضر بالمجال الفني كله.

ألفت عمر: عانيت من الإنتاج الخاص بسبب الأجر

أكدت الفنانة الشابة ألفت عمر أن العمل في الإنتاج المشترك لا يضر الدراما علي العكس، بل ينفعها وعندما شاركت في مسلسل «الفاروق» وأنا الممثلة المصرية الوحيدة فيه، سألت أولاً عن مصدر الإنتاج ولا أعتقد أن ذلك سيضر بالأعمال المصرية، أما العمل مع شركات الإنتاج مجهولة الهوية أو في بداية مشوارها، فهذا أمر خطير لأنه عادة ما تبدأ هذه الشركات التصوير ولا تستطيع أن تستكمله أو تضطر إلي حذف مشاهد دون الرجوع إلي الممثل وأحياناً لا تدفع باقي الأجر وهو ما عانيت منه في بعض المسلسلات التي شاركت فيها، ونقابة السينمائيين ليس لديها قانون لتتحكم في ذلك.

إسماعيل كتكت: الفن ليس له جنسية

وقال المنتج إسماعيل كتكت: إن الفن ليس له جنسية، وفي رأيي لا يوجد تأثير سلبي للإنتاج الخاص علي الدراما المصرية سواء كان خليجياً أو أي شيء آخر، لأن مصر بها إنتاج خليجي منذ 35 عاماً سواء إنتاجاً فردياً أو مشتركاً مع الشركات المصرية، وأنا من المنتجين الذين يشاركون في الإنتاج المشترك وأري أن نظام التحالفات فيه اكتسابات من تجارب الآخرين، خاصة علي مستوي التسويق والإنتاج والإخراج، الذي نراه تغير من خلال شكل الشاشة منذ ما يقرب من خمس سنوات حيث دخول الإنتاج السينمائي، والمناظر الطبيعية وتطورت اللغة الدرامية نفسها وأصبح العمل الفني متكاملاً علي مستوي الديكور والموسيقي.
وأضاف كتكت: إن مشاركة الفنانين المصريين في الأعمال الخليجية هو اتجاه طبيعي بعد مشاركة تيم الحسن في مسلسل «الملك فاروق» وأصبح جمال سليمان عنصراً مشتركاً كل عام في الأعمال المصرية، وسولاف فواخرجي وشوقي الماجري وباسل الخطيب وغيرهم، وأري أن الفن لا توجد به فئوية، فهو وحد الأمة العربية بعدما فرقتهم السياسة.

عبدالعزيز مخيون: الإنتاج الخارجي تخوف حقيقي علي الدراما المصرية

أكد الفنان عبدالعزيز مخيون أن الإنتاج الخاص يمثل أزمة حقيقية علي الدراما في مصر، خاصة إذا كان هذا المنتج له شروط ضارة بالدين أو الوطن، ويكون العمل يحمل توجهاً غير وطني ولابد ألا يسمح المسئولون بدخول منتجين من خارج الوسط الفني لأن هذا الممول يفرض شروطه علي المخرج والممثلين، فلابد من حماية المهنة من الدخلاء ولا يسمح أن يقف في بلاتوه التصوير شخص لا يعي شيئاً عن العمل في المجال الفني، حتي لو كان تحت التدريب، فلابد أن يكون ذلك بعلم النقابات الفنية المسئولة عن ذلك، فنحن في حالة قلق عام علي مستوي الدراما في مصر، خاصة مع تردي المستوي الفني لبعض العناصر الفنية بمن فيها المهن المساعدة مثل العمال ومسئولي الديكور.. وعن مشاركته في مسلسل مشترك، قال: إن مسلسل «الفاروق عمر بن الخطاب» يناقش موضوعاً محترماً بعيداً عن إهانة الوطن وهي قصة حياة أمير المؤمنين وهو إنتاج مشترك تونسي - أردني - إيراني ويشارك به مجموعة فنانين من جميع دول العالم.