رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نجوى كرم تبكى فى "مواهب العرب"

المطربة نجوى كرم
المطربة نجوى كرم

من أهم برامج المسابقات لاكتشاف المواهب «ARAB  GOT TALENT» الذى يذاع على قناة MBC4، مساء الجمعة من كل أسبوع، ولجنة تحكيم البرنامج مكونة كالعادة مثل ثلاث شخصيات فنية،

بينهم المطربة اللبنانية نجوى كرم، والممثل السعودى الكوميدى «ناصر القصبى» المعروف بشخصيته الضاحكة فى مسلسل «طاش ماطاش» الذى يقدم فى مواسم منذ ما يزيد على عشرة أعوام، أما العضو الثالث فى لجنة التحكيم فهو عميد كليه الاعلام بالجامعه الأمريكية فى دبى د.على جابر، ويقدم فقرات البرنامج كل من المذيعة اللبنانية «ريا أبى راشد»، والسعودى قصى خضر، وهو مغنى راب ومذيع فى نفس الوقت، ويمنح البرنامج فرصاً لأصحاب المواهب فى كافة المجالات بالاضافة للغناء والرقص وعزف الموسيقى، هناك فرص لأصحاب المواهب الخاصة فى تأليف وإلقاء الشعر، وفنون الأكروبات وخفة اليد والسحر، وغيرها من المهارات الخاصة، ولايتقيد البرنامج بشروط السن حيث يحق لأى مواطن عربى يرى فى نفسه موهبة ما، أن يتقدم للمسابقة، على أن يتخطى مراحل الاختيار والتصفية التى تحددها لجنة التحكيم وتصويت الجمهور الذى يحضر بعضاً منه إلى قاعة المسرح الذى تقام فيه المسابقة!

وطبعاً فى مسابقات من هذا النوع يجب ان تتوقع الكثير من الطرائف والنوادر أيضاً، خاصة أن كثيراً من الأشخاص يعتقدون فى أنفسهم أشياء بعيدة عن الواقع، ويتصور الواحد منهم أنه يملك موهبة جبارة فى حاجة الى فرصة، لينطلق بعدها، وفى حلقة الجمعة الماضية، تقدمت سيدة أردنية «نانسى عبدو» تخطت الخمسين من عمرها، ولم يكن سنها المشكلة، فهى يبدو عليها الوقار الشديد والجدية، وقبل أن تبدأ الغناء عرفت نفسها للجنة التحكيم بأنها ربة منزل، وزوجة وأم وقد أتمت واجبتها تجاه أسرتها وأجلت حلمها فى الغناء وحبست موهبتها حتى يكبر أبنائها وها هى تستغل فرصة البرنامج لتنطلق، نحو الشهرة والمجد، ولما سألتها نجوى كرم عن الأغنية التى سوف تقدمها، قالت: إنها من عشاق فيروز وإن كانت طبعا لا تستطيع أن تنافسها، وقد تعاملت معها لجنة التحكيم بكل احترام وتقدير، نظرا لظروفها ولكن تغير الحال تماما بمجرد ان بدأت الغناء، وتعالت الضحكات والسخرية ومع ذلك لم تدرك السيدة المسكينة أنها لا تمتلك اى نوع من الموهبة، وأن صوتها حتى مش عادى، بل إنه أحد الأصوات المزعجة، التى تثير الاشمئناط، وبدأ أعضاء لجنة التحكيم يتململون فى مقاعدهم، ويعلنون رفضهم لها، ومع ذلك استمرت فى الغناء متعللة بخلل فى الميكروفون، وأجهزة الصوت، ولا أعرف كيف لإنسان عاقل أن يضع نفسه فى هذا المأزق ويصبح عرضة لسخرية الآخرين، بهذا الشكل المهين، وقد ساءلت نفسى ولم أجد منها إجابة، هل ممكن أن يضلل الانسان نفسه لهذه الدرجة؟ فبالتأكيد إن كلا منا يدرك الاشياء التى يجيد فعلها والتى لا يجيدها، ولابد ان هذه السيدة قد استمعت لصوتها وجربته قبل أن تواتيها الشجاعة

لتنضم لمسابقة يتبارى فيها آلاف من الموهوبين فى العالم العربى، ولكن  يبدو أن أصحاب العقول فى راحة، ولم تجد هذه السيدة غير الجرسة أمام حشد من الجمهور لايرحم>

ومن المواهب النادرة التى أعلنت عن نفسها فى نفس الحلقة مواطن أردنى فى منتصف العمر له قدرة خرافية على إحصاء عدد حروف أى كلمة أو جملة تنطق بها، وقد جربت معه لجنة التحكيم كل الطرق وقام كل منهم بذكر جمل معقدة وطويلة، فكان يذكر عدد حروفها بمجرد أن ينتهى القائل من ذكرها، فنال تحية من لجنة التحكيم ومن الجمهور أيضا، وقابل التحية بابتسامة ودموع حبسها حتى لايراها أحد، أما المتسابق الذى نال أكبر قدر من الاعجاب والتقدير فهو محمد مصطفى من الأردن، وقد أجهشت بالبكاء فعلاً، وأنا أستمع إليه وأشاهده، فهو شاب فى الثلاثينيات من عمره، أصيب بشلل رباعى نتيجة حادث سيارة، وفقد قدرته على الحركة تماماً، وأصبح سجيناً لمقعد متحرك، يدفعه شقيقه الذى يلازمه فى كل تحركاته، وقد خرج الشاب على المسرح وهو على هذا الحال، ولم يحاول أن يثير شفقة الجمهور أو لجنة التحكيم بل تعامل بكل ثقة وثبات وكانت على وجهه ابتسامة رضا رائعة، ولكن الأمور انقلبت بمجرد أن بدأ الغناء، فقد هب الجمهور واقفا وبدا على الآخرين حالة هائلة من النشوة والاعجاب، فقد كان صاحب صوت بديع شجى، وفى ظروف أخرى كان يمكن لهذا الشاب الموهوب حقاً أن يكون أحد نجوم الغناء فى عالمنا العربى، أما والحال كما ذكرتها لكم فإن فرصة تكاد تكون معدومة، ولكن ألا يمنع هذا من الإعجاب الشديد به، وبثباته وثقته، لقد بكيت فعلا ليس شفقة عليه ولكن اختلطت داخلى مشاعر الإعجاب بالرثاء بالنكد الأزلى، وتمنيت أن يكون هو الفائز فى المسابقة ربما يكون فوزه مجرد طبطبة من الدنيا عليه بعد أن أسرفت فى إيذائه!