رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"روبرتس" تعوض فشلها المتكرر بدور الملكة الشريرة

بوابة الوفد الإلكترونية

سنوات طفولتنا ملأتها حكايات وقصص خيالية جميلة كانت لنا زاداً، يخفف ملل الذهاب اليومي للمدرسة وحشو رؤوسنا بمقررات لا متعة ولا فائدة منها،

ولولا أن الأهل كانوا يحرصون على محايلتنا بحكى قصص توارثوها عن آبائهم لكانت سنوات الطفولة سلسلة من النكد السقيم، كان «لهانز كريستيان» أشهر من ألف روايات للأطفال دور كبير فى تنمية التفكير والإبداع لدى ملايين الأطفال على امتداد الكرة الأرضية، حكاية سندريللا وأميرها الجميل الذى انتشلها من الذل ووضعها إلى جواره على عرش بلاده بعد ان امتلكت عرش قلبه، ظلت حكايتنا المفضلة طوال سنوات الطفولة، البنات كانت كل منهن تحلم بأن تكون سندريللا، والبنون كانوا يحلمون بدور الأمير الفارس الذى يخطف فتاته على ظهر حصانه، أو دراجته!!

«الأخوان جريمز» قدّما للإنسانية قصة "سنووايت" الأميرة الثلجية"وترجمت  بعنوان الأميرة والأقزام السبعة" ذات البشرة الناعمة والشعر الفاحم المنسدل على كتفيها، من فرط جمالها أثارت غيرةزوجة أبيها الملكة الشريرة، ولأنها كانت تريد أن تظل أجمل امرأة على الأرض قررت ان تتخلص من سنووايت، التى كانت تفوقها جمالا، فأوحت لأحد حراسها بأن يصطحب الفتاة الجميلة الى الغابة ويقتلها هناك، ولكن الحارس رق قلبه للاميرة، فلم يقتلها، وتركها فى الغابة.

فالتقت بسبعة من الأقزام عاشت بينهم فى أمان وسعادة، وكانت للملكة  الشريرة مرآة مسحورة، تقف أمامها تختال بجمالها وتسألها فى غرور يا مرايتى يا مرايتى، مين أحلى منى؟ فتخبرها المرآة أنها سنووايت، وقد تكرر قول المرآة حتى بعد أن اعتقدت الملكة انها قد تخلصت منها، فجنّ جنونها وتأكدت أن الحارس لم يقتل الاميرة الصغيرة، فقررت أن تذهب لتقتلها بنفسها، وحتى لا تأخذ الفتاة حذرها، ذهبت الملكة الشريرة إليها وهى ترتدى ملابس سيدة عجوز، تحمل سلة تفاح، وأعطت «سنووايت» تفاحة مسمومة تؤدى الى وفاتها المؤقتة، وفاة لا تفيق منها إلا بقبلة صادقة من شخص يحبها فعلا، وعاد الأقزام الى الغابة ليجدوا «سنووايت» فاقدة الحركة وقد بدأت أوصالها تتجمد، فحزنوا من أجلها أشد الحزن، وأثناء ذلك يمر فى الغابة أمير جميل يشاهد الفتاة ويفتن بها، رغم وفاتها ويقترب منها يقبلها فتدب فيها الحياة مرة أخرى.

كنا نشاهد هذا الفيلم فى طفولتنا وننتظر تلك القبلة بفارغ الصبر، ولم نكن ننظر للقبلات كفعل فاضح، أو حرام لأنها كانت فى الغالب قبلة يعقبها زغاريد وافراح و«الشيخ مأذون» يكتب الكتاب ويعلى الجواب، فكانت القبلة تعتبر عربون محبة، أو بداية فتح كلام بين العشاق قبل أن يتحولوا الى أزواج وتدب بينهم الخلافات والخناقات، ويمتنعوا عن تبادل القبلات لبقية أعمارهم، وطبعا كان كل الاطفال يلاحظون أن آباءهم لا يتبادلون القبلات بتاتاً «أبسليوتلى».

وهذا ما كان يزيد اعتقادنا بأن القبلات بداية للحب والزواج يمنع تداولها، ما علينا المهم ان السينما قدمت قصة «سنووايت» فى أكثر من فيلم سواء عن طريق الرسوم المتحركة، أو بممثلين من البشر، أفلام وعروض مسرحية يصعب حصرها، وهذا العام تقدم السينما الامريكية فيلمين عن حدوتة «سنووايت»، الاول من بطولة جوليا روبرتس، والثانى من بطولة تشارليز ثيرون، وقد بدأ عرض الاول فى القاهرة منذ اسبوع تقريبا وهو باسم «MIRROR  MIRROR» أو «يا مرايتى يا مرايتى» وهو من اخراج الهندى «تارسيم سينج» وقد كتب السيناريو للقصة التى نعرفها كل من «ميليسا والاك» و«جاسون كيللر» وقد التزم السيناريو ببعض تفاصيل الحدوتة، ولكنه لم يلتزم بتفاصيل الشخصيات، فالأميرة «سنووايت» التى لعبت دورها «ليلى كولينز» وهى صحفية شابة درست التمثيل وتحولت الى نجمة، ليست كما جاءت فى القصة مجرد فتاة جميلة، تتعرض لمكائد زوجة أبيها، ولكنها فتاة «روشة» روشان السنين والتنين، تصارع الأمير وتضربه، وتكفيه على وجهه إذا دعت الحاجة، أما الأمير الذى لعب دوره «آرمى هامر» فهو يعانى من بعض البلاهة، رغم كونه أميراً وسيماً، وابن ناس وثرى، أما

الأقزام السبعة فهم عصابة تلبد فى الغابة، لتقطع الطريق على الرايح والجاى، وتشبه عصابات الدائرى، اللى بتثبت الناس وتستولى على سياراتهم وكل ما يمكن سرقته!

وطبعا فى الغابة كما فى الطريق الدائرى وبقية ربوع مصر، لا تجد اثراً لرجال الأمن، ويبدو أنهم مقموصين زى بتوع الداخلية عندنا وسايبين البلد تضرب تقلب! وقد أضيف للفيلم بعد اجتماعي وسياسي، فالملكة الشريرة «جولياروبرتس» التى استولت على عرش البلاد، نهبت ثرواتها، لتكون لنفسها جيشا من رجال الأمن يقومون بحمايتها، وأسرفت فى بناء القصور، وشراء المجوهرات والملابس الفاخرة، وخصصت لنفسها أراضى الدولة، وعملت كل ما فعله سكان بورتو طرة، وكان ناقص تحتكر الحديد، المهم أن إسرافها الشديد على نفسها وجمالها، أدى إلى إفلاس خزينة البلاد.

وبالتالى فرضت على شعبها المزيد من الضرائب، فتحول إلى شعب من الجياع، يعانون الفقر والمرض والحاجة، ولما عاشت الاميرة سنووايت مع الأقزام السبعة، قررت أن تحولهم إلى عصابة محترمة تسرق من الأغنياء لتساعد الفقراء، أو تسرق أموال الضرائب وتردها إلى الشعب مرة أخرى، فنالت حب الجميع، أما الملكة الشريرة «جوليا روبرتس» فلم تجد مخرجاً من أزمتها الاقتصادية، إلا سبيلاً واحداً، وهو الزواج من الأمير الوسيم، وطبعا حتى يتم لها ذلك، فكان لابد لها من استخدام السحر، «تعمله عمل يعنى» وفى حفل زفافهما تحضر سنووايت مع عصابة الأقزام وتعمل على فركشة الفرح، وخطف الأمير لتتزوجه بدلا من زوجة أبيها الشريرة» بت جدعة فعلا» وتنتهى الأحداث كما معظم الأفلام الهندية برقصة يُشارك فيها الجميع! عانت جوليا روبرتس فى السنوات الخمس الأخيرة من تكرار الفشل، فقد لعبت بطولة ثلاثة أفلام لم يحقق أى منها نجاحا هى ازدواج مع «كليف اوين»، الحب والصلاة والطعام أمام الإسبانى «خافييه بارديم»؛ وأخيرا فيلم «لارى كراون» أمام توم هانكس.

ويبدو أن هذا الفشل جعلها تعيد حساباتها وتدرك أنها لم تعد تصلح لأدوار فتاة الاحلام، ووجدت أن تغيير نمط أدوارها قد ينقذ مستقبلها المهنى، فراحت للنقيض وهو أدوار الشر الممزوجة ببعض السخرية، وكان دور الملكة الشريرة فى فيلم «يا مرايتى يا مرايتى» هو طوق النجاة وقد لعبته بمفهوم مختلف، وإن كانت قد أخذت كثيرا من أداء الممثلة «هيلينا بونهام كارتر» التى لعبت شخصية الملكة الشريرة فى فيلم «أليس فى بلاد العجائب»، ولكن على كل حال فقد حاولت إنقاذ نفسها، وحقق فيلم «يا مرايتى يا مرايتى» نجاحا ملحوظا، لعله ينقلها إلى مستوى مختلف ويفتح أمامها طريقا لنوعية متنوعة من الأدوار تناسب عمرها الذى تخطى الأربعين!