رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ألوان الفلسطيني خالد نصار "تصرخ" في الإسكندرية*

تميزت الأعمال بألوانها
تميزت الأعمال بألوانها المنسجمة

يستضيف متحف محمود سعيد في الإسكندرية، معرض الفنان الفلسطيني خالد نصار وعنوانه "صرخة لون" الذي يتميّز بألوانه الساخنة. مومياوات في أكفان بيض تعانق ضوء القمر، قضبان سجن وهياكل عظمية وكهوف نحتتها الطبيعة، دماء حارة ذكية تكاد تلفح الوجوه من حرارتها، جدلية تصطخب في صمت، كائنات تضطرم فيها الألوان النارية، والتي لا تطفئها دفقات لون أزرق وزع بسكين صغيرة هنا وهناك، جسدها نصار في أربعين لوحة زيتية عبّر من خلالها عن معاناة البسطاء من الشعب الفلسطيني وشوقهم للحرية.

اللافت في لوحات نصار، عدم خلوها من إحساس القضبان بخطوطها الرأسية النافذة، والحجارة بأحجامها العضوية المتأرجحة بين الهندسية الحادة والطبيعية اللامحددة، والتي استمدت خطوطها بفعل قسوة الزمن والبشر معاً، حيث تحمل تفاصيل الحجارة الكثير من التفاصيل اللونية التي قد تختزل في لون واحد ساخن أو تتنوع ألوانها ولكن في سياق هارموني وكأنها حجارة بركانية تتفجر غضباً وقهراً.
ولم يعمد نصار إلى لون صريح بعينه فهناك دائماً لون وراء لون، أو لون أمام آخر، فمع برودة زرقة سواد الليل أعلى اللوحة، نجد دفء حمرة قرمزية غريبة، أو اخضراراً أو اصفراراً في نسيج اللون الأزرق المكتسي بالأحمر.
ويقول خالد: "صرخة لون هي تجربة فلسفية لونية محضة وهي تمثل إحدى مراحل تجربة استمرت لسنوات بدأت بمرحلة صراع مع اللون ومن ثم حوار معه، حتى وصلنا الى صرخة لون، فمنذ اندلاع حركة الاحتجاجات الشعبية مطلع العام الماضي وما بعد ثورات الربيع العربي، ثمة الكثير من الصرخات خرجت من أفواه الشعوب العربية لتعلن غضبها المحتدم من الفساد والقمع والظلم، وأضحى الاضطراب واللايقين هما القاسم المشترك في كل تداعيات تلك الانتفاضات الشعبية العارمة وغير المسبوقة، اذ كانت فلسطين من قبل

فقط هي التي تصرخ وتئن ولفترات طويلة والآن تلاقت الصرخات معاً
ويضيف: "الصرخات قبل الربيع العربي كانت تذهب أدراج الرياح بينما الآن أصبحت تـسمع وتـحتـرم ويبحث في حلول لوقف معانـاة أصحابها فالصرخة خرجت وتلاقت والتحمت وتفاعلت"
ويوضح نصار أنه فنان فطري تلقائي، لم يدرس الفن، اذ حال التعبير عن معاناة الإنسان البسيط وعما يجول في خاطره، أوهامه وأحزانه وآلامه وإرهاصاته. حاول أن يعبر عن الإنسان بكل تحولاته وقلقه من المستقبل وخوفه من المجهول
ويقول: «غزة تئن بشدة تحت وطأة الحصار، الصرخة أضحت صرخة موحدة ما بين الشعوب العربية المتطلعة للحرية الحقة والديموقراطية الحقيقية، واخترت الإسكندرية لتقارب أجوائها مع أجواء غزة لأعيش الحالة ذاتها وأعبّر عما يحدث، فكل لوحة تحمل نبوءة مستقبلية".
وأكد نصار أنه على رغم كل مشاعر اليأس والإحباط ما زال هناك بصيص أمل يبثه في جزء من لوحاته، والأمل يتفاوت وشمس الحرية لن تغيب. ونصار فنان تلقائي يعيش في مخيم الصبرات وهو أحد مخيمات قطاع غزة. بدأت رحلته الفنية في سن متأخرة، وشارك في العديد من المعارض الجماعية والفردية داخل غزة وخارجها.

منقول بتصرف عن صحيفة الشرق الاوسط *