عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هجمة سلفية على المسرح التونسى

بوابة الوفد الإلكترونية

نسمات الربيع العربى التى شهدتها الدول العربية من خلال ثوراتها فى العام الماضى، بات الكثيرون يخشون من تحولها إلى شتاء قارس على أيدى الإسلامين، يوماً بعد يوم تزداد مساحة المخاوف لدى الكثيرين وبالتحديد الفنانين والمبدعين،

مما دفعهم فى كثير من الأوقات لاستباق الخطوات بتكوين كيانات لحماية الإبداع وإطلاق تصريحات تحذر الإسلاميين من الاقتراب من حرية الفن والإبداع واعتبارها خطا  أحمر.
مؤخراً فى تونس ومنذ عدة أيام وقعت حادثة تنذر ببدء الأزمات والصدام بين الإسلاميين والمبدعين حينما منع بعض أعضاء الجماعات السلفية مجموعة من الفنانين والمسرحيين من الاحتفال باليوم العالمى للمسرح وقاموا بتحطيم أجهزة الفنيين المشاركين فى العرض المسرحى ومنعوا إقامة الاحتفالية بالقوة.
ورغم إعلان حزب النهضة التونسى استنكاره لهذا الحادث المؤسف وعدم مسئوليته عنه إلا أن ظلال هذا المشهد امتدت لمصر وبثت بعض المخاوف فى عقول المبدعين من احتمال تكراره فى مصر، خاصة مع حدوث مشاكل مشابهة مؤخراً حينما منع بعض الطلاب الجامعيين الذين ينتمون لتيارات إسلامية من تصوير أحداث مسلسل «ذات» فى جامعة عين شمس.
فى هذا التحقيق نرصد مخاوف الفنانين من هذا الحادث وردود أفعالهم ومدى إمكانية تكرار هذا المشهد فى مصر على أيدى الجماعات الإسلامية.
الفنان محمد صبحى قال: «ما يحدث فى تونس حتى الآن منذ بداية الثورة التونسية يتكرر فى مصر تقريباً بدءاً من قيام الثورة وتنحى الرئيس واكتساح الإسلاميين للانتخابات البرلمانية، وفى الحقيقة بعد حدوث هذا المشهد فى تونس نحن ننتظر من الإسلاميين كل خير، إلا إذا كانت آراؤهم بمثل هذه الطريقة التى حدثت فى تونس، وليس شرطاً تكرار هذا المشهد فى مصر لأن الفنانين المصريين لن يسمحوا بذلك وسيتصدون له حتى ولو دفعوا حياتهم ثمناً لموقفهم، ولكن للأسف الوجوه لا تظهر فى البداية وكل يوم نكتشف شيئاً جديداً، وفى الحقيقة هناك الكثير من العقول المستنيرة فى جماعة الإخوان أو السلفيين ونحن فى حاجة إليهم وما يخيفنا هو التيار الذى يجمعهم، فنحن لا نخاف الإسلام لأنه ديننا وعقيدتنا التى نستند عليها ولكننا نخشى من بعض العقول التى تتوهم أنهم خلفاء الله الأرض ويدعون الإسلام ويتاجرون به لتحقيق أغراضهم هؤلاء هم الخطر الحقيقي.
المخرج خالد جلال مدير مركز الإبداع الفنى قال: «شيء مؤسف للغاية ما يحدث فى تونس، ومؤشر خطير لما يمكن أن تكون عليه الأيام القادمة، فالتيار الإسلامى بدأ فى أن يكشر عن أنيابه فى تونس التى تملك حركة سينمائية وتياراً مسرحياً قوياً مشهودا  له فى الدول العربية والعالم.
واستبعد خالد جلال إمكانية تكرار هذا المشهد فى مصر قائلاً: «الفصيل الفنى قوى فى المجتمع المصرى ويدعمه الجانب الإعلامى والنقدى بشكل كبير، والمؤسسات الفنية فى مصر قادرة على المواجهة بقوة وحزم مع هذه التيارات، وإن كنت أتوقع أن يحدث مثل هذا المشهد فى الجامعات مثلما كان يحدث فى فترة التسعينيات، حينما كانت الجماعات الإسلامية تسيطر على الاتحادات الطلابية وتمنع ممارسة الأنشطة الفنية ولكن أن ينتقل المشهد للحياة الفنية الاحترافية فهذا مستبعد.
الناقد والمخرج المسرحى د. عمرو دوارة يقول: «ما حدث هو كارثة بكل المقاييس، والغريب أن يحدث هذا برغم إيماننا باحتمالية أن تكون هناك بينهم عقول مستنيرة، ولهذا فأنا أرى أن هذه الحوادث الفردية نفقد المصداقية للاتجاه كله وتؤثر بالسلب عليه، فلا يعقل أن نكون فى القرن الحادى والعشرين ونغفل أهمية التنوير ودور الفنون فى رعاية الأجيال الجديدة، وكأننا نحتاج لعصر جديد من التنوير ينتشلنا من الردة الثقافية التى نحن على وشك الدخول فيها، وأرى ضرورة التصدى لهذه المحاولات من جانب الفنانين والمثقفين».
ويضيف المخرج الكبير جلال الشرقاوي: «شيء خطير جداً ما حدث، فهو ردة للقرون الوسطي، ونرجو ونأمل أن يكون الإخوان والسلفيون فى مصر أكثر ذكاءً، فلا يقومون على مثل هذه التصرفات التى تسىء للحضارة وللثقافة، ولا أتصور إمكانية حدوث ذلك فى مصر فجبهة الإبداع وحرية الفكر تحارب هذا التيار بشدة وتدينه وستقاومه، والفنان

المصرى الذى استطاع أن يقاوم ويحارب إسكات الأصوات وقتل  حرية الإبداع فى العصر الماضى حيث ديكتاتورية الفرد يستطيع أن يقاوم بكل حسم وقوة ديكتاتورية الجماعة إذا استدعى الموقف ذلك».
المخرج ناصر عبدالمنعم رئيس البيت الفنى للمسرح يقول: «هذا مشهد غير حضارى ولا يليق بتونس وليس له صلة بحرية الرأى أو التعبير من قريب أو بعيد، فالعنف ليس طريقة للتعبير وأمر غير مقبول فى جميع الأعراف، ولا يعقل أن تكون هناك ثورات سلمية غير أنظمة ضخمة ويأتى أحد التيارات التى شاركت فيها ليمارس العنف ضد التيارات الأخرى من أجل إقصائها، الحادث مؤسف وينذر بأن لمرحلة القادمة بحاجة لجهد كبير من المثقفين والفنانين للدفاع عن حرية الإبداع، وأعتقد أن هناك صعوبة فى تكرار هذا الموقف فى مصر فتكوين القوى والتيارات السياسية فى مصر أكثر اعتدالاً ووسطية وإذا حدث ذلك ستكون كارثة بكل المقاييس».
أما الفنان أشرف عبدالغفور نقيب المهن التمثيلية فيتحدث قائلاً: «ما حدث فى تونس أول خطوة على طريق الفوضى إذا لم يتصد القانون بحسم وقوة لهذه الممارسات السلبية، وأعتقد أن ما حدث مجرد أفكار فردية واجتهادات لبعض الأشخاص وإذا لم يجدوا من يتصدى لهم سينفلت «العيار».
وأضاف عبدالغفور: «تكرار مثل هذا الأمر فى مصر أمر وارد ولقد حدث بالفعل شيء مشابه فى كفر الشيخ منذ حوالى شهرين حينما منع بعض السلفيين أيضاً احتفالية فنية كانت ستقام، وكانت أيضاً تصرفات فردية طائشة لا تعبر عن فكر أو توجه تيار بعينه فيما أعتقد والتصدى لها واجب ولكن بقبضة القانون».
ويرى الكاتب يسرى الجندي، فيما حدث فى تونس مجرد نموذج مصغر لما يمكن أن يحدث هنا فى مصر ويبدأ كلامه قائلاً: «هناك فى تونس أرحم بكثير من مصر، فهناك فى تونس مساحة من الفهم لدى الإخوان المسلمين وبالتالى مواقفهم لحد كبير متوازنة، أما السلفيون فمن الممكن أن تتوقع منهم أى شىء، وهنا فى مصر المؤشرات أخطر بكثير وتتجاوز مجرد الاعتراض على احتفال أو مهرجان فهنا تصدر أحكام قضائية ضد مبدعين مثل «وحيد حامد وعادل إمام» على ما قدموه من أعمال فنية وهذا مؤشر أخطر وأفظع وأيضاً أن يعلنوا على لسان أحد الكبار لديهم أن الإعلاميين مثل «سحرة فرعون» الوضع فى مصر أخطر بكثير، فالإخوان لدينا أبدوا اتساع أفق فى البداية بعكس السلفيين ولكن مع الوقت خالفوا قواعدهم فى ممارسة السياسة ومارسوا الاستقواء والإقصاء وتضخموا ونسوا خبرتهم السياسية فصاروا أقرب للسلفيين ووصلوا بالمشهد الآن إلى ما يبشر بصدام وشيك سيدمر الجميع.. أنا لست قلقاً على تونس.. المشهد فى مصر الآن أكثر قلقاً.