رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اغتيال إنسانية "حليم" بالحكايات

عبد الحليم حافظ
عبد الحليم حافظ

جربت استعادة صباك، وإعادة سنوات عمرك التي سرقت منك دون أن تدري، استمع إلي صوت حليم.. مع كل كلمة يرددها، وكل نغمة تسير في شريانك يبقي من عمرك سنواتك التي التهمتها الأيام وأنت تبحث عن معني الوطن الذي تجده علي ضفاف حجرته..

وتعرف معني الحب والاشواق وتجترف من الحنين الذي ينطق به دفء صوته. وبالنسبة لي كلما استمعت اليه أربط بينه وبين استاذي الراحل «محمود عوض» فكليهما كان يعرف معني الوطن ويقدس عشقه، وكل واحد فيهما ذاب من معبودته، حليم في انغامه وصوته العذب، «ومحمود عوض» بين كلماته.. كلاهما كان ممثلا لجيله وللأجيال القادمة ومن خلالهما نفهم معرفة معني الإنسانية.. والآن «محمود عوض» كان يعرف ما لا يعرفه أحد عن حليم بعيداً عن الادعاءات والحكايات الملفقة، كنت أتمني أن يكتب قبل رحيله، ولكنه رغم وعده كثيراً بالاقتراب بقلمه من حليم في آخر لحظة.
ولكن ظلت بعض الحكايات التي تعطيك نبذة عن إنسانية حليم، وتكوينته الأخلاقية التي لا يعرفها الكثرون، فللأسف هناك من الأقاويل والأكاذيب التي رددها العديد عنه والتي من المستحيل معرفتها إلا إذا كنت نائماً أسفل سريره فالطريف أن أحدهما كتب عن علاقته بإحدي الأميرات العربيات التي أصرت علي تطريز ملاءة سريره بوردات من صنع يديها بخيوط حريرية والأغرب أيضا أنه تكلم عن الألوان التي استخدمتها في صنع تلك الوردات، ثم استكمال الأكذوبة بالحوار الدائر بينهما عن اللقاء.
وهناك من تغني لسنوات عن علاقته بـسعاد حسني التي لا يعرف حقيقتها حتي الآن إلا الله فكليهما في ذمته، والحقيقة أيا كانت لا

تهم إلا صاحبها فقط، لذلك كان «محمود عوض» يزن كلماته عن تلك العلاقة بميزان من ذهب لأنه يعلم دائماً أن في حياة كل واحد فينا مهما كانت شهرته وجماهيرته منطقة محظورة لا يجب الاقتراب منها لأنها تعني أنك تغتال إنسانيته، وحليم أكثر الناس الذين من حقهم علينا المحافظة علي إنسانيتهم وبالأخص بعد رحيله. وهناك ساعات في حياته لم يقترب منها أحد رغم ما بها من أبعاد آدمية وهي كثيرة وبالأخص علاقته بأسرته التي كان يتعامل معها علي أساس أنه إنسان شرقي محافظ وفلاح، لذلك كان منزله عبارة عن جناحين الأول تعيش فيه عائلته بعيداً عن صخب الحياة الفنية، والآخر يتواجد فيه «حليم» مع فنه وأصدقائه من الوسط الفني والإعلام.
واعتقد أن العملين المقدمين عن حليم لم يرق أحد منهما لمعرفة حقيقة عبدالحليم وتعاملوا معه بأسلوب لا تقربوا الصلاة، فحياة حليم بصخب كبير وأحداث بمقدار ما بها من إنسانية تتقطر فناً وابداعاً، لذلك نحن في انتظار عمل آخر عنه يقترب من الروح ويترك تفاصيل الجسد.