اغتيال إنسانية "حليم" بالحكايات
جربت استعادة صباك، وإعادة سنوات عمرك التي سرقت منك دون أن تدري، استمع إلي صوت حليم.. مع كل كلمة يرددها، وكل نغمة تسير في شريانك يبقي من عمرك سنواتك التي التهمتها الأيام وأنت تبحث عن معني الوطن الذي تجده علي ضفاف حجرته..
وتعرف معني الحب والاشواق وتجترف من الحنين الذي ينطق به دفء صوته. وبالنسبة لي كلما استمعت اليه أربط بينه وبين استاذي الراحل «محمود عوض» فكليهما كان يعرف معني الوطن ويقدس عشقه، وكل واحد فيهما ذاب من معبودته، حليم في انغامه وصوته العذب، «ومحمود عوض» بين كلماته.. كلاهما كان ممثلا لجيله وللأجيال القادمة ومن خلالهما نفهم معرفة معني الإنسانية.. والآن «محمود عوض» كان يعرف ما لا يعرفه أحد عن حليم بعيداً عن الادعاءات والحكايات الملفقة، كنت أتمني أن يكتب قبل رحيله، ولكنه رغم وعده كثيراً بالاقتراب بقلمه من حليم في آخر لحظة.
ولكن ظلت بعض الحكايات التي تعطيك نبذة عن إنسانية حليم، وتكوينته الأخلاقية التي لا يعرفها الكثرون، فللأسف هناك من الأقاويل والأكاذيب التي رددها العديد عنه والتي من المستحيل معرفتها إلا إذا كنت نائماً أسفل سريره فالطريف أن أحدهما كتب عن علاقته بإحدي الأميرات العربيات التي أصرت علي تطريز ملاءة سريره بوردات من صنع يديها بخيوط حريرية والأغرب أيضا أنه تكلم عن الألوان التي استخدمتها في صنع تلك الوردات، ثم استكمال الأكذوبة بالحوار الدائر بينهما عن اللقاء.
وهناك من تغني لسنوات عن علاقته بـسعاد حسني التي لا يعرف حقيقتها حتي الآن إلا الله فكليهما في ذمته، والحقيقة أيا كانت لا
واعتقد أن العملين المقدمين عن حليم لم يرق أحد منهما لمعرفة حقيقة عبدالحليم وتعاملوا معه بأسلوب لا تقربوا الصلاة، فحياة حليم بصخب كبير وأحداث بمقدار ما بها من إنسانية تتقطر فناً وابداعاً، لذلك نحن في انتظار عمل آخر عنه يقترب من الروح ويترك تفاصيل الجسد.