نبيلة عبيد : تابعت الثورة من أمريكا
نادراً ما تسمع نبيلة عبيد تتحدث في موضوع له علاقة بالسياسة،أو تدلي برأيها في قضايا بعيدة عن الفن، فهي مثل كثير من نجوم مصر تتحفظ كثيرا قبل أن تتحدث في شأن عام
وإذا اضطرت لذلك فهي تقول كلمات مقتضة لا تؤخذ عليها ولكنها ولأول مرة تشعر أنها تريد أن تتحدث عن ثورة 25 يناير،وخاصة أنها تابعتها عن بعد حيث كانت في رحلة علاج في أمريكا لتجري جراحة في عينها اليمني وعادت بعد تنحي مبارك بيومين وكما تقول هي: سبت البلد في حالة ورجعت لقيتها في حالة تانية خالص، ولما كنت بتابع الأحداث وأنا في امريكا ماكنتش مصدقة أن اللي بشوفه ده بيحصل في مصر،كنت مرعوبة وخايفة علي الولاد اللي زي الورد، جابوا منين الشجاعة دي كلها؟ وإزاي إحنا ماكناش واخدين بالنا أن عندهم الروح دي؟ أنا طول عمري بتمني يكون عندي ولاد، لكن مفيش مرة حزنت بالشكل ده، لإني اتمنيت يكون ليه ولاد يشاركوا مع زمايلهم في أهم ثورة بتشوفها مصر في الميت سنه اللي فاتت.يعني لو كان عندك ولاد في سن الشباب كنت فعلا ًحاتوافقي يشاركوا في الثورة ويتعرضوا للخطر ويمكن يستشهدوا؟
كنت حا أعمل نفسي مش واخده بالي ،ومش عارفة أنهم بينزلوا ميدان التحرير، ويتظاهروا مع زمايلهم، عشان ما أضطرش أمنعهم أو أهبط من عزيمتهم ،كنت حاخاف عليهم موت لكن كنت حاأفرح لو كانوا ضمن الثوار وعلي كل حال أنا بعتبر كل واحد فيهم ابني أو ابنتي وكنت بحس بالرعب في الأيام الأولي لما كان فيه ضرب، وكان قلبي حايقف والله وأنا بشوف البلطجية وهم نازلين فيهم ضرب، رغم أنهم عاملين مظاهرة سلمية، واللي زود إحساسي بالخوف أني ماكنتش عارفة أتصل بأهلي عشان أطمن عليهم، ومش عارفة إزاي يعزلوا مصر عن العالم بقطع كل وسائل الإتصال؟أصحابي المصريين اللي في لوس انجلوس كانوا مرعوبين لانهم مش عارفين يكلموا أهاليهم،والصحافة كانت بتعلق علي الحكاية دي،وبيقولوا إن ده نظام فاشي مستبد
الناس في أمريكا تابعوا أحداث الثورة المصرية إزاي؟
أنا في الأيام الأولي كنت ممنوعة من القراية أو الفرجة علي التليفزيون أو التعرض لأي إضاءة عشان كنت عاملة جراحة في عيني، وكنت بسمع طراطيش كلام من الناس اللي حواليه وبعضهم من العرب والمصريين اللي عايشين في أمريكا من زمان ، وبعدين ضربت بكلام الدكاترة عرض الحائط، وبدأت أتابع محطات التليفزيون، كلها كانت مهتمة بدرجة كبيرة جدا بتغطية أحداث الثورة، طبعا في البداية كنت فاكرة أن الحكاية مجرد مظاهرات بتطالب بالتغيير،ولكن مع كل يوم كان الشباب بيزداد إصرارا علي موقفه، وفي الحقيقة كنت مستغربة جدا أن الهتافات بدأت تنادي برحيل مبارك ونظامه، وقلت في نفسي الولاد دول مش حايمشوا من الميدان، إلا بعد ماتتحقق مطالبهم، وعلي فكرة الناس اللي قابلتهم في أمريكا كانوا مندهشين ومعجبين جدا بثورة الشباب،كل اللي قابلتهم، سواء كانوا أمريكان أو من الجاليات العربية اللي في لوس أنجلوس كانوا معجبين ومؤيدين للي بيحصل في مصر، وكنت مرة راكبة تاكسي والسواق كان من أصل صيني، وقالي أظن أنتي فخورة بكونك مصرية؟ ساعتها حسيت أن اللي بيحصل في مصر،غير صورتنا في نظر العالم كله،أما بائع الجرائد فكان يبتسم لي كلما مررت عليه، ويقولي أنا حا أحوش شوية فلوس عشان أزور مصر السنه الجاية، وأشوف الميدان اللي شال الملايين دي كلها، وشفت برنامج كان مستضيف الممثله الامريكيه جين فوندا وكانت بتتكلم عن مشاريعها الفنية وفي نص الحوار قالت للمذيع أنا عايزه أوجه تحية للشعب المصري علي نجاح الثورة السلمية، وجين فوندا من الفنانات اللي لهن اهتمام كبير بالسياسة، والممثل جون كوزاك كتب علي صفحته في موقع تويتر تأييده للشعب المصري أنا ماليش في الفيس بوك والتويتر لكن اصحابي في أمريكا طلعوا الصفحة بتاعة جون كوزاك وقريت كلامه.
في الحقيقه أنا كنت فاكرة إن الفرحة عمرها ماحاتدخل قلبي بعد وفاة أمي، لكن بجد أنا فرحانة قوي باللي حصل وأتمني أننا ننجح في القضاء علي الفساد نهائيا ونرجع الاموال المنهوبة في الخارج ونبتدي بقي نصلح في الاقتصاد
هل أحداث الثورة غيرت من وعيك السياسي ؟
أنا عملت افلام ليها طابع سياسي زي الراقصة والسياسي وكشف المستور لكن ماكنتش متعمقة قوي في السياسة وفي الأسابيع الاخيرة، حسيت إني ماكنتش عايشة قبل كده، ويمكن ما كنتش بهتم بنشرات الاخبار خالص،يادوبك أقري مانشيتات الجرايد،من باب العلم بالشيء،لكن في الأسابيع الاخيرة بقيت حريصة علي متابعة كل المحطات الإخبارية، والبرامج السياسية وتعليق المحللين، وآخر حاجة شفتها تقرير عن ثروة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين،وبقيت مش مصدقة اللي بشوفه خزاين مليانة رزم فلوس ومجوهرات تكفي شعب بحالة، الفلوس الرهيبة دي كان حايعمل بيها إيه؟
وثروة عائلة مبارك؟ إيه رأيك في الارقام الخيالية اللي قيلت عن ثروته؟
أنا في الحقيقة ما كنتش أتصور أن الفساد وصل للدرجة دي،يعني لما عيلة واحدة تملك مليارات الدولارات ومعظم الشعب بيعيش في حالة فقر،وبطالة وغلب يبقي حرام والله، ولازم يبقي فيه حساب،عشان أي مسئول ييجي يعرف أن الشعب مش حايسكت علي انحرافاته، وأفتكر أن شباب الثورة مش حايسكتوا غير لما كل رموز الفساد يسقطوا ويتحاكموا
تفتكري الفن المصري حايتغير، في الفترة القادمة؟
بالتأكيد اللي حصل لازم حايكون له أثر،في الأيام اللي جاية
كل واحد من اللي شاركوا في الثورة وراه حكاية ، يعني عندنا مليون حكاية وأكتر ،أنا نفسي أعمل فيلم ومسلسل عن ست مصرية عظيمة شوفتها في برنامج بتتكلم عن تجربتها،هي من سكان إحدي العمارات اللي بتطل علي ميدان التحرير، ولادها بيشاركوا في المظاهرات، وبيباتوا في الميدان عشان يحرسوه وماحدش يحتله أو يمشيهم منه، وساعات زمايلهم بيطلعوا يستريحوا في الشقه ويناموا شوية، ورصصوا في الأرض عشان الشقة مش مكفيه،وهي وأمها بيعملوا أكل وينزلوه للشباب،والبيت كله كان خلية نحل طول أيام الثورة،وطبعاً لما كان البلطجية ماليين الشوارع في الأيام الأولي كانوا عايشين في رعب وبيدافعوا هم وجيرانهم عن البيت، عشان ماحدش من القناصة يطلع فوق السطوح ويضرب المتظاهرين، هذه السيدة العظيمة تستحق أن نسجل ماصنعته في عمل فني ياتريحا تهتمي تشاركي في انتخابات الرئيس القادم لمصر؟
طبعا..أنا ماعنديش بطاقة انتخابية وعمري ماشاركت في أي انتخابات لاني كنت عارفه زي غيري أنها انتخابات مزيفة، لكن بعد اللي حصل أظن كل واحد فينا لازم يكون حريص علي انتخاب الرئيس القادم، ومايجيش واحد مفروض علينا وياريت تكون الانتخابات بالرقم القومي عشان ده حايسهل علي ناس كتير المشاركة.
وإيه المواصفات اللي تتمنيها في الرئيس القادم؟
يكون عنده إنسانية، ويحس بهموم الناس ويكون متواضعاً وبسيطاً، ونظيف اليد وبيخاف ربنا، ويحرص علي أن تعود مصر قوية كما كانت، ولاينفرد بالقرارات المصيرية ويقبل الاختلاف معه، والأهم من كده مايقعدش أكتر من فترتين مهما كان درجة نجاحه حتي لو خرج الناس في مظاهرات وطالبوه بالاستمرار مدة تالته مايوافقش أبداً.