رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رانيا يوسف..صعيدية تنتقم فى "خطوط حمراء"

بوابة الوفد الإلكترونية

أكاد لا أفتح صحيفة أو مجلة إلا وأجد خبراً أو حواراً مع رانيا يوسف تعلن فيه غضبها على ما حدث معها فى فيلم «ركلام»، فى البداية كنت تستشعر أن الكلمات ينطق منها بعض الشرر والغيظ،

وكأنها فوجئت بما حدث معها وأنها تحولت إلى سنيدة لبطلة الفيلم غادة عبد الرازق، ثم بالتدريج خفت حدة غضبها وإن كانت التجربة قد تركت فى نفسها غُصة، أو جرحاً فى سبيله للتداوى، إنها حالة طبيعية تلازم نجمة تشعر بأنها فى حالة صعود، وما كانت تقبله بالأمس أصبح مرفوضاً اليوم ويشكل خطراً كبيراً على رحلة صعودها، ولأن الأحداث تتشابه فلعلك تذكر نفس الموقف ونفس الغضب الذى تعرضت له غادة عبد الرازق عندما فوجئت بحذف المخرج مجدى أحمد على لبعض مشاهدها منذ فيلم «خلطة فوزية»، الذى لعبت بطولته وأنتجته إلهام شاهين من أربعة أعوام تقريباً، كانت غادة عبد الرازق تقبل تمثيل مشهدين وثلاثة فى أفلام خالد يوسف وتبوس إيدها «وش ودقن»، وتعتبر نفسها دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، ثم ربنا فتح عليها من وسع، وأصبحت نجمة تليفزيونية تتقاضى أجرا مبالغا فى ضخامته بعد مسلسل «الباطنية»، و«الحاجة زهرة»، وأصبحت لا تجد غضاضة فى مهاجمة خالد يوسف وإعلان نقمتها على فيلم «كف القمر» لأنه من وجهة نظرها حذف بعض مشاهد كانت تعتبرها مهمة ومؤثرة فى الأحداث، وطبعا المقارنة صعبة بين «خالد يوسف» ومخرج ريكلام «على رجب».

ولكن المقارنة بين رد فعل النجمتين غادة عبدالرازق ورانيا يوسف منطقية! خاصة أن الأخير بالغ فى فعلته فلم يكتف بحذف مشاهد من (ريكلام) تخص دور رانيا يوسف بل عمد إلى حذفها من على الأفيش نهائيا، وتم تجاهلها فى كل الندوات واللقاءات التى أقيمت عن الفيلم، وأصبح واضحا لكل ذى عينين أن عريس غادة عبدالرازق له دور ما فى ذلك وأنه كان يسعى بكل ما لديه من علاقات لإنجاح فيلم (ريكلام) بالعافية من أجل خاطر عروسته!

المهم أن رانيا يوسف تشعر أنها تعرضت للخديعة وأن الفيلم الذى كانت تراهن عليه تحول إلى نقطة ضدها أو على الأقل أصبح سببا فى عكننتها، والمسألة لا تخرج عن سوء تقدير يصاحب بعض النجمات نتيجة عدم قراءة التاريخ الفنى وعدم القدرة على التحليل، مع نقص واضح فى الثقافة العامة وهى عناصر أدت إلى إجهاض مشروع سمية الخشاب فى أن تصبح نجمة سينمائية أو حتى تليفزيونية، وقبلها مى عز الدين، فكل منهما حصلت على فرص جيدة أضاعتها نتيجة الغرور أو الغباء أو الجهل أو كل هذه العناصر معاً.

ولاشك أن رانيا يوسف تمتلك الموهبة والقبول وتمتلك فرصا للنجاح، وقد لفتت الانظار بدورها فى مسلسل فخ الجواسيس وكان وجودها وأداءها أكثر جاذبية وفاعلية من البطلة «منه شلبى» التى تراجعت أسهمها بشكل واضح بعد هذا المسلسل، أما رانيا يوسف فقد جاءتها الفرصة تسعى إليها مع المخرج محمد على الذى قدمها فى مسلسل «مجنون ليلى» مع ليلى علوى وخالد أبو النجا، ثم مع مسلسل «أهل كايرو» الذى قفز باسمها إلى الصفوف الأولى، أما دورها فى مسلسل الحارة فقد أكد ممثلة متنوعة وتجيد تقديم كل الأدوار بدليل أنها ظهرت طوال الأحداث وهى ترتدى جلبابا أسود «كحيان» ولا تضع مكياجا بالمرة ومع ذلك كان وجودها مؤثرا ولافتا ويصعب تجاهله! ولكن الغريب فى الأمر أنها لا تدرك قيمة موهبتها

وأنها يمكن أن تصل بها إلى مكانة أفضل كثيرا مما وصلت إليه، وهذا مكمن الخطر، فهى تعتقد أن ملابسها وماكياجها الصارخ والأدوار الجريئة التى تقدمها هى مفتاح النجاح الوحيد الذى تملكه! وقد فوجئت بحوار لها فى إحدى الجرائد تعلن فيه أنها تفضل الأدوار الجريئة، لأن زمن رومانسية سعاد حسنى قد انتهى!

وطبعا يجب أن تصرخ من الصدمة وتقول يا دهوتى يا خرابى! ليس لأنك من أنصار فن سعاد حسنى فقط أو لأنك تؤمن أن سعاد حسنى صاحبة أهم موهبة أنجبتها السينما المصرية حتى تاريخه، ولكن لأن من يعملون فى الفن لا يعرفون قيمة موهبة فى حجمها، وهل سعاد حسنى لم تقدم إلا فيلم الثلاثة يحبونها الذى أشارت إليه رانيا يوسف فى حوارها كدليل على أن هذه النوعية لم يعد لها جمهور، وهل معنى ذلك أن رانيا يوسف لم تشاهد أفلاماً مثل شفيقة ومتولى، وغروب وشروق، على من نطلق الرصاص، القاهرة ثلاثين، خللى بالك من زوزو، الكرنك، بئر الحرمان، الحب الضائع وعشرات الأدوار المتنوعة التى تدل على عبقرية موهبتها! أما إذا كانت رانيا يوسف تعتقد أن الأدوار الجريئة «ولو أنى لا أعرف مفهومها للأدوار الجرئية» فهى أقرب طريق للنجاح، فيجب أن تعيد حسابتها وتتأمل حال علا غانم، وسمية الخشاب، الذى وصل بهما سوء التقدير الى حال لا يحسدان عليه، وعليها فى نفس الوقت أن تتأمل تجربة هند صبرى التى رفضت أن يتم استخدامها فى الأدوار الجريئة فقط، وأصبحت تقدم جميع الأدوار والشخصيات التى جعلتها واحدة من أهم نجمات التمثيل فى السينما المصرية!
فى صراع إثبات الوجود قد ترتبك الخطوات، وهو أمر لا نتمناه لنجمة شابة واعدة، ينتظرها الكثير وهى لاتزال فى رحلة صعودها، وأمامها فرصة ذهبية هذا العام لتؤكد وجودها مع مسلسل «خطوط حمراء» الذى يعتبر أول بطولة تليفزيونية لأحمد السقا، حيث تقدم فيه شخصية مزيج من دور سعاد حسنى فى السفيرة عزيزة، وفاتن حمامة فى دعاء الكروان والمسلسل من تأليف أحمد محمود أبو زيد وإخراج أحمد شفيق، يعنى عملا تتوافر له كل أسباب الجذب الجماهيرى، وعليها فقط أن تؤكد أنها على قدر المسئولية ويمكنها أن تتجاوز ما قدمته مع شخصية صافى سليم!