"ركلام" يسير على خطى "شارع الهرم"
توليفة تجارية تحتوي على كل مواصفاتها: دعارة ورقص والأغاني الشعبية الهابطة والجمل والحوارات الخارجة على حدود الأخلاقيات، والرقابة. ممزوجة بالمآسي الإنسانية،
وعلى كل مشاهد لفيلم «ركلام» أن يختار المذاق الذي يريده لرؤية الفيلم الذي بدأ بسرقة أفيش للفيلم الأجنبي (الأشبينات) الذي لا علاقة له عن قريب أو بعيد بقصة فيلم «ركلام» سوى أن عدد الممثلات وشكل الفساتين يصلح لاستخدامه كأفيش. وبداية فهم السيناريست مصطفى السبكي أن نكهة عائلته التجارية ذات المواصفات التي لا تقاوم في مثل هذه النوعية من الأفلام يملك مفاتيحها ويستطيع من خلالها طرح نفسه كسيناريست بمساعدة مخرج يملك أدواته الفنية التي من الممكن أن يستخدمها في عمل فني يحترم عقلية المشاهد.
ومن هنا كان اختيار القماشة التي من الممكن صناعة فيلم بها ولديها القدرة على امتصاص كل ما يضاف إليها من مشهيات تجارية، وأولها استعراض حياة أربع سيدات سقطن في براثن الدعارة، وكل واحدة منهن تحكي حكايتها بأسلوب الفلاش باك، مستخدمة هذا القدر من الشجن الذي يصبغ به أي عمل يتكلم عن حياة ساقطة، البطلة الأولى غادة عبد الرازق تبدأ مأساتها بمسح سلالم العمارات وما يتبع ذلك من الإشارة إلى عيون (الرايح والجاي تأكل من لحمها)!!! ثم يتبع ذلك مأساتها مع زوج الأم الذي لا أجد له أي تفسير لخضوعها له, فهي الأقوى من خلال دفعها للفلوس ونتيجة للتركيبة الشخصية التي رسمها السيناريست لها وحتى ندخل إلى مأساتها تفتق فكر السيناريست بدفع الأم لها بالسفر إلى القاهرة عند خالتها ثم تقديم شخصية زوج الخالة مدعي التدين الشهواني الذي يحاول الاعتداء عليها ثم يقلب الترابيزة لتبدو وكأنها هي التي حاولت إغراءه ورغم أن كل المؤشرات تدفع في إطار عدم تصديق هذا إلا أن المشاهد عليه الموافقة على ما يقوله السيناريست حتى نستكمل الحكاية بالزواج من تاجر مخدرات ثم البحث عن وسيلة للرزق والتي كانت ترفض من قبل الخدمة في بيوت العذاب. فجأة أصبح ليس لديها مانع أن تصبح إحدى بطلات عالم الدعارة. ولأن السيناريست أراد تكملة فكرة الاقتباس من الأفلام الاجنبية والتى بدأت بالتتر لذلك أتحفنا باقتباس فكرة فيلم امرأة جميلة لجوليا روبرتس وجعلها جزءاً من قصة غادة عبدالرازق فى الفيلم ولكن بالطبع أعطاها مواصفات النكهة السبكية. وإذا انتقلنا إلى الشخصية الأخرى التي رسمها السيناريست دولت (رانيا يوسف) فالبناء الدرامي أيضا مهزوز ووسيلة السقوط غاية في الافتعال والسذاجة بداية من الفتاة الشريفة العفيفة التي تحاول جمع القليل من الجنيهات لتكملة الزواج من الشاب الذي تحبه وانتهاء بوقوعها في براثن الصديقة التي تحلل لها الحصول على الأموال مقابل العمل كركلام ثم تستمر مرحلة السقوط باكتشاف الخطيب بأن النائمة في سرير صاحب العمل بعد ليلة حمراء هي التي سوف يتزوجها بعد يومين.
الشخصية الثالثة والتي تم بناؤها من منطلق رسم شخصية لفتاة من فتيات العشوائيات التي تعيش مأساة الحياة مع ثلاثة من الإخوة الرجال كلهم ضعيفو الشخصية متخلفون و قدموا في صورة المدمن والمتزمت والصايع ومبرر السقوط هو الموافقة على الزواج من محام نكتشف بعد ذلك عجزه الجنسي ليكون مبرراً لممارسة الرذيلة مع الخطيب السابق الذي يدفعها دفعا للدخول في عالم الملاهي الليلية ثم تكتشف أنه ينتقم منها وبالتالي تكون النتيجة كما