رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قطر تستعين بنجوم هوليوود فى "الذهب الأسود"

بوابة الوفد الإلكترونية

عرف مؤخراً فيلم «الذهب الأسود» الطريق إلى دور العرض السينمائى فى مصر.. وقبل الوقوف على مستوى جودة الفيلم، كان هناك انشغال كبير بالجهة المنتجة وهى مؤسسة الدوحة للأفلام السينمائية..

اعتبر النقاد والمهمومون بحال السينما هذا الفيلم بمثابة إعلان من جانب قطر على دخولها عالم السينما.

والجرىء فى التجربة القطرية هو الاستعانة بنجوم لهم أسماء كبيرة فى السينما العالمية.. يروى فيلم «الذهب الأسود» قصة تنافس بين اثنين من الأمراء العرب فى شبه الجزيرة العربية فى أوائل القرن العشرين خلال بدايات اكتشاف النفط فى المنطقة.. وهذه الحكاية الملحمية مقتبسة عن رواية «العطش الأسود» الكلاسيكية للكاتب السويسرى «هانز روش» والفيلم من إخراج الفرنسى الشهير والحائز على جائزة الأوسكار «جان جاك أوتو» وبطولة أنطونيو باندراس وطاهر رحيم.. ويعد هذا الفيلم أضخم التجارب السينمائية، وتم تصويره بين تونس وقطر أثناء أحداث الربيع العربى التى ألقت بظلالها على العالم العربى من المحيط إلى الخليج.

وبعيداً عن مستوى الفيلم والرسالة أو القضية التى يحملها هناك سؤال يطرح نفسه بقوة: لماذا تأخرت مصر فى الاستعانة بنجوم عالميين فى السينما.. وهل المسألة متعلقة برأس المال والتمويل أم أن النظام السابق ساهم فى عزلة مصر فنياً.

وفى الموضوع تحدث المخرج الكبير على عبدالخالق قائلاً: تجربة قطر السينمائية تجربة محترمة وستحقق الإشادة بها، وقطر دولة غنية وتحاول استثمار السينما وكل وسائل وأدوات العملية الثقافية فى أن تضع لنفسها مكاناً على خريطة السياسة.

وواصل على عبدالخالق كلامه قائلاً: صحيح أن قطر تمتلك الإمكانيات لكن الفلوس وحدها لا تكفى لصناعة سينما جادة وشديدة الخصوصية، مصر رغم الظروف التى تمر بها تمتلك أرشيفاً وتاريخاً سينمائياً غنياً جداً، وإذا كانت قطر لديها المال فهى لا تملك العنصر البشرى وهو الأهم فى صناعة السينما.

وأضاف على عبدالخالق: السينما المصرية تعانى منذ فترة طويلة من عدم القدرة على الوصول للسوق العالمية، ويجب طرق الأبواب بجدية حتى يكون للفيلم المصرى سوق خارجية، والحقيقة أن مصر لديها رصيد يؤهلها للعبور للعالم لكنها لم تستفد من هذا الرصيد، فهناك أفلام مصرية حصلت على جوائز مهمة، وهناك نجوم لهم أسماء كبيرة مثل عمر الشريف ويوسف شاهين كان من الممكن استثمار أسمائهم ووجودهم عالمياً فى جذب نجوم هوليوود إلى السينما المصرية، لكن كل تحركاتهم كانت تحركات فردية بدون أى فائدة، وأكد «عبدالخالق» أن السينما المصرية لن تخترق الساحة العالمية إلا بفتح أسواق خارجية، وهذه المهمة يتحملها المنتجون والموزعون.

واقترح على عبدالخالق أن تقوم غرفة صناعة السينما بفرض رسم نسبى على كل فيلم يتم إنتاجه قد يكون مثلاً عشرة آلاف جنيه ويتم تخصيص حصيلة هذا الإجراء لتسفير متخصصين هدفهم الترويج للأفلام، وفتح أسواق جديدة.

وفى القضية تحدث الفنان الكبير عمر الشريف معلقاً على اقتحام قطر الإنتاج السينمائى، قائلاً: مشكلة مصر أنه رغم اتساع مساحة الإبداع وكثرة النجوم الذين يمتلكون الموهبة والحضور إلا

أن التمويل أزمة خطيرة تواجه صناعة السينما.. فالسينما صناعة قوامها الأساسى هو رأس المال وقد أدرك القطريون أن السينما صناعة، وكلما زاد عليها الإنفاق جاء العائد لذا فكروا فى خوض تجربة سينمائية غنية من حيث المحتوى وتضم عدداً من النجوم الكبار.

وواصل عمر الشريف كلامه قائلاً: فى بلدنا تحولت السينما على يد عدد من المنتجين والفنانين إلى وسيلة لكسب لقمة العيش، بينما يدرك القائمون على تنظيم المهرجانات فى أبوظبى ودبى أهمية صناعة السينما وأهمية وجود ضيوف لهم أسماء كبيرة.. السينما تحتاج فى مصر إلى دعم جاد من جانب الدولة ودعم قوى من جانب المنتجين والموزعين حتى تستطيع أن تنجح وتصنع لنفهسا مكاناً وسط الزحام الموجود على الساحة العالمية.. مصر لديها حالة إبداعية جيدة ولديها تاريخ سينمائى محترم، ولكن الأزمة فى غياب التخطيط لذا نتحرك بشكل عشوائى وهذا لا يحقق نتائج ولا يكون له أى مردود.. وأضاف عمر الشريف أن محاولات قطر جيدة، لكن مصر إذا تحركت فى هذا الاتجاه سوف تسبق الجميع لأن لديها حضارة وتاريخاً يقف أمامه كل العالم.

ويقول السيناريست بشير الديك: ما يحدث فى السياسة والاقتصاد يحدث فى السينما.. مصر قبل الثورة كانت بلا قرار وكانت فى ذيل العالم اقتصادياً وسياسياً وهذا لم يترك مساحة للمبدعين حتى يفكروا فى صالح السينما.. وبخصوص محاولة قطر اقتحام السينما بتجارب عالمية فهذا شىء جيد، فهى دولة رغم صغر مساحتها وقلة عدد سكانها لديها إرادة ورغبة فى أن يكون لها دور إقليمى، قطر فى الفترة الأخيرة سعت لأن يكون لها دور ما فى كل القضايا السياسية المطروحة فى سوريا وفلسطين واليمن، وأتصور أنها تفكر الآن فى أن تخطف الأضواء فنياً، وهذا شأن طيب لها، وعندما تنهض الأمم تنهض فى كل شىء اقتصادياً وفنياً وسياسياً، لذا أرى تجربة فيلم «الذهب الأسود» خطوة لقطر نحو صناعة سينما ضخمة ومختلطة.