عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الجملة التي جعلت الفقي‮ ‬يمنع أغنية منير

صوت المطرب الكبير محمد منير ثائر،‮ ‬ومتمرد بطبعه،‮ ‬يخترق،‮ ‬ويجتاز أي حدود مهما بلغ‮ ‬طولها،‮ ‬وعرضها‮. ‬لذلك من الغباء أن‮ ‬يصدر فرمان بمنع أغنية له أو محاولة‮ »‬خنق‮« ‬صوته،

‮ ‬عندما‮ ‬يغني تهتز الأرض من شدة تفاعل الناس معه‮. ‬ويبدو أن هذا الأمر أزعج الكثير من المسئولين عن الإعلام في مصر،‮ ‬وفي مقدمتهم أنس الفقي وزير التليفزيون المصري،‮ ‬وتابعه المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون،‮ ‬وهو المسمي الذي نريد تغييره الي فرقاء الإذاعة والتليفزيون ـ علي اعتبار أن المبني منقسم من الداخل لأسياد،‮ ‬وعبيد‮. ‬أصحاب عزب،‮ ‬وعمال،‮ ‬وضباط وعساكر‮. ‬المهم نعود الي من‮ ‬يحاولون عمل حظر تجول علي و احد من أهم الأصوات التي ظهرت في تاريخ الغناء العربي،‮ ‬وهو الملك محمد منير،‮ ‬الذي كان قد أعد أغنية منذ فترة طويلة بعنوان‮ »‬إزاي‮« ‬كلمات نصر الدين ناجي وألحان وتوزيع أحمد فرحات،‮ ‬أي أن فكرة العمل سبقت أحداث‮ »‬25‮ ‬يناير‮«‬،‮ ‬وبالتالي فهي ليست مع أو ضد،‮ ‬لكنها أغنية مثل كل الأغاني التي تعرض علي منير،‮ ‬ووفق في اختيارها ثم في‮ ‬غنائها،‮ ‬وكان من الطبيعي عندما‮ ‬ينتهي‮ ‬منها أن‮ ‬يهديها إلي التليفزيون الرسمي،‮ ‬علي اعتباره أنه تليفزيون الشعب،‮ ‬لكننا‮ ‬يبدو كنا مخطئين لأنه ليس تليفزيون الشعب فهو جهاز‮ ‬يمتلكه الفقي والشيخ،‮ ‬وبالتالي فهم أحرار‮ ‬يختارون ما‮ ‬يشاءون من الأغاني التي تعرض لديهم‮. ‬لذلك عندما ذكر الإعلامي وائل الإبراشي في احدي حلقات برنامجه‮ »‬الحقيقة‮« ‬عقب عرض الأغنية أن التليفزيون رفض تصورها لم‮ ‬يكن الأمر بالنسبة لي مفاجأة لأن التليفزيون الذي‮ ‬يعرض أغنية بعبقرية‮ »‬لا،‮ ‬لا ألف لا‮« ‬ألحان عمرو مصطفي وصراخ وليس‮ ‬غناء مجموعة من المطربين،‮ ‬والممثلين،‮ ‬لا‮ ‬يعرض أغنية مثل‮ »‬إزاي‮«. ‬لأن صاحب فكر‮ »‬لا وألف لا‮« ‬التي تكلفت ما‮ ‬يقرب من‮ »‬2‮« ‬مليون جنيه،‮ ‬لن‮ ‬يستوعب أغنية منير،‮ ‬فهذا فكر،‮ ‬وذاك فكر آخر‮.‬

الشيء الأغرب ما قاله الابراشي في برنامجه أن سبب رفض التليفزيون لتصوير وعرض الأغنية،‮ ‬هو انها تدعو الي التحريض،‮ ‬وكأن سياسة هذه الدولة منذ سنوات طويلة لا تدعو الي الانفجار الذي حدث،‮ ‬فمن منا لم‮ ‬يعان من الفساد،‮ ‬ومن منا لم‮ ‬يعذب قريب له في السجون،‮ ‬ومن منا لم‮ ‬يعتد عليه ضابط شرطة في الشارع،‮ ‬ومن منا لم‮ ‬يعان من أزمات المرور‮.‬

ومن منا‮ ‬يستطع الحصول علي شقة من الدولة،‮ ‬ياسيد أنس الفقي‮ ‬ياوزير التليفزيون سياسة الدولة هي قمة التحريض،‮ ‬وليست أغنية منير،‮ ‬عندما تسير الناس في الشوارع‮ ‬يتحدث كل شخص مع نفسه بصوت مسموع علي طريقه‮ »‬المجانين‮« ‬فهذا هو التحريض،‮ ‬هل تعني ما تقول أيها الوزير؟ هل تعني ماذا‮ ‬يعني أن الحكومة ساهمت في أن‮ ‬يصبح الناس مجانين في الشوارع،‮ ‬ماذا تقول كلمات أغنية منير التي اتهمت بالتحريض؟‮. ‬تقول‮:‬

إزاي ترضيللي حبيبيتي

اتمعشق في اسمك وانتي

عماله تزيدي في حيرتي

ومنتش حاسة بطيبتي إزاي

مش لاقي في عشقك دافع

ولا صدقي في حبك شافع

إزاي أنا رافع راسك

وانتي بتحني في راسي إزاي

أنا أقدم شارع فيكي

وأمالك من اللي ماليكي

أنا طفل أتعلق بيكي

في نفس السكة وتوهتيه

أنا لو عاشقك متخير

كان قلبي زمانه اتغير

وحياتك لفضل أغير فيكي لحد مترضي عليا

إزاي ترضيللي حبيبتي

اتمعشق في اسمك وانتي

عماله تزيدي في حيرتي‮ ‬

ومانتش حاسة بطيبتي إزاي

إزاي سايباني بضعفي

طب ليه مش واقفة في صفي

وأنا عشت حياتي بحالها علشان ملمحش في عينك خوف

وفي بحرك ولا في برك إزاي أحميلك ضهرك

وأنا ضهري في آخر الليل دايماً‮ ‬بيبات محني ومكشوف

هذه هي الكلمات المحرضة ضد النظام كما تصورها السيد أنس الفقي وزير التليفزيون وتابعه الشيخ‮.‬

الأغنية لم تقل جديداً‮ ‬لكنكم تخشون التجديد دائماً‮. ‬هل لانه قال‮ »‬وحياتك لفضل أغير فيكي لحد ما ترضي عليا‮«. ‬ما هي لغة التحريض هنا؟

أم أن جملة‮ »‬مانتش حاسة بطيبتي إزاي‮« ‬أم أن أنا ضهري في آخر الليل بيبات دايماً‮ ‬محني،‮ ‬ومكشوف،‮ ‬هذه هي الحقيقة ايها المسئولون عن الإعلام المصري،‮ ‬لقد تركتم قنوات وليدة تركب فوق رءوسكم المنحنية،‮ ‬لمجرد انها تعرض ما ترفضونه،‮ ‬الآن أغنية منير انتشرت علي كل الفضائيات،‮ ‬وربما لو كان التليفزين المصري قد بادر بعرضها ما التفت أحد اليها،‮ ‬واعتبرها مثل أعمال كثيرة تعرض رغم الفارق الفني،‮ ‬وهذه طبيعة أغاني منير التي دائماً‮ ‬تحدث الفارق،‮ ‬لكن في ظل حالة الانهيار الفني التي‮ ‬يتبناها التليفزيون الرسمي ربما كانت هذه الأغنية سوف تمر مثل اشياء كثيرة جميلة ضاعت وسط زحمة أغاني الانحطاط التي تعرض ليل نهار علي الشاشة المصرية‮.‬

الفقي لم،‮ ‬ولن‮ ‬يكون رجل إعلام،‮ ‬فهو لا‮ ‬يملك هذه الموهبة،‮ ‬وهذا ليس بالعيب،‮ ‬والدليل انه فتح القنوات المصرية الآن لمن‮ ‬يعارضون النظام بدون وعي،‮ ‬لمجرد انه‮ ‬يريد ان‮ ‬يقول إن النظام،‮ ‬وعلي رأسه الرئيس محمد حسني مبارك‮ ‬ينتقد في التليفزيون الرسمي‮.‬

وهو خطأ لأن الناس تعلم ان ما‮ ‬يحدث مجرد مسلسل‮ ‬يعتمد علي سيناريو ضعيف،‮ ‬ومهلهل،‮ ‬لأنه بمجرد عودة الهدوء الي الوطن،‮ ‬سوف نعود الي ما كنا عليه،‮ ‬والعمل بنظام التلميع للمقربين والتهميش للمعارضين،‮ ‬وتحيا مصر العربية‮.‬