رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انتصرت السينما التسجيلية.. وغابت الروائية

بوابة الوفد الإلكترونية

«ميدان التحرير» كان في عام 2011 بمثابة أكبر دار عرض.. استحق الميدان ان يعلق علي كل المداخل لافتة كبيرة مكتوبا عليها «كامل العدد» وبينما يمتلئ الميدان بالناس بكل الأشكال والأطياف السياسية غاب الجمهور عن دور العرض السينمائي.

ولا خلاف ان هناك عددا من شركات الإنتاج دفعت بأفلامها إلي دور العرض رافضة الخضوع والاستسلام لضغوط المشهد السياسي، مثل كريم عبدالعزيز الذي تحمس لعرض فيلمه «فاصل ونعود» وبكل أسف لم ينجح الفيلم في تحقيق إيرادات تليق بحجم نجومية كريم عبدالعزيز.. وبمرور الأيام كانت الأحداث تهدأ ثم تشتعل من جديد وكان المنتجون يخافون المغامرة بإنتاج أفلام قد يتآمر عليها شباك التذاكر.. وفي المقابل المغامرة من جانب عدد من المنتجين، فضل المخرج خالد يوسف الابتعاد بفيلمه الممتلئ شجن «كف القمر» عن الساحة السينمائية ولكن حبال الانتظار لم تكن طويلة، حيث طرح الفيلم تجارياً بعد عرضه في مهرجان الإسكندرية السينمائي.. وكانت المفاجأة ان يفشل «كف القمر» في تحقيق إيرادات تليق بأسماء صناعية أمثال: خالد صالح ووفاء عامر، وسحب الفنان أحمد حلمي البساط من تحت أقدام الجميع وفسر الخبراءوالمهمومون بصناعة السينما الموقف بأن الجمهور يبحث عن ابتسامة تدفعه دفعاً للخروج من الأزمات والمحن التي تلاحقه. وشهد عام الثورة أيضاً انتعاش الإيرادات لأفلام ساذجة وسطحية مثل «شارع الهرم» الذي جمع بين دينا وسعد الصغير.
وعن حال السينما تحدث للوفد السيناريست بشير الديك قائلاً: من وجهة نظري السينما في هذا العام توقفت وتقدم للإمام شكل السينما التسجيلي، ومنها فيلم 18 الذي يضم عشر قصص وحكايات تجسد روح ميدان التحرير وليست روح الثورة.. وأضاف بشير الديك قائلاً: يجب الاعتراف بأن السينما توقفت وبدلا من النظر إلي الأمر علي انه كارثة يجب اعتبار فترة التوقف.. فترة لمراجعة النفس وتعديل صورة وموضوعات السينما.. وأمر طبيعي ان تغيب وتختفي السينما الروائية عن المشهد تماماً لان الفيلم الروائي يعتمد علي قراءة التفاصيل والاستغراق في ملامحها.. وحتي الآن لم تكتمل الثورة ولم تنجح في تحقيق أهدافها.. السينما مرآة حقيقية للواقع.. وما دام الواقع غامضاً وعائماً يصعب علي صناع السينما تقديم أعمال جادة. وواصل بشير الديك كلامه مشيراً إلي ان هناك عددا كبيرا من المنتجين فضل الانسحاب ومراقبة

المشهد خوفاً من الدخول في مغامرة إنتاجية يدفع ثمنها غالياً.. وأكد بشير الديك ان في الأيام القادمة سوف تنتعش صناعة السينما وسوف نجد أفلاما تعبر عن ثورة يناير وتطرح موضوعات تحترم عقل ووعي المتلقي.
ويري المخرج الكبير محمد خان انه أمر طبيعي ان يتراجع مؤشر الإنتاج للخلف.. لان السينما صناعة تعتمد علي رأس المال والخسارة تعني انهيار رأس المال.. أما علي مستوي الإبداع والطرح فلا يعقل أبدا ان نقدم أعمالا عن الثورة وهي مازالت بلا ملامح ومازال المستقبل غامضاً.. الفيلم الروائي يحتاج الصبر ويحتاج تفاصيل.. ولكن شاهدت تجارب تسجيلية جيدة مثل فيلم التحرير 2011 «الطيب والشرس والسياسي» ونجح عدد من صناع السينما التسجيلية في رسم روح ميدان التحرير ورسم ملامح الثورة التي علق عليها المصريون آمال كبيرة في الانتقال من واقع تفوح منه رائحة الفساد إلي واقع جديد ينتصر فيه الحق وتسوده قيم العدالة.
تحدث السيناريست طارق عبدالجليل قائلاً: أري ان فيلمي الأخير «صرخة نملة».. تنبأ بالثورة رغم انه عرض بعدها.. وأري انه فيلم جيد لانه يشتبك مع الواقع السياسي المرتبك.. لكن في اعتقادي: السينما في عام الثورة دفعت الثمن لان الإنتاج تراجع وخسرت شركات الإنتاج مبالغ مالية كبيرة بسبب حظر التجوال الذي أدي إلي تقليل عدد الحفلات.. ولكن هناك تفاءلا كبيرا ربما يحدث بعد استقرار الوضع السياسي.
واختتم طارق عبدالجليل كلامه مؤكداً أن السينما بعد الثورة تحتاج إلي تصحيح المسار وتحتاج أيضاً إلي العودة إلي حضن الدولة