رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مولد يا دنيا

بوابة الوفد الإلكترونية

استمعت منذ أيام قليلة علي قناة نايل سينما بمشاهدة فيلم «مولد يا دنيا»، وتذكرت الأيام الجميلة للسينما الاستعراضية. الفيلم إنتاج 1975 بطولة عفاف راضي ومحمود يس وعبدالمنعم مدبولي ولبلبة وتوفيق الدقن

وسعيد صالح ومحيي إسماعيل ومحمد نجم وسيف الله مختار وإخراج الراحل حسين كمال.
هذا الفيلم توافرت لديه جميع مقومات النجاح من تمثيل وإخراج وأغنيات وإنتاج وموسيقي علي أعلي مستوي، وبالفعل كانت لدينا سينما حقيقية، فتصور فيلماً يشارك في وضع أغنياته بليغ حمدي ومحمد الموجي وعمار الشريعي والأغنيات تأليف الفارس مرسي جميل عزيز، كل شيء في هذا العمل كان موظفاً وله دور حتي الحصان كان له دور رئيسى في الفيلم، وغنت له عفاف راضي «يهديك يرضيك» والصوت الرائع عفاف راضي إحدى الفلتات في تاريخ الأغنية المصرية.
شهد هذا الفيلم لأول مرة الفنان الكبير الراحل عبدالمنعم مدبولي مطرباً وليس مؤدياً بأغنية «طيب يا صبر طيب» ألحان الموسيقار الكبير عمار الشريعي الذي وضع فيها موسيقي ارتجالية. وأذكر أن مدبولي استطاع بهذه الأغنية أن يبكي كل من شاهدها في دور العرض السينمائى.
الفيلم يحمل قيماً جميلة في كيفية تربية الشباب وأيضاً إبعادهم عن الجريمة بالفن الراقي، وإصرار محمود يس علي النهوض بهم وانتشالهم من حياة الظلام  لماذا لا تقدم السينما هذا النموذج حالياً، ونحن نعيش عصر أطفال الشوارع.
أذكر كنت طفلاً حينما عرض هذا الفيلم وحقق نجاحاً مدوياً، ولم تكن لعفاف راضي أي

تجربة سينمائية قبل هذا الفيلم. ولكن كان هناك مخرج عبقري اسمه حسين كمال كان حدوتة في تاريخ السينما المصرية.
أين نحن من السينما الاستعراضية التي غابت تماماً ربما بفعل فاعل؟ من يشاهد تلك النوعية من الأفلام يصاب بالحسرة علي السينما التي تعرضت لإنتاج أفلام عن العشوائيات والدعارة والإسفاف وغاب تماماً الإنتاج الراقي. والفنان المحترم من السينما بعد رحيل العمالقة. «مولد يا دنيا» سيطبق حالياً علي أحوال المجتمع المصري أصبحنا نعيش في مولد كبير في كل شيء. وضاعت القيم النبيلة حتي بعد قيام ثورة 25 يناير. «مولد يا دنيا» سيظل علامة من علامات السينما الجميلة، ومن الصعب أن تعود في ظل هذه الظروف التي تحكمها المادة والفن الرديء وغياب المواهب الحقيقية في عالم الموسيقي والغناء. وسدة النفس الموجودة لدي المواهب الحقيقية في مصر منير والحجار والحلو وهاني شاكر وتجاربهم السينمائية محدود للغاية ونتساءل متي تعود سينما مولد يا دنيا.