رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"واحد صحيح"... بوكيه من الورد الصناعى فى ورق سوليفان

بوابة الوفد الإلكترونية

لم يخرج السيناريست «تامر حبيب» فى معظم ما قدمه من أعمال فنية للسينما أو للتليفزيون،

من إطار العلاقات الاجتماعيه المتشابكة التى تدور بين أشخاص ينتمون لطبقات اقتصادية متميزة، ولا يعانون سوى من الفراغ ومشاكل الحب! تلك العلاقات التى سبق له وأن طرحها فى «سهر الليالى» الفيلم الذى أحدث ضجة فى حينه وضم للمرة الأولى والأخيرة ثمانية أبطال من جيل الشباب، صار جميعهم نجوماً بعد ذلك! وفى أحدث أفلامه «واحد صحيح» يعتمد تامر حبيب على نفس المعادلات الدرامية التى قدمها سابقاً، بينها العلاقة المحورية التى تعتبر النقطة الساخنة، والتى أحدثت الإنقلاب الوحيد فى العلاقات التى سارت فى خطوط إفقية طوال الوقت، عبدالله «هانى سلامة» يعمل مهندس ديكور ناجحا ومتميزا، ومحط اهتمام الجميع خصوصا النساء، يعمل مع صديق عمره «عمرو يوسف» الذى يبدو فى حالة تحفز دائمة ضد عبدالله ويكن له مشاعر غامضة، والحكاية أن نادين أو» بسمة» زوجة عمرو يوسف تحب «عبدالله» من طرف واحد، ولكنها ارتضت أن تكون صديقته «الأنتيم» التى يخصها بكل أسراره ويعتبرها أقرب الناس إليه، دون أن يدرك أن حياتها الزوجية قد ارتبكت وتصدعت بسببه، ألا تذكرك تلك العلاقة بشبيهتها فى سهر الليالى؟ بين الثلاثى حنان ترك وأحمد حلمى وخالد أبوالنجا!
عبدالله أو هانى سلامة هو الشخصية المحورية، التى تدور بقية الشخصيات فى فلكها، تقترب أحياناً وتبتعد أحياناً أخرى، يحمل كل صفات الدون جوان، وسيم وثرى وناجح، ومتعدد العلاقات العاطفية، ويبدو طوال الوقت وكأنه يبحث عن شىء لا يجده، ورغم أنه يبدو مستهترا يقتنص اللحظة، إلا أنه يشعر بالاحتياج الحقيقى للحب، ولا يجده إلا عند أمه «زيزى البدراوى»، التى تدلله كطفل صغير، وتبحث له عن زوجة، وصديقته الأنتيم «نادين» التى تحبه فى صمت، ويعتبرها أقرب الناس إلى قلبه، ويبوح لها بما يعجز عن بوحه لأصدقائه الرجال، علاقة متشابكة ومعقدة لكنها جميلة، وتعتبر من أفضل ما قدمته السينما فى السنوات الأخيرة، لفرط صدقها، الخيط الرفيع الذى يفصل بين الصداقة والحب، وتدخل فريدة أو «رانيا يوسف» حياة عبد الله، وهى سيدة مجتمع متزوجة من ثرى شاذ جنسيا «زكى فطين عبد الوهاب»، اتفقا معاً على أن يكون لكل منهما حياته الخاصة، ويحتفظا أمام الناس بالمظهر الاجتماعى المناسب الذى يخدم أغراض كل منهما، ويبدو أن «رانيا يوسف» لم تلحظ التشابه الشديد بين شخصية فريدة، وبين» صافى سليم التى قدمتها فى مسلسل «أهل كايرو» فكل منهما تنحدر من طبقه شعبية وبيئة «واطية»، تتخذ من أنوثتها سلماً تصل به إلى درجات أعلى اجتماعياً، وتكاد تتطابق علاقة «صافى سليم» بأسرتها التى تستغلها وتعيش على «قفاها»، بشخصية فريدة فى «واحد صحيح» نفس الأداء والشراسة التى تبديها تجاه أفراد أسرتها، وكإنها قطة شارع فى حالة شجار دائم، من أجل الحفاظ على لقمة خطفتها من صندوق قمامة!
أما مريم أو «ياسمين رئيس» فهى مذيعة شابة، تلتقى بعبد الله أثناء لقاء تليفزيونى تجريه معه، وتقع فى هواه وتتمناه زوجاً، وتساعدها والدة «عبد الله» على الإقتراب منه، فهى تراها زوجه مناسبة لابنها الوحيد، ولكن على طريقة أغنية عبد الوهاب «بفكر فى اللى ناسينى، وبنسى اللى فاكرنى»، تتجاهل مريم حب زميلها فى البرنامج، وتحاول التقرب من عبد الله الذى لا يشعر بوجودها، أو يعاملها كطفلة صغيرة! وتبقى العلاقة الأشد اضطراباً فى حياة «عبد الله»، تلك التى تربطه بأميرة «كنده علوش» الفتاة المسيحية، التى تعانى من عقدة، نتيجة اعتناق والدها الإسلام، وزواجه من أرملة مسلمة، مما يؤدى إلى تفتت أسرتها، ولذلك فهى ترفض أن تخوض

نفس التجربة مع عبد الله، وتهرب من حبه باللالتحاق بالدير، بعد أن تصبح راهبة!
فيلم «واحد صحيح» أول تجربة سينمائية للمخرج هادى الباجورى، بعد أن قدم منذ عامين تجربته الفريدة والبديعة فى مسلسل «عرض خاص»، بنجوم أقل شهرة، ولكن التجربة كانت أكثر دفئاً، وربما يكون الشىء الذى يفتقده فيلم واحد صحيح، يكمن فى غياب عنصرى الزمان والمكان، فالأحداث تدور فى أماكن مغلقة «شقق فاخرة وفيلات أنيقة» ولم نلمح الشوارع إلا فى مشهد أو اثنين، بحيث يعجز المشاهد، أن يحدد بالضبط المدينة التى تقع فيها تلك الأحداث، فالفيلم يهتم بجماليات الصورة «الديكور والتصوير» دون تحديد لخصوصية المكان، فيبدو الأمر مثل الزهور الصناعية المغلفة بورق سلوفان، خصوصاً مع عدم تحديد زمن الحدث، الذى يمكن أن يعود بنا إلى عشر سنوات فاتت، أو عشرة قادمة، فقد حدث عزل كامل للشخصيات داخل عالمها الإفتراضى الذى لا يعبأ بما يدور خارج الشقق والفيلات والمكاتب الفاخرة التى تتحرك داخلها!لو كنت من مشاهدى حلقات الست كوم التى تدور فى ديكورات محدودة، ستجد اهتماما بالغا بتحديد مكان الحدث، فى حى مانهاتن كما هو الحال فى الأصدقاء أو الجنس والمدينة أو غابة أحمر الشفاة أو غيرها من حلقات الست كوم الأمريكية الاجتماعيه! أما فى فيلم واحد صحيح فانت لا تعرف ان كانت هذه الأحداث تدور فى القاهره او الإسكندرية أو بيروت أو دبى أو أى مدينة ينطق أهلها اللغة العربية!
هانى سلامة يعود الى لحظات تفوقه التى غاب عنها بعد فيلم «إنت عمرى»، كندة علوش قدمت وصلة من البكاء المستمر للتعبير عن حالة القلق التى تعيشها والصراع الذى يعتمل داخل نفسها، بين عشقها الشديد لعبدالله وخوفها من الارتباط برجل من دين مختلف! رانيا يوسف لم تقدم جديدا عما سبق وقدمته فى مسلسل أهل كايرو، ياسمين رئيس وجه جميل وأداء بسيط وقدرة على التلون، خصوصا وإنها تبدو هنا مختلفة تماما عما قدمته فى مسلسل «عرض خاص» وفيلم إكس لارج، أما بسمة فهى صاحبة أنضج أداء، فهى تحاول ان تلعب دور الصديقة والأم وتخفى عشقها الشديد لعبدالله وتخشى أن تبوح بما يعتمل داخل صدرها حتى لا تفقده تماماً، وكان محمود حميدة حاضراً بقوه رغم أنه لم يظهر فى الفيلم إلا بصوته فقط، حيث أدى دور والد أميرة الذى غير ديانته ليرتبط بالمرأة التى أحبها!