رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مظاهرات الغضب تؤجل عشرات الألبومات

جاءت مظاهرات الغضب التي اشتعلت في الشارع المصري عصر الثلاثاء الماضي، لتعصف في طريقها بخطط شركات إنتاج الكاسيت وأحلام المطربين في طرح ألبوماتهم،

خاصة أن هناك ما يقرب من 10 ألبومات غنائية كانت معدة للطرح خلال هذه الأيام، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن لأن الشارع المصري والعربي غير مهيأ خلال هذه الفترة لاستقبال أي ألبومات غنائية، خاصة أن الأحداث التي شهدها الشارع المصري لم تكن الوحيدة في وطننا العربي، فالعواصم العربية تقر بأحداث متشابهة مع الفارق بيروت تشهد حالة من التوتر في أعقاب تكليف نجيب الميقاتي بتشكيل الوزارة خلفاً لسعد الحريري، وتونس صاحبة شرارة بداية الغضب مازالت تعاني، وتجاهد ضد الفاسدين والباقين من النظام السابق، والأردن بها احتقان بسبب الغلاء، وكذلك الجزائر، والمغرب وهذا يعني أن الوطن العربي من المحيط إلي الخليج غير مهيأ تماماً لأي حالة من السمع، ولا صوت يعلو فوق صوت طبول المظاهرات أو الاحتقان في الشارع العربي.

أول المطربين الذين كان من المقرر أن يطرح ألبومه ليلة الأربعاء الماضي، هو المطرب الكبير علي الحجار، وعنوانه »معلش«، والذي يتعاون فيه مع مجموعة من كبار الملحنين منهم أحمد الحجار وفاروق الشرنوبي وأمير عبدالمجيد وهالكوت زاهر من كردستان ومن الشعراء إبراهيم عبدالفتاح وناصر رشوان ووائل هلال وعصام عبدالله ورضا أمين.

ويضم 12 أغنية هي »شفت يا قلبي« و»حبيت من سنة« و»السكر غلي« و»من الآخر« و»انسي حاجات« »ولا حد خالي« و»بقدر علي الدنيا« و»رجعنا لبعضنا« ويعيد رائعة سيدة الغناء العربي »حانة الأقدار« بتوزيع جديد للفنان يحيي الموجي، ومن المعروف أن الأغنية ألحان الموسيقار الكبير محمد الموجي، وكلمات طاهر أبوفاشا، وهو من إنتاج علي الحجار، وصوت القاهرة وهناك أكثر من موعد جديد لطرح الألبوم الأول في حالة هدوء الأوضاع، وإقامة معرض الكتاب في موعد سوف يطرح الألبوم خلال أحد أيامه والموعد الثاني هو 14 فبراير ليلة عيد الحب، وهو الموعد الأرجح حتي الآن، وكانت صوت القاهرة قد بدأت بالفعل في طرح بوسترات الألبوم لدي منافذ البيع التابعة لها في كل المحافظات، والبالغ عددها 54 منفذاً.

ومن جانبه، أشار الحجار إلي أنه أجري مشاورات مع صوت القاهرة، واتفق علي ضرورة التأجيل لحين عودة الهدوء، وأضاف أن أمر التأجيل لا يقلقه لأن ما يهمه هو وصول الألبوم للناس في الوقت المناسب.

وكان أول المتضررين من الأحداث التي اجتاحت الشارع العربي هو المطرب التونسي صابر الرباعي الذي كان من المقرر طرحه قبل أسبوع لكنه قرر تأجيله لحين هدوء الأوضاع في وطنه تونس، مؤكداً صعوبة خروجه من تونس خلال هذه الفترة التي يعاني فيها وطنه، خاصة أن الألبوم يحتاج منه التنقل بين أكثر من عاصمة عربية منها القاهرة، وبيروت للاطمئنان علي الدعاية، خاصة أنهما العاصمتان الوحيدتان الأكثر أهمية في عالم الغناء ومنهما تنطلق توقيعات النجوم علي عملية طرح الألبومات.

كاظم الساهر كان من المقرر أن يطرح ألبومه نهاية هذا الشهر لكن الشركة المنتجة ربما تقرر تأجيل طرحه إلي عيد

الحب أيضاً للخروج من المأزق، خاصة أن الألبوم حدد له أكثر من موعد من قبل منها ليلة رأس السنة الميلادية، وتم التأجيل في اللحظات الأخيرة.

آمال ماهر من المطربات اللاتي تأثرن بالأوضاع، خاصة أن ألبومها مُعد تماماً للطرح، لكن الشركة المنتجة قررت التأجيل إلي الربيع المقبل في محاولة منها للهروب مما يحدث.

وتأتي هذه الأحداث التي يمر بها الشارع العربي لتزيد أوجاع صناعة الأغنية في مصر التي تعاني من ركود كبير بسبب القرصنة التي تقوم بها العديد من المواقع الغنائية عبر الإنترنت، والتي تطرح ألبومات نجوم الغناء من خلالها بمجرد طرحها في الأسواق، وهو ما يتيح لأي متصفح لهذه المواقع، تحميل هذه الأغاني بلا مقابل، وبالتالي تحدث خسارة كبيرة للشركات بسبب تراجع المبيعات، ولغة الأرقام تقول إن أهم مطرب في العالم العربي لا تزيد حجم المبيعات الخاصة به علي 30 ألف أسطوانة وعائد هذا الرقم، لا يغطي نفقات أي عنصر من مفردات الإنتاج سواء الدعاية أو أجور الملحنين، والشعراء، أو حتي طبع البوسترات الخاصة بالألبوم، وبالتالي تحدث الكارثة، ومن هنا جاءت أحداث يوم الغضب في القاهرة لتضع شركات إنتاج الكاسيت، والمعنيين بصناعة الأغنية في مصر، والعالم العربي في مأزق كبير، قد يمتد تأثيره إلي الصيف المقبل، لأن بعض الشركات سوف تؤجل طرح الألبومات إلي الموسم الصيفي، وبالتالي يحدث تكدس سوف ينعكس علي حركة البيع والشراء.

في المقابل، تأثر تأجيل طرح الألبومات يضر بمصالح بعض المطربين الذين يعتبرون أن انتشار أغاني الألبوم حتي، ولو من خلال مواقع الإنترنت يؤدي إلي زيادة الطلب عليه في الحفلات التي تقام داخل وخارج مصر، وبالتالي يتم تعويض خسائرهم المادية خاصة أن شركات الإنتاج تشترط الآن في تعاقداتها بالحصول علي نسبة من أجر أي مطرب في الحفلات التي يشارك فيها المطرب، وبالتالي فهناك منفعة متبادلة، وأي تراجع يؤثر علي الطرفين، ومن هنا جاءت عاصفة الغضب لتقضي أيضاً علي أحلام المطربين والشركات والكل في انتظار أمل جديد.