رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عادل إمام‮ ‬يسترد مكانته علي‮ ‬القمة



منك لله ياعادل .. جملة أطلقتها سيدة كانت تجلس جوارى فى قاعة السينما، ولما نظرت إليها وجدتها "تتشحتف" من البكاء فى صمت، وتحاول ان تخفى دموعها عن أطفالها الذين اصطحبتهم معها، لمشاهدة فيلم زهايمر، أحدث افلام عادل إمام! ولم تكن تلك السيدة الوحيدة التى غمرها هذا الإحساس العميق بالشجن فقد انتقلت الحالة لمعظم من كانوا فى القاعة على كثرتهم، كان ذلك فى العشرين دقيقة الأولى من بداية الفيلم، قدم خلالها عادل إمام واحدا من أهم الشخصيات التى لعبها فى السنوات الاخيرة، وخاصة هذا المشهد الذى يجمعه مع زميله ورفيق مشواره الفنى"سعيد صالح"، ذهب محمود شعيب او عادل إمام الى مستشفى خاص لزيارة صديقه القديم، الذى يعانى من مرض ألزهايمر، وتمنى أن يعرفه هذا الصديق ويتبادل معه حديث الذكريات ويستعيدان معاً حكايات الأيام الخوالى، ولكنه يجد هذا الصديق »فاصل تماما«، وقد خانته ذاكرته، وسأل صديقه عادل، هو أنا خلفت؟ ويجيبه عادل أو محمود شعيب ايوه، فيقول سعيد صالح، أمال ولادى فين؟ماحدش منهم بييجى يزورنى ليه؟ ويلحظ عادل أن صديقه يبول على نفسه، ومديرة دار المسنين "إسعاد يونس" تؤنب الممرضة وتقول لها انت ليه مش ملبساه البامبرز؟؟ وهنا لايطيق محمود شعيب ما سمعه ويتساءل بين نفسه "البامبرز"، ويخرج من المكان ودموعه تتساقط حسرة على صديق عمره، وخوفاً من أن يصيبه نفس المرض "ألزهايمر"! وكان محمود شعيب قد استيقظ من نومه فى أحد الايام على صوت الممرضة الشابه"منى" أو نيللى كريم تطالبه بأخذ الدواء، ينظر اليها بدهشة وكأنه يراها للمرة الاولى، وتؤكد له انها ممرضته منذ عامين، وأنها تشرف على علاجه، ولكنه يرفض ان يصدق مرضه، وينزل الى الدور الاول من الفيلا الكبيره التى يسكنها ويجد خادمته إجلال "إيمان السيد" تلقى  عليه تحية الصباح، ويصاب بالانزعاج ويؤكد لها انه لايعرفها، ثم يلتقى بالجناينى وماسح الاحذية، ويحاول ان يتذكر إياً منهم، ولكنه يعجز عن ذلك، ويتهلل وجهه عندما يلتقى بحارس الفيلا"ضياء مرغنى" فهو الوحيد من بين هؤلاء الذى يعرفه ويعرف اسمه، ويحاول محمود شعيب ان يغادر الفيلا، ولكنه يكتشف وجود بودى جارد ضخم الجثة يمنعه من الخروج، بأوامر من ابنه الاكبر"فتحى عبد الوهاب"، وفى كل مرة يحاول فيها الهرب من الفيلا، يعيده البودى جارد، وأخيرا يفلت من هذا الحصار ويذهب الى صديقه أحمد راتب الذى يؤكد له أنه مريض بالزهايمر ويعالج منذ عامين، ثم يذهب الى صديقه سعيد صالح ويعود الى منزله مهموما حزينا، معتقدا انه مصاب بهذا المرض اللعين الذى افترس ذاكرته وحوله الى إنسان بلا ماض ولا حاضر! فيصاب بحالة من الهم العظيم، وتحدث صدفة غير متوقعة تؤكد لمحمود شعيب أنه يعيش فى مسرحية هزلية من تأليف أبنائه "فتحى عبد الوهاب" وأحمد رزق ، اللذين رفعا قضية حجر على والدهما ليتمكنا من وضع أيديهما على ثروته، بعد أن حاصرتهما الديون وأصبحا مهددين بدخول السجن! ولم يجدا أمامهما إلا حيلة إيهامه بأنه مريض بالزهايمر، وقاما باستئجار فريق من الممرضة والخدامة والجناينى وبعض ممثلى الأدوار الثانوية لإقناعه بأنهم أصدقاؤه، ولكن الاب "عادل إمام ينجح فى  قلب المسرحية على من قام بتأليفها وتلقين ولديه درساً وإعادة تربيتهما من جديد، باستخدام نفس الأشخاص الذين شاركوا فى المسرحية الاولى! وسوف تكتشف ان السيناريو الذى كتبه نادر صلاح الدين مقسوم الى نصفين الاول يعتمد على المفاجأة، حيث يعيش المتفرج نفس مراحل اكتشاف الحقيقة مثل البطل تماماً،أما النصف الثانى فهو يقوم على المفارقة، حيث يعرف الجمهور أن عادل إمام "بيشتغل" ولاده، ويقنعهم بأنه مريض بجد، ويقوم بإعداد

مقلب يطلع من "نافوخهم"، يعلمهم فيه الأدب ويربيهم من جديد، وفى النصف الثانى من الفيلم فوجئت بالسيدة التى تجلس جوارى وكانت تبكى فى المشاهد الاولى، وقد تخلت عن وقارها وأخذت ترفس من الضحك هى وأولادها، مثلها مثل بقية جمهور الصالة! ولن أفسد عليك الحكاية بسرد اهم تفاصيلها و"تبقى تتفرج عليها براحتك"،ولكن مايهمنى هنا، هو الحديث عن عادل إمام هذا الفنان الاستثنائى الذى لاتملك إلا أن تحبه وتعشقه وقبل ذلك تحترم مسيرته،فهو نموذج نادر بين نجومنا، ويكاد يكون الوحيد بل هو الوحيد فعلاً "ربنا يديله الصحة" الذى استطاع المحافظة على مكانته الفنية، طوال مشواره الذى امتد من منتصف السبعينيات الى يومنا الحالى، ويعتقد البعض أن عادل إمام كان طريقه مفروشا بالورود أو أنه يسير على سجادة مخملية، ولكنه فى الحقيقة أكثر نجم مصرى تعرض للهجوم والايذاء النفسى والمعنوى، ومع ذلك لم يسقط او ينهزم، ويكفى أن مؤسسة صحفية كبرى ظلت تحاربه مايرقب من عشرين عاما،ويتخصص نقادها وصحفييها فى الهجوم عليه، وكنت فى بداية عهدى بالصحافة أعمل فى  مجلة "آخر ساعه" التابعة لأخبار اليوم "ومازلت"، وكتبت يوماً عن فيلم الانس والجن الذى قدم فيه "عادل" شخصية جن شرير يسيطر على حياة فتاة أحبها "يسرا" ويحول حياتها الى جحيم لا يطاق! وأبديت أعجابى بقبول عادل إمام لهذا الدور الذى يعتبر "أنتى هيرو" ANTI HERO ضد منطق النجومية، بمعنى أن يلعب النجم شخصية كريهة يتمنى الجمهور هزيمتها ويصفق لفنائها فى نهاية الفيلم، وبعد كتابة المقالة فوجئت برئيس التحرير "وجدى قنديل" يرفض نشرها، دون أن يبدى لذلك سبباً مقنعا، وهمس لى أحد الزملاء، بأن رئيس التحرير مضطر الى ذلك، نزولاً على رغبة رئيس مجلس الادارة "إبراهيم سعدة" الذى كان بينه وبين عادل إمام، خصومة غير مفهومة، منع على أثرها، ذكر سيرته بالطيب لكن "اللى عايز يشتم مفيش مانع"! واستمر الوضع على هذا الحال طويلاً، وكان بعض الزملاء يتنافسون فى الهجوم على عادل إمام عمال على بطال لنيل الرضا السامى!حتى أن أحد نقاد المسرح، وكان قد وصل الى سن المعاش وكان يطمح فى سنوات تمديد إضافية، فقرر أن ينافق رئيس مجلس الإدارة بكتابة موضوع كبير تمد نشره فى اربع صفحات من مجلة آخر ساعة، يسخر فيها من تاريخ عادل إمام بعنوان زعيم على إيه؟؟ وفعلا نال الموضوع إعجاب إبراهيم سعده فمد للناقد