عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نجوم الفن يستعدون للهجرة إذا سيطر الإسلاميون

انتشرت فى الآونة الأخيرة نغمة نشاز تبناها بعض الفنانين، يعلنون فيها استعدادهم للهجرة النهائية من مصر  إلى دبى أو بيروت، إذا  قفز التيار السلفى الى حكم البلاد! وهؤلاء الذين غرفوا من من خير البلد يتخذون موقف الفئران التى تسارع بالقفز من السفن قبل أن تغرق،

إلا أنهم ولفرط غبائهم وضعف وطنيتهم لايستوعبون أن مصر أكبر من أن تغرق، وأن ما يحدث على ساحتها هو نوع من الفوران سوف يؤدى حتماً إلى  بداية عصر جديد، أفضل كثيراً مما عشناه طوال النصف قرن الأخير من الحكم العسكرى! بعد نكسة الجيش المصرى فى يونية 1967، توقفت الحركة الفنية تماما فى كافة استوديوهات السينما والمسارح بالقاهرة «هوليوود الشرق»، ولم يجد النجوم أى فرصاً متاحة للعمل، فهاجروا فرادى وجماعات الى بيروت وتركيا وسوريا، ولم يبق منهم أحد بعد أن فر كبيرهم وصغيرهم، بحثا عن لقمة العيش وخوفاً من بطش المخابرات التى كانت تتربص ببعضهم لتجنيده فى أعمال غير أخلاقية، وكان هؤلاء كالمستجير من الرمضاء بالنار، لأن ما قدموه فى خارج حدود مصر كان أعمالا فنية مهينة إلى حد كبير، لم يفكر أحد منهم فى ذكرها ضمن قائمة أعماله، وقد راهنوا على أن تلك الأفلام لن يشاهدها أحد، بعد ذلك نظرا لضعف توزيع الأفلام اللبنانية فى العالم العربى، ولكن سوء الحظ الذى لم يتوقعه أحد أن القنوات الفضائية التى انتشرت مع بداية التسعينيات، قامت بشراء مجموعة ضخمة من تلك الأفلام، وأصبحت تقتات عليها نظرا لرخصها الشديد «المادى والفنى»، مقارنة بالأفلام المصرية الخالصة، وأصبحنا نشاهد أفلاما شديدة السطحية من بطولة نيللى وسعاد حسنى ونبيلة عبيد  وشمس البارودى ومديحة كامل وفريد شوقى مع نجم السينما اللبنانية شوشو، الذى كانوا يعتبرونه أهم نجوم الضحك عندهم، وأراه ثقيل الدم للغاية، وبالطبع كان يسبق اسمه، أسماء نجومنا!

أما الفنانة شادية فقدمت مع صلاح ذو الفقار فيلم «خياط السيدات» وهو من بطولة الثنائى دريد لحام ونهاد قلعى عندما كان الأول فى بداية حياته ويشتهر بشخصية «غوار الطوشى» وكان أيضا غير هذا الفنان الجاد الذى نعرفه ولم ينقذ هذا الفيلم من الفشل سوى أغنية عالى فوق فى السما عالى، أحلى مكان صحرا او بستان التى لحنها بليغ حمدى غير تلك الاغنية لا تجد شيئا يستحق المشاهدة فى الفيلم، وبالتأكيد سوف يصعب عليك شادية وصلاح ذو الفقار وهما ورغم نجوميتهما يستسلمان لسخافة الإفيهات التى كان يلقيها غوار الطوشى أو دريد لحام!

وسط كل تلك الأفلام الرديئة لم يفلت إلا فيلم او اثنان أحدهما كان بطولة فاتن حمامة ومحمود يس باسم «حبيبتى» أخرجه بركات، ووضع له الموسيقى التصويرية الأخوان رحبانى وتلك كانت أفضل عناصر الفيلم، وكان الفيلم الثانى والأفضل هو بياع الخواتم الذى أخرجه يوسف شاهين ولعبت بطولته للمرة الأولى المطربة فيروز! بينما حقق ملك الترسو «فريد شوقى» نجاحا تجاريا

كبيرا مع الفيلم التركى «عثمان الجبار»!

وطبعا كانت هناك مجموعة كبيرة من الأفلام المسيئة للسمعة مثل «سيدة الأقمار السوداء»، و«ذئاب لا تأكل اللحم» ولعب بطولتها حسين فهمى وعزت العلايلى وناهد شريف وناهد يسرى، وقد أشيع وقتها أن نجوم هذين الفيلمين ظهرا فى مشاهد عارية ولكنهما عادا ليكذبا تلك الواقعة، وعلى كل حال يبدو أن رجال الدولة فى مصر، أدركوا أن وجود نجومنا فى بيروت وتركيا يعرض سمعة مصر للبهدلة، والإساءة فأصدروا قراراً بعودتهم وخاصة وأن بعضهم كاد يقع فى فخ الجاسوسية!!!!

هذه حكاية نقصد منها التذكرة فقط لعل الذكرى تنفع المؤمنين، وكما يقول المثل الشعبى الذى لا أحبذه ولا أحبه اللى خرج من داره اتقل مقداره، لأن كثيرا من أصحاب الفكر والعلماء المصريين خرجوا من ديارهم وحققوا نجاحا وسمعة طيبة فى الخارج ورفعوا اسم مصر عاليا، ولكن لأن نجوم التمثيل والغناء عندنا ليس بينهم عبقرى يمكن أن يهاجر الى أوروبا أو أمريكا ويحقق نجاحا يسعدنا ويسعده، فإن الهجرة سوف تكون شرقا لبلاد عربية تملك المال ولكنها لا تملك غيره، فليس فى دبى أو الكويت والسعودية نهضة فنية، وبيروت لا تنتج أفلاما إلا فى أضيق الحدود، وأفلامها تعبر عن مجتمعاتها وعن أحلام شعوبها ونجومنا للأسف لن يكون لهم دور فى تلك السينما، يبقى مفيش  قدامهم إلا المشاركة فى بعض المسلسلات الخليجية، التى تقدم بشروط المجتمع الخليجى، وهو مجتمع مغلق.

باختصار الذين يفكرون فى الهجرة إلى الخليج هرباً من احتمال توقف الإنتاج الفنى فى مصر، إذا سيطر التيار السلفى على مقاليد الأمور، لايملكون الثقافة أو وضوح الرؤية والبصيرة لأن هذا الاحتمال مستحيل حدوثه، وثانيا ياريتهم يهاجروا من دلوقت ويخلصونا، فربما تتحسن أحوالنا فهم لم يكونوا الا مجموعة من المنتفعين محدودى الموهبة، من الآكلين على كل الموائد، وما تحتاجه مصر فى أيامها القادمة نجوم شباب أكثر وعياً وثقافة وموهبة وحباً لمصر وشعبها.