رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مصطفي فهمي‮: ‬مصر في وضع لا تحسد عليه

ربما لم يكن هناك سبب ظاهر يدفعني لإجراء حوار مع الفنان رقيق المشاعر مصطفي فهمي سوي أنني كنت من المتابعين لبرنامجه الأسبوعي الاجتماعي‮ »‬أبيض وأسود‮« ‬مع المذيعة مها عثمان في أولي تجاربه في هذا المجال،‮

‬وكيف يناقش البرنامج قضايا مهمة وحساسة اجتماعياً،‮ ‬وهو ما دفعني إلي حواره‮.. ‬حول ما يعيشه مجتمعنا من معاناة سياسية واقتصادية واجتماعية وحالة الفوران التي يمر بها حالياً،‮ ‬ورأيه في دور أهل الفن في تجسيد معني المواطنة،‮ ‬وتطرق الحوار مع‮ »‬مصطفي فهمي‮« ‬لمنطقة الدراما والسينما التي نعيشها‮.. ‬وكانت ردوده تعكس حساً‮ ‬ثقافياً‮ ‬عالياً‮ ‬وتحمل ألواناً‮ ‬شخصية‮ »‬أبيض وأسود‮« ‬مثل عنوان برنامجه‮.‬

> ‬قبل التطرق لقضايا الفن‮.. ‬كيف تري الوضع في المنطقة العربية ومصر في هذه الأيام؟

‮- ‬ما نعيشه ويمر به مجتمعنا له أسباب كثيرة ربما يكون أولها هو أن هناك مخططاً‮ ‬لقلب الأوضاع العربية والإسلامية منذ الحرب العالمية الثانية،‮ ‬وتحديداً‮ ‬عندما أعلن اليهود أنهم لن يسمحوا بوجود محرقة أخري لهم،‮ ‬وعلي العالم أن يري عدواً‮ ‬آخر يصطدم به وبعد انتهاء الشيوعية لم يعد هناك عدو ظاهر للغرب سوي الإسلام وبلعنا نحن الطعم والمخطط ونجحوا في أن يضعونا كعدو أول لهم وربما عدو أوحد في العالم،‮ ‬حتي الدراما الأمريكية،‮ ‬أصبحت تصور كل من اسمه محمد وحسن وعلي،‮ ‬علي أنه إرهابي وبالتالي عندما جاءت أجيال جديدة في مجتمعهم أخذوا فكرة أن الإسلام هو عدوهم الأول،‮ ‬وحتي نحن سواء في العالم العربي أو الإسلامي لم نفكر في الرد وأصبحنا مجرد مستقبلين للأفكار وتاهت الوسطية والاعتدال الذي اشتهر به الإسلام منذ نشأته،‮ ‬وبالتالي تسللت هذه الفتن وهذا الطعم لمصر وعشنا ما نعيشه الآن من فوران للأوضاع‮.‬

‮> ‬لكن بالتأكيد الأوضاع المتردية اقتصادياً‮ ‬هي التي وصلت بالشعب لهذا الفوران؟

‮- ‬هي كلها حلقات متشابكة سواء في الوضع الداخلي أو الفتن التي تثار من الخارج وشعوبنا عاطفية تتأثر بسرعة مثل انتقال حمي الثورة في تونس وبدأت تظهر‮ »‬موضة‮« ‬لفت الأنظار بحرق النفس علي طريق المواطن التونسي،‮ ‬وهناك جانب آخر في اشتعال الفتنة،‮ ‬بسبب الخطب الجافة والدعوة للتعصب في الفضائيات والتي تفرد برامج لغير المؤهلين في الحديث عن الدين،‮ ‬وأضاف فهمي‮: ‬عندنا سبب أهم للحالة التي نعيشها أولها أننا شعب لا نقرأ سواء في مصر أو العالم العربي إلا ربع كتاب في العام مقابل أربعة أو خمسة كتب للشخص الغربي،‮ ‬بخلاف أن التعليم عندنا لا يرقي للمستوي المطلوب والنتيجة لا توجد ثقافة‮.. ‬فخريجو الجامعات‮.. ‬أميون،‮ ‬بخلاف إننا مستهدفون كدولة مهمشة في الشرق الأوسط وجميع هذه الحلقات طبيعي أن تؤدي لهذا الفوران الذي نعيشه لأننا في وضع لا نحسد عليه‮.‬

‮> ‬وهل تري بارقة أمل في إصلاح المجتمع وانتشاله من بركة الإحباط؟

‮- ‬لدينا جميع الإمكانيات التي تؤهلنا لذلك وينقصنا فقط كيف نستغل ونوجه هذه الإمكانيات ووضعها في مكانها الصحيح وإلا سنظل كما نحن مجرد شعب مستهلك وشباب يحمل مؤهلات عليا لكنه‮ »‬أمي‮« ‬وتزايد سكاني مستمر وكسل في كل شيء فهل يعقل أن دولة مثل مصر لم تقدم اختراعاً‮ ‬ويظهر للنور يفيدها ويفيد شعبها وأصبحنا مجرد دولة‮ ‬غير منتجة حتي السبحة وسجادة الصلاة نستوردها من الصين‮.‬

‮> ‬ولماذا يغيب دائماً‮ ‬دور أهل الفن في مثل هذه المواقف كما يحدث بالخارج؟

‮- ‬أعترف أن ما يقدم دوراً‮ ‬صورياً‮ ‬بالنسبة لأهل الفن،‮ ‬لكن هذا ما في يدهم لأن القضايا ربما تكون أكبر من ذلك ومشكلة مجتمع ولا يعالج هذا الوضع إلا التعليم ثم التعليم ثم الثقافة لأننا شعب لا يتعلم فنحن شعب‮ ‬غير مثقف‮.‬

‮> ‬كيف تري دور الدراما في معالجة مثل هذه القضايا الشائكة؟

‮- ‬الدراما المقدمة حالياً‮ ‬للتسلية وليست لحل المشاكل سواء ما يقدم في السينما أو التليفزيون فهي مجرد خيال‮ »‬يتسلي‮« ‬المشاهد ويجب أن ترتقوا بصناعتها حتي تصل لعملية التوجيه‮.‬

‮> ‬لكن أفلام العشوائيات أسهمت في نقل الصورة المفزعة التي يعيشها معظم الشعب المصري؟

‮- ‬بالمناسبة هذه الأفلام لا تستهويني ولا ترقي إلا أن تكون أفلاماً‮ ‬تسجيلية يذهب بها صناعها للمسئولين ولا تقدم هذه النوعية إلا للاستهلاك التجاري ونشر‮ ‬غسيلنا بحجة الواقعية ولم تقدم حلاً‮ ‬سوي إغراء المشاهد بمزيد من العنف ولم

يعد هناك نوعية الأفلام التي‮ ‬غيرت قوانين ورسخت قيماً‮ ‬في المجتمع،‮ ‬نذكر منها فيلم‮ »‬كلمة شرف‮« ‬وغيره‮.‬

وأضاف‮: ‬للأسف تحولت هذه الأفلام لظاهرة في السينما،‮ ‬ولم تقدم حلاً‮ ‬والنتيجة أننا فشلنا طوال السنوات الماضية،‮ ‬أن نحصل بفيلم مصري علي جائزة عالمية،‮ ‬بسبب انشغالنا في قضايا محلية لا تفيد،‮ ‬وأضاف‮: ‬أتذكر عندما كنت عضواً‮ ‬في لجنة تحكيم أحد المهرجانات،‮ ‬وكان يشارك فيها فيلم مصري،‮ ‬ورفضت لجنة التحكيم منح الفيلم جائزة لأنها لم تر فيه ما يهم أي شخص في العالم،‮ ‬إلا في مصر ولم يحمل صفة العالمية مثل ما تقدمه السينما الإيرانية والهندية‮.‬

‮> ‬هل هذه الأسباب هي التي دفعتك لأن تهجر السينما؟

‮- ‬بالتأكيد بجانب أنني أعترف بأن الجيل الحالي هو الأنسب والمطلوب للمشاهد وهو الذي تسلم المهمة للجيل الذي قبله والناس تذهب للشباب وليس الكبار ولكن ما أتمناه أن يراعي كتاب السيناريو وصناع السينما مساحة للنجوم الكبار مثل تجربة النجوم محمود ياسين ومحمود عبدالعزيز مع أحمد السقا في‮ »‬الجزيرة‮« ‬و»إبراهيم الأبيض‮«‬،‮ ‬وكذلك نور الشريف وأضاف‮: ‬لا مانع عندي في الوجود مع هذا الجيل في حالة توزيع عادل للأدوار،‮ ‬لكن حال السينما في‮ ‬غياب سينما الأكشن والكوميديا والاستعراض هي‮ ‬غير موجودة لأن ما يقدم من سينما الكوميديا لا يزيد علي كونه اسكتشات والأكشن لا يلاحق التكنولوجيا العالمية الموجودة في العالم‮.‬

‮> ‬ما رأيك في ظاهرة تضخم أجور النجوم والإنتاج الدرامي الحالي؟

‮- ‬نحن نعاني أزمة مهمة قبل الأجور،‮ ‬وهي‮ ‬غياب المواسم الدرامية التي انحصرت في رمضان فقط،‮ ‬ويجب توزيع الأعمال علي مدار العام،‮ ‬أما ضخامة الأجور فهي تنعكس بالسلب علي الإنتاج ولكن مع حق النجم في طلب الأجر الذي يريده وعلي المنتج أن يوافق أو يرفض،‮ ‬لكن ما يحدث لم يقابله جودة في الإنتاج،‮ ‬ويجب أن نعالج هذه القضية حتي تستمر الدراما في إخراج نماذج جيدة في الصورة والمضمون مثلما قدم لنا مخرجو‮ »‬الجماعة‮« ‬و»العار‮« ‬و»أهل كايرو‮« ‬أكثر الأعمال التي جذبتني‮.‬

‮> »‬أبيض وأسود‮« ‬برنامج اجتماعي فماذا أضفت له وماذا أضاف لك؟

‮- ‬البرنامج من النوعيات الاجتماعية التي شدتني بين عروض كثيرة،‮ ‬استفدت منه كثيراً‮ ‬من خلال التعلم من الخبراء الذين يحضرون البرنامج وعالجنا مشكلات كثيرة وهذا ما جعلني أركز في هذا البرنامج مع مذيعة مخضرمة مثل مها عثمان‮.‬

‮> ‬ماذا عن‮ »‬معالي الوزيرة«؟

‮- ‬سنبدأ التصوير خلال أيام وأقدم دور عضو مجلس شعب ورجل أعمال يصطدم بالوزيرة إلهام شاهين في قضايا رأي عام ثم يحدث تقارب بيننا ينتهي بمفاجأة‮.‬

‮> ‬وما الرسالة التي تحب أن توجهها لجمهورك في هذه الظروف؟

‮- ‬يجب أن نضع أيدينا في يد بعض وأن نصل بمصر لبر الأمان لأننا في مركب واحدة وعلينا الاجتهاد في التعليم والعمل والثقافة حتي نتحول إلي شعب منتج‮.‬