رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"حزلقوم" في الفضاء و"الديك في المزرعة" ومكي في خطر!

كثير من أبناء هذا الجيل وخاصة من يرتادون دور السينما المتواجدة في المولات التجارية، لا يعرفون «سينما علي بابا»، وهي دار عرض درجة ثالثة تقع

في شارع 23 يوليه «بولاق»، وتقدم ثلاثة أفلام في العرض الواحد،أي أنك تدفع ثمن تذكره وتشاهد ثلاثة افلام دفعة واحدة، ربما يكون من بينها فيلما أمريكي او هنديا، وكثير من عشاق السينما، بدأوا علاقتهم بها وشغفهم من سينما الدرجة الثانية والثالثة التي كانت منتشرة في كل محافظات مصر، قبل أن يتم الإعتداء عليها وتحويل معظمها الي جراجات او مقاه، أو هدمها وبناء عمارات سكنية! المهم ان سنوات الثمانينيات شهدت انحسارا لدور عرض الدرجة الثانية والثالثة، ولذلك فإن تفكير أحمد مكي في إحياء ذكراها، بتقديم فيلم باسم «سيما علي بابا»، يستحق التحية، وتقديمه لفيلمين في عرض واحد يستحق تحية أكبر، وخاصة وانه قد لجأ في كليهما الي تقديم نوع من الكوميديا التي تعتمد علي الفانتازيا، وهو لون لم تعرفه السينما المصرية إلا في قليل جدا من التجارب، معظمها لم يحقق نجاحا، لأنها ببساطه لم تقدم بالشكل المناسب، ثم الأهم من ذلك «وماحدش يزعل» نحن شعب يؤمن بمقولة اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش ونطبق ذلك في الفن كما نطبقه في السياسة، وهو أحد أسباب إستسلامنا البغيض لحكم رجل فاسد طبق علي نفسنا لمدة ثلاثين سنة، ولم نفكر في خلعه إلا مؤخرا، والمصيبة أن بعضنا أو الكثير منا لم يكن لديه أي مانع في إستمرار هذا الحاكم الفاسد ثلاثين عاما أخري، لان فقر الخيال جعلنا نعتقد اننا لن نجد شخص آخر يصلح للحكم! وفقر الخيال ايضا يجعلنا نستسلم لصيغ فنية مكررة وبليدة وخالية من الطموح والابتكار! وربما هذا أحد أسباب عدم إقبالنا علي أفلام الخيال العلمي، أو الخيال بوجه عام، رغم أننا ويا للعجب تربينا علي حكايات ألف ليلة وليلة، التي تمتلئ بقصص الجان اللي تطلعلك من فانوس قديم او من خاتم سليمان والسجاجيد الطائرة، وحورية البحر والعفريت ابو عين واحدة وأمنا الغولة، وغيرها من الشخصيات الخيالية، والغريب أن العالم أخذ منا حكايات ألف ليلة وحولها الي افلام سينمائية رائعة، ولكننا لم نفكر في ذلك، كما أننا لم نفكر في عمل افلام رسوم متحركة مثل الأمريكان والهنود والروس والصينيين وكافة شعوب الارض التي عرفت السينما مثلنا، بل اننا عرفناها قبل بعضها وكنا نفاخر ومازلنا بأن صناعة السينما عندنا يعود تاريخها إلي اكثر من مائة عام! ومع ذلك فإن افلامنا في معظمها تلف وتدور في حكايات اجتماعية مستهلكة، تفتقد الي الخيال والإبداع! ونعود الي فيلم سيما علي بابا، الذي اقدم علي قفزة هائلة راهن فيها أحمد مكي علي أن جمهوره من الشباب مستعد لتقبل الافكار المختلفة! فكان الجزء الاول من الفيلم محاكاة «بارودي» لسلسله افلام حرب الكواكب الأمريكية، والحكاية التي كتبها السيناريست شريف نجيب، اتهرست قبل كدة مرات عديدة في افلام بكل لغات العالم، وملخصها ان حاكم إحدي الدول يموت ويفكر رجاله الفاسدون في وضع شخص بديل، يشبهه تماما ويصبح ألعوبة في أيديهم، يتمكنون من خلاله السيطرة علي مقاليد الحكم، ونهب ما تبقي من ثروات البلاد، ولكن الشخص البديل ينحاز للشعب ويفسد خططهم، ولأن السينما لا تعتمد علي الحدوتة فقط، ولكن علي التفاصيل المختلفة التي يقدمها كل فيلم، ويتميز بها، فإن حزلقوم الشخصية التي ظهرت لأول مرة في فيلم لا تراجع ولا أستلام تعود للظهور مرة أخري ولكن في الفضاء، وفي إحدي المجرات البعيدة عن كوكب الأرض، حيث يتم

اختطاف حزلقوم، بواسطة رجال وزير حاكم كوكب «ريفو» هشام اسماعيل ليضعه مكان الحاكم الذي توفي، ولكن حزلقوم يخرج علي نص الخطة الموضوعة، ويحاول انقاذ اهل الكوكب وفضح خطة الوزير الفاسد. أحد النقاد يلوم «أحمد مكي» لأنه لم يقدم الافكار التي تروق للجمهور المصري! وينصحه بأن يعرف جمهوره، وهي نصيحة تشبه الكارثة لأن ببساطة لو كل فنان استسلم لها، يبقي ما حدش حا يفكر في تقديم أشكال وأنماط مختلفة، ولا مانع ان تفشل محاولات الابتكار ولكن لايجوز ان نلوم الفنان علي طموحه! الحكاية الثانية من فيلم سيما علي بابا، تدور في مزرعة للحيوانات بها بعض الطيور وكلب امين وعجوز وحكيم «لطفي لبيب»، وجدي متخاذل، وزوج من الارانب ودجاجة جميلة «إيمي سمير غانم» هؤلاء يعيشون في رعب دائم من هجمات عصابة يقودها ضبع شرير، هشام إسماعيل، يحضر مع اثنين من اتباعه للاستيلاء علي ما تنتجه المزرعة ويستولي علي الأرانب الصغيرة التي تلدها الارنبة الكبيرة، ويصل الي المزرعة ديك نصاب «أحمد مكي» ومعه صديقه الجرذ، يبحثان عن مكان يأويهما ويجدان في المزرعة ما يبحثان عنه، ولكن الديك يفاجأ بأن اهل حيوانات المزرعة يظنونه ديكا آخر كانوا ينتظرونه لإنقاذهم، وبعد أن يستيقظ ضمير الديك النصاب وخاصة بعد ان يقع في حب الدجاجة، يقرر مقاومة الضبع الشرير مهما تعرض لايذاء بسبب ذلك! وفكرة ان يلعب الممثل دور حيوان أو طائر، بعيدة تماما عن إدراك الجمهور المصري، وسبق للفنان يحيي الفخراني ان قدم شخصية ديك، في فيلم الحب في الثلاجة الذي كان الفيلم الاول في حياة المخرج سعيد حامد، وهو فيلم جميل حقا من إبداع السيناريست ماهر عواد ولكن للأسف لم يصادف نجاحاً، لأن الجمهور المصري يحب ماتعود عليه مهما كان متخلفا ورديئاً، ولا يميل للابتكار ولا يشجع الاختلاف، إلا لو جاء من الخواجة، ناقد تاني بيقولك الفيلم ده بتاع أطفال وكأن هذا سبة أو نقيصة مع أن تلك النوعية من الأفلام سواء قدمت من خلال الرسوم الكرتونية أو الممثلين «البني آدمين» تلقي نجاحاً مذهلاً في كافة بلدان العالم، ومثال علي ذلك سلسلة افلام الرجل الحديدي، وسوبرمان، وباتمان وسبايدر مان وغيرها وهي افلام تعتمد علي حكايات الأطفال ولكنها في نفس الوقت تنطلق من حقيقة أن داخل كل منا طفل من حقه ان يستمتع بالخيال مهما كان جنوحه وجموحه!