رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لبنى عبدالعزيز: أشعر أن الثورة صُنعت للبلطجية

حالة نفسية سيئة تعيشها الفنانة الكبيرة لبني عبدالعزيز بسبب عدم خروجها من منزلها وعدم قدرتها علي الخروج نهائياً منه، وتعاني من حالة رعب شديدة علي أقاربها

التي لم تتمكن من الذهاب والاطمئنان عليهم، وترفض أي عمل يعرض عليها دون النظر إليه لتخوفها من الخروج من المنزل، عندما تحدثت إليها دمعت عيناها لعدم قدرتها علي اتخاذ قرار هل تعود إلي أمريكا تعيش مع أبنائها في أمان أم تظل حبيسة حبها لمصر وتعيش محبوسة في منزلها.. أكدت لبني أنها منعت نفسها من الخروج من المنزل نهائياً، وأصبحت حياتها الآن متوقفة علي متابعة الأخبار للتعرف علي الأوضاع الحالية التي تعيش فيها مصر، وعلي صورة مصر في الخارج.
وقالت: لم أكن أتخيل أنني بعد غياب 30 عاماً خارج مصر أعود لها وأراها وصلت إلي هذا الشكل البغيض الفوضوي، فأنا متشائمة جداً مما حدث فليس هذا ما كنت آمله بعد هذه الثورة المجيدة، بلطجية في الشوارع يفعلون ما يريدون دون تدخل من المجلس العسكري أو الحكومة، فشعرت وكأن الثورة صنعت للبلطجية، ومن ناحية أخري الشرطة خايفة من الشعب وأصبح قانون الغابة هو السائد وهذه مصيبة كبيرة تضطر كل إنسان أن يخرج من بلده التي يحبها، فمن المفترض أن يكون هناك احترام للقانون وأن يحترم كل إنسان حقوق الآخر وحرية تفكيره والتعبير عن رأيه، فقبل ثورة يناير كنا لا نتحدث لأننا نخاف من حكومة موجودة وكنا نعرف خطوطنا الحمراء لكن الآن لا نعرف ما هي الخطوط الحمراء نحن لا نملك حرية لقول أي شيء وإلا يتم وضعنا في القوائم السوداء فلا يمكن أن نعيش مجتمعنا بالذراع. كل إنسان يفعل ما يريد من اغتصاب أطفال وسرقة سيارات، فمصر لم تكن يوماً بهذا الشكل ولم تكن أبداً ذات سيرة سيئة أمام العالم، أصبحت مصر الآن تستجدي أموالها من الخارج، والأغرب أن مصر الآن تلجأ للبلدان صاحبة البترول لتصرف عليها في الوقت الذي كانت مصر فيه تعطي الإنجليز معونة الآن أصبح «أهلها مش لاقيين ياكلوا» والمصريون يعملون خدامين في السعودية بعدما كانت بلدهم مصدرة لأهم المواد الزراعية.
عبرت الفنانة الكبيرة أيضاً عن حزنها الشديد لصورة مصر في الخارج وقالت: أكثر ما يحزنني الآن هو صورة مصر التي تدهورت في الخارج، فبعد التصريحات التي أدلي بها كل من أوباما وميركل وساركوزي بأننا أفضل ثورة في العالم لأنها كانت سلمية بكل ما فيها مما جذب احترام الناس في الخارج بعدما كنا فاقدين الاعتبار وصورتنا في العالم في العصر القديم لم تكن بالشكل المحترم الذي يسمح للكل أن يلتفت لنا، لكن كان لدينا علي الأقل شكل ديمقراطي حضاري نوعاً ما، الآن الصورة أصبحت أسوأ فأوقفنا مبارك في القفص علي سرير الموت وأسأنا لأنفسنا أمام العالم، ولا نملك قائداً يحكمنا، وحتي الجيش الذي كنا نتباهي به لا يستطيع حماية البلد لا يقبض علي البلطجية ويضعهم في السجون، حتي القنوات الأوروبية مثل «بي بي سي» و«فوكس نيوز» تقول إننا في مصر نقتل المسيحيين ولا نسمح لهم بالعيش مع الدولة التي ترفع الدين الإسلامي شريعة لها، وبأيدينا أوقفنا الصورة المتميزة في الميدان والمسيحي والمسلم يد واحدة، وأصبح الغرب يتعامل معنا علي أننا لدينا أزمة طائفية عنصرية.
وعن رأيها في المرشحين للرئاسة قالت لا يعجبني أحد من المرشحين حتي الآن، ما يهمني هو حاكم قائد يمسكنا بيد من حديد، قائد بعيد عن طنطاوي الذي لا نعرف عنه شيئاً ولا عصام شرف الطيب الذي يترك البلد

دون نظام، المسئولين عما وصلنا له لو كانت القوات المسلحة غير قادرة علي تحمل المسئولية فلماذا قبلتها، نريد رئيساً له ضمير صاح قادر علي حكمنا.
وعن موقفها من الثورات العربية قالت: عندما قامت ثورة يناير أرسل لي أبنائي من أمريكا فيزا السفر لكنني رفضت وشعرت أن هذه الثورة ستغير مصر بعدما كنا مفتقدين الذوق المصري في كل شيء وتخيلت أن الأمور ستتغير لأنني أحب بلدي لكنني فوجئت أننا افتقدنا الإنسانية كلها وتجردنا من كل شيء، فأنا كنت سعيدة أني سأري بعيني ثورة محترمة مثل هذه وكنت أتمني لو كنت موجودة في مصر وقت حرب أكتوبر 1973 ولكنني للأسف كنت في أمريكا لكني جئت إلي مصر وشعرت بروح الثورة لكن الآن عاصرت الثورة ونتائجها وحزنت لما آلت إليه، فكنت سعيدة أنها مرت سلمية وشعرت أن ثورتنا أفضل من ثورة تونس وليبيا واليمن وكل الدول لكنني وجدت أنهم جميعاً أفضل منا لأنهم رغم عيوبهم تمكنوا من التعامل جيداً مع ثورتهم لكن الشعب لم يأكل بعضه مثلما فعلنا في مصر.
وعن مستوي الفن قالت إنها لا يمكن أن تحاسب المسئولين عن تدهور الفن لأن البلد كلها تعاني حالة تدهور واضحة فلا يمكن أن أسألهم عن وسيلة الترفيه في حين أنهم يعانون من تدهور سياسي واقتصادي واجتماعي في كل شيء، الفن أحاسيس تخرج من المجتمع ومن الطبيعي أن يكون متدهوراً مثل كل شيء وأنا أرفض أن يكون الفن تابعاً للحكومة لأن الفن حر يريد أجنحة لينطلق وليس ليحترق، والمفترض أن يكون دور الحكومة فقط أن تدعمه مالياً وترفع يدها عنه، وفي الأساس سبب تدهور الفن في العصر البائد كان بسبب زيادة التدخل في الفن فأنا أتذكر العصر الذهبي للفن كان في الخمسينيات والستينيات لأن الحكومة وقتها رفعت يدها عن الفن نهائياً وكنا ننتج 150 فيلماً في العام الواحد، وننافس هوليوود والهند التي أصبحت تنتج أكثر من ألف فيلم في العالم ونحن ننتج 10 أفلام فقط وهذا بسبب تدخل الحكومة «وحشر الفن في السياسة بالعافية» لذلك أتمني أن يبتعد الفنانون عن الانشغال بالسياسة ويبدأوا في التفكير عن ثورة في الفن تقوم علي أساس سيناريو محترم وحرية في تناول الموضوعات وإنتاج بعيد عن الحكومة والأهم من كل ذلك لن نقدم أي شيء إلا بعد توافر الأمان.