رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زهرة العلا:السينما في كارثة والدليل "أنا بضيع يا وديع"

جميل ان تدفعك الظروف إلي لقاء وجه أو سماع صوت من الماضي.. ماضي تفوح منه رائحة القيم النبيلة.. رغماً عنك عزيزي القارئ سوف تعقد مقارنة بين الحاضر المليءبمتناقضات غريبة وبين صورة الماضي التي سمعنا عنها وتمنينا ان نكون جزءا من ملامحها. حاولت جاهدة لقاء الفنانة القديرة «زهرة العلا»

خاصة بعدما علمت بأنه سوف يتم تكريمها في الدورة 25 من مهرجان الإسكندرية السينمائي.. وعندما فشلت محاولاتي قررت الاتصال بها.. وجاءت نبرة صوتها بعيدة وكأنها تحاول التمسك بأشياء من الماضي وتحاول قراءة القادم من رحم الغيب من خلال الاصغاء لكل صوت يحدث حولها.. تحليت بالصبر وكنت في هذا الحوار مستمعة ومستمعة أكثر بالحديث مع زهرة تفوح منها رائحة الماضي لكنها تحاول عناق الحاضر بالدعاء بدوام الستر وحسن الختام .. وإلي نص الحوار:

* من أخبرك بالتكريم؟
- زوج ابنتي شريف هو من أخبرني انني من المكرمين في مهرجان الإسكندرية السينمائي شعرت بسعادة ليس فقط لان بلدي افتكرتني أخيراً بعد فترة طويلة من التجاهل، لكن سعادتي بسبب ان المهرجان سيقام في هذه الدورة بعد الأحداث التي تعاني منها مصر، لانني حزنت لإلغاء مهرجان القاهرة السينمائي فهو يمثل كرامة مصر وإلغاؤه في هذه الفترة الحرجة يؤكد ان مصر ليس بها سينما، ومهرجان الإسكندرية من الممكن ان يعيد مصر لريادتها لكنه للأسف لا يغني عن مهرجان القاهرة لاننا في احتياج لجذب السياح الي مصر - لانها فاتحة بيوت كثير.
* هل ترين ان هذا التكريم جاء متأخرا؟
- أنا لا انتظر تكريماً من أحد أنا أفنيت عمري في الفن، وقدمت أعمالاً كثيرة احترمت بها نفسي وجمهوري وعندما قررت الابتعاد عن الأضواء كان قرارا نهائيا ولم يؤثر معي ان يتم تكريمي لان جمهوري لم ينساني، «لاني مش مفتقدة الأضواء».
* هل فكرتي في استلام الجائزة بنفسك؟
- كنت أتمني ان أنزل لأقابل جمهوري لكنني للأسف غير مؤهلة صحيا لذلك وسأرسل ابنتي منال الصيفي لاستلام الجائزة وسأرسل لهم كلمة شكر في المهرجان.
* ما تقييمك للوضع السينمائي في مصر الآن؟
- في الحقيقة انا حزينة للمستوي الذي وصلت إليه السينما أنا لا أنزل الي قاعات العرض ولكنني أشاهد الأفلام في المنزل ودائما كنت أشاهد الأفلام الأجنبية فقط لأنني أشعر بأنها تقدم تقنيات حديثة وموضوعات جديرة بالاهتمام أكثر من السينما الحديثة، لكن للأسف الآن أنا مضطرة أن أشاهد الأفلام العربية نتيجة لانني لا أري الترجمة جيدا ولكني أري ان مستوي الفن المصري أصبح متردياً فشاهدت مؤخراً إعلاناً، لفيلم أنا بضيع يا وديع يقول فيه «مصركلها ماشية بالتعريض» كيف يصل مستوي الفن في مصر إلي هذه الإباحية في الحوار، وإذا كان الحوار المصري بهذا الشكل، فلماذا لا يختار المنتجون والمخرجون الممثلين فعندما كان يختار حسين كمال وحتي جيل الوسط أمثال عاطف الطيب الممثلين كان هناك مستوي جمال علي الأقل للممثلين الآن لم يعد هناك أي مقاييس للجمال وأي شخص يمكنه ان يمثل - حتي لو كان شكله وحش - أنا زعلانة من الجمهور ان يدفع في مثل هذه الأفلام أموالاً ليشاهدها، وإذا استمر الوضع علي هذا الشكل فلا عزاء للفن المصري بالكامل لأن السينما مرأة المجتمع وتردي مستواها هو ترد لمستوي الشعب في مصر.
* كيف ترين الوضع السياسي في مصر؟
- أنا حزينة علي المشهد السياسي في مصر وعلي البلطجية الذين سيطروا علي مصر دون وجه حق، فظاهرة الالتراس الغريبة أنا حزينة ان يصل مستوي الشباب بعدما فازوا بالثورة لهذا الوضع وأشعر بخوف كبير مما يحدث في الشارع فلماذا وصل الوضع الي هذا الشكل، عشنا في الستينيات والسبعينيات وكان هناك بلطجية وكان هناك موظفون لا يأخذون حقوقهم وكان الموظف يحصل علي 4 جنيهات يعيش بها مع زوجته في شهر كامل، ومع ذلك الشعب عاش، أنا مع ان الحياة اتغيرت «لكن الناس مش قادرة تصدق إللي بيحصل» كل إنسان عنده طلب ولو صغيراً يعمل علشانه مظاهرة «أنا لست ضد المظاهرات لكني مع الحفاظ علي البلد».
* هل تابعت ثورة يناير؟
- عندما قامت الثورة كنت أشعر بخوف شديد لاننا حتي أيام النكسة وحرب 1973 لم تمر مصر بهذا الخوف من البلطجية فكنا نعلم ان العدو خارجي وهو إسرائيل لكن ان يكون العدو من الداخل فهذا أصعب ما في الموضوع وبعدما تابعت الثورة وحكي لي أولادي علي الظلم الذي نعيش

فيه وعلي غلاء الأسعار وعدم وجود عدالة اجتماعية والبطالة التي يعيش فيها الشباب وأمور كثيرة أشعر أنها أصبحت زيادة علي المجتمع المصري وقتها كنت سعيدة بالثورة ولو كنت بصحتي لشاركت فيها كنت أشعر بسعادة ورغبة في ان احضن كل الشباب الذين يبحثون عن حقهم في هذه الثورة واحضن كل شهيد راح فداء وطنه.
* هل في جيلك كان هناك فكر ثوري؟
- لم يكن هناك شخص «فاضي» ليقيم ثورة، كنا مشغولين في عملنا وفي جمع قوت يومنا ولم يكن أي شخص يفكر في ان يثور علي النظام.
* ما شعورك أثناء مشاهدتك لمبارك في قفص الاتهام؟
- من قتل يقتل ومن ارتكب جرائم في حق أي إنسان لابد ان يحاسب، لكنني حزينة لان تذاع هذه المحاكمة لسبب واحد وهو ان هذه المحاكمات تسيء إلي صورتنا أمام العالم اعتقد ان محاكمة مبارك أمر داخلي لابد ان يأخذ حقه ويدفع جزاء ما فعله في الشعب لكن بشرط ان لا يجرح ذلك بشكل مصر أمام العالم.
* ما الأشياء التي يجب علي الرئيس القادم ان يتبعها؟
- أهم شيء «ان يساعد الناس ان تأكل» - الناس تعبانة - وان يحترم شعبه ويقدسه ويعرف ان هذا الشعب هو الذي اختاره، وأعطاه هذا اللقب أنا لا أفقه شيئاً في السياسة ودائما كنت بعيدة عن العالم السياسي سواء في صغري أو الآن، لكن ما أفقهه تماما ان الرئيس مهمته ان يساعد بلده ان يخدمها ويكون هناك عدالة اجتماعية واحترام آدمي للجمهور ومتابعة لطلباته وحماية له من العدو الداخلي قبل العدو الخارجي، واتمني ان يمد الشباب بالوعي الكافي لكي يعرف كيف يتعامل مع بلده لأن شباب مصر شباب  واع ومثقف استطاع ان يقيم ثورة بكل جرأة.
* من اصدقاؤك الذين تربطك بهم صلة في الوسط الفني؟
- للأسف أنا لا أتحدث إلي أحد وعلاقتي بالوسط الفني انقطعت تماما إلا من خلال ابنتي منال الصيفي وكانت الوحيدة التي اتحدث إليها هي هند رستم لانها رفيقة عمري وبكيت عندما ضاعت مني لانها أكثر فنانات جيلي كنت أجلس معها وربطتني معها ذكريات كثيرة رغم انني لم أقدم معها أعمالا كثيرة.
* وماذا عن ذكرياتك مع الفنانة الراحلة؟
- أنا وهند وشادية كنا أصدقاء جدا، كنا نأخذ آراء بعضنا وبيننا علاقات عائلية فهي تعرف ابنائي وأنا أعرف أبناءها ودائما كنا نتقابل وتأتيني لتطمئن علي صحتي ونتحدث ونتذكر عملنا معا وكانت تحب عملها مع فريد الأطرش وتعتبره أهم المطربين وللأسف راحت هند، وشادية معتكفة عن الحياة وتركوني وحدي.
* وماذا عن ذكرياتك بالراحل كمال الشناوي؟
- للأسف لم أتحدث الي الشناوي منذ فترة طويلة لأنني لم أتمكن من زيارته لكنني أشعر ان رفيق عملي مات فهو أكثر فنان قدمت أمامه أفلاماً وشاركت معه في أغلب أعماله وكان من أهم الفنانين في مصر وكان فتي الستينيات جوكر السينما المصرية كما لقبوه، رحمه الله.