رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أسماء محفوظ ..فبم استحقت عليهم ..!

لم أندهش كثيرا لاختيار البرلمان الأوروبى أسماء محفوظ كمرشحة وحيدة عن مصر للفوز بجائزة حقوق الإنسان التى تقدم باسم عالم الفيزياء  الشيوعى المنشق سخاروف، لم يدهشنى ترشيحها  بجانب 6 آخرين من تونس،

  ليبيا، سوريا، فلسطين، روسيا البيضاء، كولومبيا، ليس لأن أسماء التى لم تتجاوز الـ27 من عمرها لها تاريخ طويل فى عالم النضال من أجل حقوق الإنسان بمصر ، وليس لأنها تعرضت للاعتقال بضع ساعات أو حتى أيام ، وضربت وسرقوا منهاالموبايلكما هللت هى فى وسائل الإعلام التى فتحت لها الأبواب على مصراعيها لتجعل منها البطلة الوحيدة لثورة يناير ، لم أندهش لأنى أعرف الأوروبيين  جيدا ، وخبرت العيش والتعامل المباشر معهم لأكثر من عقدين من الزمان ، وعرفت كيف يتم ترشيح بعض الأسماء لنيل الجوائز الحقوقية، عبر اختيار بعض الشخصيات التى تثير الجدل والانقسام فى بلدانها بالمقام الأول، بعيدا عن الأسس الحقيقية للوطنية.

ولا تختلف أوروبا فى اختيارها للشخصيات للفوز بجوائزها الحقوقية، عن اختلافها فى انتقاء من تسمح لهم باللجوء السياسى لأراضيها من  شخصيات أيضاً مثيرة للجدل السياسى والدينى بدولها ، على غرار نصر حامد أبو زيد الذى فتحت له هولندا أبواب اللجوء وأبواب الجامعات ليطرح فيها أفكاره التى يعرفها كل مصرى مسلم غيور على دينه وقبله كثيرون.

نعم لم اندهش، وزميلتى تستنطقنى عبر الهاتف، لأحدثها عن الأسس التى يتم عليها اختيار مرشحى جائزة سخاروف، ولماذا أسماء محفوظ، وبما استحقت هذا الترشيح عن ملايين غيرها من أبناء مصر النشطين ممن لهم باع وذراع فى عالم الكفاح والدفاع عن حقوق المصريين،  أو من دفعوا حياتهم ومستقبلهم ثمنا غاليا لتحقيق أهدافهم الإنسانية، فهل أسماء محفوظ من هؤلاء، وجدتنى بلا تردد أقول لها لا ليست من هؤلاء ، انها ضمن ملايين المصريات اللاتى خرجن لميدان التحرير ،  وقد سبقها للميدان آلاف الشباب الغاضب قبل أعوام وقبل أشهر وقبل أسابيع، منهم نشطونبجدواجهوا الأهوال مع النظام السابق من أجل حقوق المصريين، منهم زميلتنا الصحفية التى تم ضربها وتمزيق وملابسها أمام نقابتنا الموقرة، وبعدها بأشهر  ماتت متأثرة بما جرى لها ، منهم زميلنا الهمام محمد عبد القدوس الذى كانت له عشرات الوقفات ضد النظام السابق وضد الفساد والظلم، وكم صرخ عبر الميكروفون على سلالم النقابة من أجل حقوق المصريين، وكم تعرض للاعتقال والضرب من رجال الأمن قبل ثورة يناير أمام كل وسائل اعلام العالم، وتم سحله وتعذيبه فى الشارع يوم 26 يناير ، وغيرهم من شرفاء الإعلام بذلوا حياتهم ووهبوا أقلامهم للدفاع عن حقوق المصريين ، وحتى لا اتهم بالانحياز لأبناء مهنتى ، فهناك أيضا آلاف الأسماء

التى تستحق ان تترشح لتلك الجائزة الأوروبية  كممثلين عن ثورة يناير ، منهم على سبيل المثال حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، عمرو حمزاوى استاذ العلوم السياسية، نجاد البرعي الناشط الحقوقي  أحمد راغب من مركز هشام مبارك للقانون، وغيرهم الكثير لا تتسع المساحة لذكرهم حتى لا يغضب أحد، الملايين من شباب وابناء مصر، صرخوا فى الميادين قبل الثورة،  اعتقلوا، وعذبوا، أشعلوا النيران بأنفسهم ، دفعوا حياتهم  على أيدى زبانية الأمن، ومنهم من دفع كرامته وشرفه ومستقبله، لكن لم يتم اختيار أى من هؤلاء ، بل استحقتها أسماء محفوظ.

وأقول ببساطة لزميلتى الإجابة التى تبحث عنها، لأن أسماءشتمتالمجلس العسكرى وهددته بالانتقام، اعتقادا منها أن التطاول  والخروج عن الأدب قمة الحرية والنشاط السياسى، وقبل هذا ما كان البرلمان الأوروبى ليعرفها أو يلتفت إليها مثلها مثل غيرها، ولأن أسماء أثارت الجدل والانقسام بين المصرين، منهم من يؤيدها ويؤلهها لدرجة شجعتها على الترشيح لرئاسة مصر، والشق الآخر يرفضها، يراها مجرد مصرية ضمن الملايين اللاتى غضبن وخرجن للتظاهر ، الفارق الوحيد تطاولها ، وقدرتها على الإثارة ولفتت أنظار الفضائيات المتعطشة للإثارة، تلك التى تلقفتها لتجعل منها أسطورة، وقصة كفاح لم تحدث فى الواقع.

ولأن الدنيا حظوظ، وهناك من ترتاح لوجوههم كاميرات الإعلام على غرار ارتياح كاميرات السينما للوجهالفوتوجنيكللممثلات، كانت أسماء محفوظ من بين هؤلاء ، لها صوت رنان جذب إليها الميكروفونات، ووجه جذب إليها كاميرات الفضائيات فصدقت نفسها كقائد للثورة دون غيرها من أبناء مصر ، وصدقها العالم، وأصبحت بطلة من ورق، على أكتاف أبطال حقيقيين كانوا هم أساس ثورة يناير وعلى رأسهم جماعة خالد سعيد ، ولا عزاء لكل الأبطال الحقيقيين لأن أسماء هى الفائزة.