رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مباراة على شرف مصر والنتيجة صفر.. صفر

الحمد لله الذي لم يبتلِنا بهذا البلاء، وفضلنا على كثير من عباده الصالحين، اردد هذا الدعاء ليل صباح وأنا اطالع ترنح الثورات العربية في ليبيا، وسوريا، واليمن،

وتحولها من ربيع وردي ابيض بمصر الى خريف دام بتلك البلدان التي لاتزال شعوبها تدفع من أرواحها ودماء ابناء، وأمنها واستقرارها ثمناً لتشبث الطغاة بالسلطة حتي آخر نفس، طغاة اعتبروا شعوبهم خونة لنعيم احساناتهم، فإما الموت أو قبول العيش أذلاء تحت سطوتهم.
الحمد لله الذي لم تبتلنا بهذا البلاء، فقد نصرتنا نصراً مبيناً على مبارك وعشقه الأبدي للسلطة، نصرتنا على حفنة المرتزقة والمنتفعين من عصابته، فأزاحهم بقدرته عن السلطة، ولم تتحول مصر مسرحاً للدماء، ولا ساحة لحرب اهلية، ثورتنا نعمة وهبة الله لمصر التي يحبها ويشملها بأمنه، ومن لم يصن النعمة، حق عليه غضب الله، وحق عليه زوالها.
ويبدو أن كثيراً منا لا يستحق هذه النعمة، فبدا في الافق انذار الله لنا بزوالها، وبسقوطنا في شر اعمالنا، كما كان درس الله للمسلمين في غزوة أحد، حين تعجلوا النصر، وتعجلوا الفوز بالغنائم، وتكالبوا في الميدان لجمع متاع الدنيا قبل استوثاق النصر، فكانت هزيمتهم ونحن الآن نعيش ارتدادة أُحد، نعيش هزيمتها لأننا تعجلنا ثمار الثورة تعجلنا جمع الغنائم وحربنا ضد الفساد لاتزال في أولها، تخلينا عن وحدتنا التي شهد عليها ميدان التحرير، وتحولنا الى فرق وشيع وفصائل، تحولنا الى شعارت وأبواق، اعتقادا بأن البقاء للشعار الأكثر تأثيراً والاكثر رنينا بالأذان، حولنا وطننا الى ساحة للفوضى، الى مباراة تتنازع فيها ألف فرقة وفرقة لاختطاف هدف الفوز على حساب مصر، وبالطبع لم تخل المباراة من الألتراس الأهلي الذي أراد أن يثبت حضوره في مباراة تنافسيةعلى شرف مصر ومستقبلها مصر، فلا يمكن لعب مباراة حاسمة بهذه الأهمية ويخلو منها اللون الأحمر.
يتبارى الجميع على تسجيل هدف الفوز، ولكن اي هدف وأي فوز، ولحساب وعلى حساب من، الشرطة تلعب المباراة لصالحها، فتارة تترك الخصم ليسجل هدفاً فيها أو هدفاً في نفسه، عسى أن نشعر بقيمتهم، ونقبل عودتهم الى وجههم القديم، وأذناب النظام يلعبون بفرق البلطجية المأجورين لاثارة الرعب والذعر، عسى أن ترتد مصر للوراء ونترحم على عهد الأمن المبارك، الشعب تقسم بين فرق الاحزاب القديمة والجديدة، وجماعات الاخوان، ولكل منهم هدفه الخاص من

المباراة، حتي قطاع العدل من نيابة وقضاء وجد نفسه مدفوعاً لدخول المباراة بفعل قوة دفع جماهير الشعب المتشيع، مستجيباً لضغوط المحاكمات العاجلة، فلم يتم اعداد ملفات المحاكمات والادعاء بصورة جيدة لاثبات التهم رغم تعدد القرائن والادلة ضد مبارك وعصبته، على غرار ما يحدث في الدول المتقدمة، والتي يتم فيها إعداد سيناريو لمحاكمة صورية في مثل هذه القضايا المهمة التي تمس الرأي العام، من أجل بحث الثغرات القانونية وغيرها من نقاط الضعف التي يمكن أن يفلت المتهم من خلالها من العقاب، لسد هذه الثغرات وحتي تكون المحاكمة قوية وحاسمة، ولم يعد مستبعداً الآن صدور احكام تبرئ مبارك وزبانيته من أي تهم نسبت اليهم، لأن الشعب دفع رجال العدالة دفعاً الى مباراة عاجلة لم يتم الإعداد او التدريب لها جيداً، فكانت المحاكمات نهباً لشهود الزور ومقاولي العدالة.
وعلى أطراف المباراة العامة، يقف المتفرجون المنتفعون من الداخل، ويتربص المتربصون من أعداء مصر بالخارج، ينتظرون العد التنازلي وانتهاء وقت اللعبة ان يصفر الحكم ليعلن نهاية المباراة، والتي ستكون نتيجتها صفر.. صفر.. صفر للجميع، والخاسر الأول والاخير والوحيد مصر وثورة الشعب.
أفيقوا، مصر ليست ملعباً، وليست ساحة للتنافس، ولا قرصاً للعبة «الدارت» نتنافس عليه بسهامنا، ولن ينسى لنا التاريخ ما فعلناه بثورتنا لن ينسى اسماء وزراء الداخلية الذين تعاقبوا في هذا العهد، ووقفوا مكتوفي الايدي حتي تضيع مكتسبات ثورتنا بين الفوضى وغياهب العنف، لن ينسوا دور رجال الشرطة المخزي.
أفيقوا جميعاً لأن المباراة أوشكت على الانتهاء، بل الثورة.
[email protected]