رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دموع بسمة وعشاق الشو الإعلامى

عرفتها منذ أكثر من ثلاث سنوات «بسمة أشرف السيد حلمى عوض»، أحببتها بقدر ما احترمت إرادتها القوية، واعتبرتها ابنة لى دون أن أراها ولا مرة واحدة وجها لوجه، كل ما بيننا، هاتف، او رسالة الكترونية

عبر الميل، أحببت فيها إصرارها وعشقها للحياة رغم مرض ضمور العضلات اللعين الذى يحاصرها ويأكل فى نخاعها ويضعف عظامها منذ نعومة أظفارها حتى صارت الآن فى العشرين، هذا المرض الذى حولها إلى فتاة قعيده، تحتاج الى من يحملها على كتفه، فى كل حركة أو قضاء حاجة، أحببت فيها التحدى والصمود، والجرأة فى طرق كل باب وأى باب تلتمس فيه العون لحالتها لتتخلص من مرضها وألمها، وتصبح فتاة طبيعية، تركض وتمرح وتعيش امل الشباب والمستقبل كسائر البنات فى سنها، كنت أشعر فى كل نبرة من صوتها بجملة محددة «من حقى الشفاء والحياة».
لا أزعم أنى منذ عرفتها كنت لها الأمل الوحيد أو حملت لها الحل لمشاكلها الصعبة، كنت أحيانا بابها الى البرامج التلفزيونية التى تعرض مثل حالتها لطلب العلاج المجانى أو الدعم والمساعده، أو بابها الى وزارة التعليم لتنقل لجنة امتحانها الى لجنة قريبة من منزلها مركز كوم حمادة قرية شبرا أوسيم، وغيرها من هذه الأمور البسيطة التى يقدرنى الله عليها، ولكن أعترف انى وقفت كثيرا عاجزة أمام احتياجاتها المهمة التى لا أملك حيالها شيئا، وأحزننى كثيرا وأسفت لوقوع بسمة أكثر من مرة ضحية عشاق الشو الاعلامى، سواء من مقدمى البرامج ببعض الفضائيات، أو حتى من محبى الظهور فى الاعلام من المسئولين، الذين كانوا يقدمون لها الوعود بالمساعدة، وبسيل عطاء مالى وفير لشراء علاجها هى وشقيقها المقعد الذى يعانى من نفس حالتها، ولكن ما أن ينفض الجمع، وتطفأ اضواء الكاميرات وينتهى الشو الاعلامى، يلعق كل واعد وعده، ويختفى من امامها، ويغلق هاتفه ولا يجيب عن رناتها، وكأن كلام الليل كان من «ذبد» انصهر نهارا ولم يعد له وجود.
رغم كل ما لاقته بسمة من وعود كاذبة، وآمال خادعة، وكلام معسول لا يتحقق بفعل عشرات من عشاق الشو الاعلامى، تمكنت بسمة مؤخرا بارادة الله وعون بعض القلوب الرحيمة الصادقة، من اجراء جراحة لنقل خلايا جذعية لها، وبدأت الحركة تدب فى أطرافها المشلولة، بدأت أنفاس الحياة تعود اليها رويدا رويدا، ولكن شفاءها يحتاج الى علاج طبيعى مكثف غالى الثمن ومن نوع خاص، علاج طبيعى لا يتوافر فى قريتها بكوم حمادة، ولا يتوافر فى قرية قريبة، لا يتوافر الا فى مستشفى معروف بالقاهره، مستشفى يتبع قطاعا حساسا بالدولة، ودون هذا العلاج، ستتأخر حالتها وتتراجع، وكأنها لم تجر جراحة ولا يحزنون، وكان أن استضافها الاعلامى أحمد موسى فى برنامجه، وعرض حالتها، وطلبت بسمة من هذه الجهة الرفيعة بالدولة أن تعالجها بمستشفاها، وكان أيضا أن اتصل بمسئول بهذه الجهة، وبشرها بالنبأ السعيد على الهواء، بأنه سيتم استضافتها بالمستشفى الذى قصدته بالقاهرة، وسيقدم لها الإقامة والعلاج الطبيعى، حتى يتم لها الشفاء.
وطارت بسمة من السعادة، أخيرا ستكمل رحلة علاجها الطويلة الشاقة التى بدأتها وهى وطفلة رضيعة، وعلى مدى 20 عاما، اخير اصبح الشفاء الحقيقى قاب قوسين او ادنى، ولكن كما قلنا، كان كلام الليل «ذبدة» واذا بنفس المسئول الذى بشرها بقبول علاجها بالمستشفى، يخبرها بعد انطفاء أضواء الكاميرات، وانفضاض زفة البرنامج بأن قبولها بالمستشفى مستحيل، وأن عليها أن تلجأ لوزارة الصحة لطلبها العلاج الطبيعى على نفقة الدولة، قال هذا وهو يعلم أن العلاج الطبيعى لا يتم أبدا على نفقة الدولة، وانه لا يوجد مستشفى مدنى يمكن ان يستضيفها ويقدم لها هذا العلاج الطبيعى المتطور ،وسرق

منها المسئول الأمل بعد أن أعطاه لها لحظات، قذفها الى سابع أرض بكلمة، مثلما سبق ورفعها سابع سماء ايضا بكلمة، وحادثتنى بسمة وهى منهارة وغارقة فى الدموع وأخبرتنى بالقصة.
وعادت بسمة الى قريتها، تحاول من جديد طرق ابواب المسئولين، أى مسئول يمكن ان يقدم لها وعدا صادقا يحققه، مسئول تكون لدية الرغبة لان يعمل لوجه الله، لا للشو الاعلامى، ولا لحصد شكر المواطنين وحمدهم دون وجه حق، مقابل وعد امام الاضواء، لا يتحقق بعيدا عن هذه الأضواء.
بسمة أنا آسفة يا بنيتى، دموعك تحرقنى وتشعرنى بالعجز، آسفة لأنى لا استطيع ان اقدم لك شيئا الآن، وقد اعيانى معك طرق الابواب، إلا باب الله الذى هو وحده القادر الآن أن «يحنن» قلوب المسئولين الكبار ليمدوا لك يد العون لاتمام شفائك، آسفة يا بسمة، كما فشلت من قبل فى أن أساعدك فى الحصول على معاش ضمان اجتماعى، اعلم ان والدك البسيط عامل التليفونات، راتبه لا يزيد على 795 جنيها، وهذه الجنيهات لا تكفى أبداً طعامكم ومعيشتكم ومصاريف تعليمكم، وعلاجك أنت وشقيقك المقعد بضمور العضلات، هذا المسكين الذى ينتظر فى الظلام دوره ليحظى بالاهتمام ويفوز بفرصة علاج وزرع خلايا جذعية، انه ينتظر ويضحى لأجلك، حتى يتحقق لك انت أولا الشفاء، ثم يبدأ مع والدك وأسرتك رحلة عذاب اخرى للبحث له عن علاج، آسفة يا بسمة لو كان بيدى القرار لفعلت الكثير، لمنحتك ضمانا، أو أى معونة استثنائية شهرية من الدولة، لحملتك على كتفى وأدخلتك هذا المستشفى المأمول، آسفة يا بسمه، فانا لا أتصور أن يكون بيدى أو بيد أى إنسان طبيعى دواء أو علاج لمريض ويتأخر عنه، لا أتصور أن يكون بيدى أو بيد إنسان طبيعى فطره الله على الرحمة اتخاذ قرار لمساعدة أى محتاج، ولا يقدمه، هذه هى ألف باء إنسانية، ألف باء مصرية، اجلسى يا بسمة منزوية فى ركن الحياة المظلم فى انتظار يد الرحمة، اجلسى انت وشقيقك المسكين فى انتظار طاقة القدر عسى ان تفتح وتأتى اليكما من السماء بالفرج، بقرار رحيم من انسان لا يعشق الاضواء ولا الشو الاعلامى، إنسان يعمل لوجه الله، ولا ينتظر من الناس حمدا ولا شكر جميل، هذا عنوان بسمة أشرف السيد حلمى عوض وهاتفها، فقد تجد هذا الانسان ذي القرار والقلب الرحيم « البحيرة مركز كوم حمادة قرية شبرا أوسيم ت :01019743874


[email protected]