أوراق مسافرة
الوسادة الخالية .. والخلايا النائمة
طلقت الصحفية «رشيدة» زوجها عندما فاز مرسى بالرئاسة، وفاء بنذر قطعته على نفسها، كانت الصحفية اليمنية المنتمية لحزب «الإصلاح الإسلامي» - إخوان اليمن - قد نذرت
«لوجه الله تعالى» إن فاز المرشح «الصالح» مرسي، أن تطلق من زوجها لتتركه يتزوج من أخرى، أو تقبل «ضرة» أى تزوّج زوجها - الذى عاشت معه على الحلوة والمرة منذ 15 عاما - بسيدة مصرية صالحة، شكراً وامتناناً لله لفوز المحروس مرسى، وقالت فيما كتبت «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا»..!، وكتبت فى مقال لى قصتها حينها بسخرية مريرة، واستنكر كل العقلاء ممن قرأوا قصتها ما فعلته، بسبب هذا الخلط الهائل غير المفهوم بين السياسة والدين، وإدخال السياسة فى أعماق الأسرة العربية، وتسببها فى خراب بيت أو زعزعة استقراره، فمال السياسة والحياة العائلية، ولا يعلم أحد ماذا فعلت رشيدة بعد ان أسقط الشعب المصرى الإخوان وعزلوا مرسى، بعد أداء سياسى واقتصادى واجتماعى خائب، وعام هو من بين أسوأ اعوام المصريين، وقد فقدت رشيدة فيما أعتقد زوجها وخربت بيتها دون جدوى، فيما لم يبق مرسى ولم يبق الإخوان بعد ان أجبرهم الشعب على الرحيل من الواجهة السياسية.
ما فعلته رشيدة، فعل أسوأ وأبشع منه شيخ شاب، ظهر مثل الطفرة، كظهور مئات النشطاء ما بعد الثورة الأولى والثانية، وسطع نجمه خاصة بعد 30 يونية، يقول الشيخ الذى بات له برنامج وصوت فى كل الفضائيات، يجب تطليق الزوجة الإخوانية، إذا اكتشف زوجها أنها خلية إخوانية نائمة، أو أنها تمارس العنف ضمن جماعة الإخوان، وانتشرت فتواه بسرعة انتشار النيران فى الهشيم، تداولها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى، بين مؤيد وبين رافض ساخر، حتى بت أتصور ان بعضهم سيطالب تعديل إجراءات الزواج، فبجانب الكشف الطبى للعروسين قبل
سبق ان أشعرنا الإخوان بعوار فى تجربتنا الديمقراطية الوليدة، فأولى دروسها تقبل الآخرين وفوزهم السياسى، لكن الإسلاميين بدوا غير ذلك وأرهبونا وبتنا نشهد حربا بينهم وبين الجيش والشرطة وباقى الشعب، لأننا اختلفنا مع إدارتهم السياسية ورفضناهم وأبعدناهم على الساحة السياسية، وما يفعله الشيخ الشاب الآن لا يقل عن هذا، من تكريس للعوار فى التجربة الديمقراطية الوليدة، بل ودفع هذا العوار إلى قلب أسرنا المصرية، لتخريبها أكثر.
لقد تحركت دار الفتوى المصرية متأخرة للرد على فتوى الشيخ الشاب، وقالت الدار إن فتواه غير شرعية، وتعبر عن رأيه الشخصى، وتعد نوعا من الـ«مزايدة سببها المتغيرات السياسية»، وان ما أورده الرجل ليس ضمن أسباب الطلاق الواردة في كتب الشريعة؛ وحذرت دار الفتوى بشدة من التطليق بغير موجب شرعي، وانه إذا ثبت تورط أحد الزوجين في أعمال إرهابية فالمرجع في ذلك إلى جهات التحقيق، وكان أجدر بدار الفتوى ان تمنع أصلا صدور أى فتاوى إسلامية إلا من أعضاء دار الفتوى نفسها، بعد مراجعتها والإجماع عليها من الشيوخ، فلا يجب ان تصدر الفتوى عن غير القائمين بالفتوى، فذلك مدعاة لإثارة البلبلة في المجتمع، مما يساعد على إشاعة الفرقة والاختلاف بين أبناء الوطن الواحد بل بين أفراد الأسرة الواحدة.
يقول الأوروبيون مقولة احترمتها منهم «لا سياسة داخل المنزل»، فقد يكون الزوج منتمياً لحزب وتوجه فكرى معين، والزوجة على النقيض، تنتمى لحزب آخر وتوجه فكرى آخر، وهذا لا يعنى قبول إرهاب الزوجات، وخروجهن بدون علم الأزواج أو إرادتهم للمشاركه فى أى مظاهرة، الإسلام يقضى بأن تستأذن الزوجة زوجها فى كل أمر، أما إذا اكتشف انها لا سمح الله خلية نشطة أو نائمة، عليه ان يلجأ لحكم من أهلها وحكم من أهله لإصلاح أمرها، قبل ان يقرر إخلاء وسادته منها.. اللهم ما أرحمنا من سيل الفتاوى التى أهلت علينا بعد 30 يونية، على غرار السيل الأسود من فتاوى شيوخ الإخوان و الذى أهل علينا بعد 25 يناير.