رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

روح.. يا رب ما ترجع تانى

ترحل غير مأسوف عليك، وقد تركت فينا جروحاً نازفة وأنينا وأحلاما ضائعات، وأمنيات كالسراب، ترحل وقد تركت أمهات ثكلى وأرامل وأطفالاً يتامى وذكريات حبلى بالعنف

والإرهاب الدخيل علينا، لست المذنب أيها العام الكئيب الغريب علينا، فكيف نعيب الزمان والعيب فينا، وما للزمان عيب سوانا، لكنك على أى حال رحلت بكل ما فيك وما عليك.. ليولد هذا القادم من رحم الغيب الغامض، وأنا أتساءل مع مليارات البشر بالعالم، ملايين بمصر، ماذا سيحمل لنا العام الجديد، سؤال يطاردنا، حتى بات بعضنا يجرى وراء خزعبلات المنجمين وقراء الكف، عسى أن يستطلع القادم، وبماذا سيجىء، بالخير الجديد أم ببقايا الغم من الراحل القديم، هل سيحمل لنا القادم الاستقرار والأمن والأمان الذى افتقدناه شهورا، أم سيعمل العام الجديد «ريستارت» ويستعيد الأحداث الماضيات، لنواصل الحياة على أصوات الرصاص والتفجيرات وصافرات سيارات الإسعاف وصرخات أهالى القتلى بفعل ضربات العنف والإرهاب النشاذ، هل سيكون العام الجديد عام تعقل ومراجعة للنفس، أنفسنا جميعا بلا استثناء، عام وقفة والتقاط الأنفاس، ونبذاً للعنف والخلاف، ونظرة للوطن بعين الانتماء، لإنقاذ هذا الوطن من التمزق والضياع، أم سيواصل المستكبرون استكبارهم، والمتآمرون تآمرهم، والإرهابيون إرهابهم الفكرى والاجتماعى بمزيد من حمل السلاح.
لقد سجل العام 13 لحظة تاريخية نادرة فى 30 يونية خرج فيها الشعب لينادى بسقوط طاغية جديد حاول أن يواصل سطوة الديكتاتورية على شعب «طفح به الكيل» من عقود الديكتاتورية، حاكم حاول أن يقيدنا.. يخنقنا.. يصادر إرادتنا باسم الدين، سجل العام الماضى لحظات انتعشت فيها إرادتنا، وانتشت فيها حريتنا، وشعرنا أن كسرنا طوق الأسر الجديد بسرعة، فقد علمتنا المحن الماضية ألا نصبر على البلاء كثيرا، وألا نستسلم ونترك للأيام مصائرنا، فإذا بجماعة العنف والإرهاب يلوثون حلمنا بالدم لإرضاء أطماعهم، وإرضاء أطماع جماعة مجنونة بالسلطة اعتقادا ان الموت سيخيفنا، وأن اتجارهم بالدم بعد اتجارهم بالدين سيجعل منهم قضية تستحق أن تكتب أو ترى، وسيجعل لهم الحق لسلب مستقبل هذا الوطن وتفتيت قلبه وتقسيم أرضه، والجلوس على أطلاله متلفعين بعباءة السلاطين وعمامة الخلفاء اللاراشدين للاحتفاء بتقسيم السلطة، وكأن مصر وليمة سقطت فى أيدى لئام الذئاب.
عام مضى كسير حزين، لم يترك بيتا إلا وناله من الغم جانباً، نستيقظ فيه كل صباح، لتفاجئنا أخبار الموت والقتل والإرهاب، فى مسلسل عبثى مذموم، وكأننا نطالع أخبارا غير أخبارنا، صفحات من تاريخ دولة غير دولتنا، ووطن غير وطننا، عام مضى خلقت فيه جماعة مهووسة بالسلطة جبالاً من الكراهية والحقد والضغينة، فخاصم الأخ أخاه، وطلق الرجل زوجته، وعق الابن أباه، وحملت العذراء سفاحا بفعل جهاد النجاح فى رابعة وغير رابعة، هذا ما فعله الاخوان فينا، بعد أن صنفونا بين كافر وإخوانى، فاستحلت الجماعة الأموال والأعراض والدماء، من أجل استعادة ما اعتبروه حقاً مطلقاً لهم، وإرثاً مشروعاً وشرعياً لهم، لا يحل لأحد غيرهم

مشاركتهم فيه، أو انتزاعه منهم، أو حتى توجيه النقد إليهم.. السلطة.
اختتم العام أيامه، وبدلا من أن نقدم التهنئة لإخواننا المسيحيين وهم يحتفلون بأعياد الميلاد المجيد، إذا بنا نطلق التحذيرات حول كنائسهم، وننشر الأمن لحمايتهم، وتمتلئ شاشات الفضائيات بخبراء المتفجرات ليقدموا لنا النصح حول تجنب العبوات الناسفة، والتعامل مع الحقائب المجهولة داخل المواصلات، والإبلاغ عن الأشياء الملقاة بالطرقات، يقدمون لنا وصفات لإنقاذ حياتنا وحماية صغارنا، وكأننا نستمع الى برنامج «طبق اليوم» أو ماذا تشاهد هذا المساء، هل يعقل هذا، أن تتحول حياة المصريين إلى هذه المشهد الكئيب، وكأننا نعيش عهدا تحت الاحتلال، إن كنتم يا إخوان أصبحتم مثل طالبان، فمصر ليست أفغانستان، ولا أى بلد آخر فى العالم يمزقه الإرهاب، مصر محفوظة ومصانة بأمر الله فى كتابه العزيز، وقد وهبها الأمان، فلا تعتقدوا أنكم بفئاتكم المريضة وملايين دولارتكم وديناراتكم القادمة من دول المؤامرة ستغلبون إرادة الملايين التى دفعت الكثير والكثير من أجل الحرية والديمقراطية والعيش والعدالة الاجتماعية، إذا الشعب أراد يوما الحياة فلابد أن يستجيب القدر.
لقد أُسدل الستار على عام أدعو الله أن ينسيه لنا، وفصول دموية أتمنى أن نطويها، أدعو الله ان يكون العام الجديد لقلوبنا فرحة، ولجراحنا شفاء، ولفرقتنا وحدة، رحلت يا عام ولا أملك إلا أن أدعو الله «روح يا رب ما ترجع تانى» حتى لا أقول فيك قول صلاح جاهين، نوح راح لحاله والطوفان استمر، مركبنا تايهة ولسة مش لاقيه بر، اه م الطوفان واهين عليك يا بر، إزاي تقدر تبان والدنيا غرقانة شر، على رجلي دم.. نظرت له ما احتملت، على إيدي دم.. سألت ليه؟ لم وصلت؟ على كتفي دم.. وحتى على رأسي دم، أنا كلي دم.. قتلت؟.. ولا اتقتلت.. عجبي!! كل عام وأنتم شعب مصر وكل العام بألف خير.. يا رب اجعله عاما مختلفا.. عاماً أفضل مما كان.