عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب .. ومريم العذراء

حبيبتى ..لا تجزعى ، لا تسكبى أحزان الدمع ملحا فيضيع رواء نيلك هباء  ، ارفعى هامتك السمراء من شيب السنين ، لا تغمضى عينيك الولهى الفرحى بالوليد ، إنه ابنك الشرعى ، هبة السماء فى زمن ضن بالمعجزات ، ضميه كمريم العذراء حين ضمت وليدها لتواجه به وجه الكون ، من ظنوا بها الظنون ، من حاربوها ، فاشتد منها العزم ، ونطق الوليد فى وجه الظلم رحمة بالأم .

حبيبتى ما كنت يوما بغيا ، ولا كنت أم سوء ، ثورتك .. الوليد ابنك الشرعى ، ابن ليالي الصبر والسنوات العجاف ، فلا تيأسى لوبعض منهم  انكروه ، لو أنكروا ميلاده بعد هذا العمر ، لا تجزعى لو امتدت أيادى العداوة والجحود للنيل منه ، لست وحدك حبيبتى ، لن تحميه وحدك ، هذا عمرى فداؤك ، لا أملك معه إلا حفنة من كلمات ، وسنوات ضاعت فى المهجر بحثا عن خبز حلال .

لا أملك إلا صغارا ، لا يزالون كوليدك فى بكارة العمر ، ارضعتهم مع الصبر حبك ، كى لا يخونوا ، وأن يكونوا لتراب أرضك عاشقين ، فهل يكفى أن أطرح تحت قدميك كل ما أملك فداء ، فلا تسقط دمعة حزن من عينيك ، لا تجزعى لست وحدى الهائمة بعشقك ، بل هناك ملايين غيرى ، يهرولون فى سباق الحب ، فثورة الشعب الان اختبار للبر بك و لنذر العطاء  .

حبيبتى ، أعلم أن كل ما تحتاجينه الآن هو الحب ، الحب الذى يحيى الزهر بعد الموات ، ويعيد الربيع فى زمن الخريف ، الحب الذى يهدى فتات السكر فى زمن الملح ، حب مريم العذراء للوليد ، حب هاجر لاسماعيل حين جابت الصحراء تستعطفها قطرة ماء للوليد كى يعيش ، ما تحتاجينه الآن هو الحب الآخر ، الحب الوارد ذكره بالقرآن ، حب تعلق قلب العباد بكل كريم غير مذموم ، من عطاء ، تضحية ، تواد ، تراحم وإخاء .

تحتاجين حب الفلاح بوجهه الاسمر ويديه المعروقتين  تضرب قلب الحجر ، تفتت رمال الصحراء ليخضر فيها العود فيثمر زهرك ، تحتاجين حب  الصانع وقطرات عرقه المعطرة بماء نيلك ، لتدورعجلة الانتاج ويعم خيرك ، تحتاجين تفانى الموظف لخدمة شعبك ، ولسهر الليالي للطالب ، العالم ، الطبيب ، لعطاء كل ابن اشتد عوده بشعاع شمسك .

فلا تجزعى مما تريه الان من شهوات من يدعون انهم من نسلك  ، المتنطعين  الراقصين هرجا فى مجون بزعم الحفاوة " بسبوع " ولدك ، لا تجزعى من هرولتهم الى السلطان باسم الاديان ، من تنافسهم على الاستقواء بالبغى والعدوان  وقهر العباد ، لا تجزعى من ترنحهم بين الهوى باشتهاء الحرام ، حتى لوكان بعضا من

دمائك ، من بعثرة  تراب ارضك ، من نهش عرضك .

لا تجزعى استنكارهم لعقدك الماسى الجديد ، ومحاولتهم فرط حباته وتشويه الجيد ، انهم ليسوا من نسلك ، انهم أ بناء الشيطان ، وطعم الحرام ، انهم ليسوا احبابك ، لأنهم ليسوا احباب الله ، ولا يحبهم الله  ، انهم خوارج عمن شملهم الله بحبه ، من المتوكلين  المتطهرين، التوابين، والمقسطين، الصابرين، المتقين، والمحسنين ، فالله لا يحب المفسدين ، الله لا يحب المعتدين ، الله لا يحب كل كفار أثيم ، الله لا يحب الظالمين .  سيعلم هؤلاء آجلا او عاجلا ، أن أرضك لم تكن يوما إلا للنبلاء ، لا مكان فيها للخونة والعملاء ، سيعلمون انك كما كنت مقبرة للغزاة ، ستكونين ايضا مقبرة لمن كرهوك ، أو باعوك ، أو حاولوا اقتسام شرفك ، فى زمن أريقت فيه الدماء الزكية  كى تدافع عن شرفك الرفيع ، كى تطهر ربوعك من الفساد .

لا تجزعى ، هذه أنا و هؤلاء نسلك من حلال ، سنذود عنك وعن الثورة ..الوليد حتى يكون ، سنحميه من ضربات الغدر وسيوف الظلام ، سيتجاوز أمراض الطفولة ، وسنجلس يوما تحت ربعك ، تظلينا بطرحتك ، ووجهك الاسمر مزدان بالرضى والابتسام ، لتضمينا فى لحظة حب ، لحظة  لا مكان فيها للدخلاء أو البخلاء ، من ضنوا عليك بلحظة فرح وارتياح ، لمن أثاروا  فى احتفالية مولودك  العداء والبغضاء ، صدقينى سيأتى هذا اليوم بأسرع ما يكون وهل  كذبت  يوما فى حكايا حبك ..؟ ، ولا أكذب اليوم حين أقسم ، بأن الغد سيضم نصرك .

اللهم اجعل نورك فى قلبى حب لأنى أحبك  ، وأحب من أحبك ، واجعل حب بلدى بعد حب رسولك أقوى من اى حب بقلبى حتى ألقى وجهك .