رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فتنة النساء تشعل النيران فى مصر

 

يبدو ان حواء التى استخدمها الشيطان ووسوس لها بتزيين التفاحة المحرمة ، لتكون سببا فى اخراج ابونا  آدم من الجنة ، لينزل الى الارض ويتناسل بنوه فى عداء مستعر ، وليقتل  بعضهم البعض ويعيثون في الارض الدمار والفساد ، لا يزال هو ذات الشيطان وانساله ، يستخدمون بنت حواء بقوة فى مصر لاثارة الفتنة الدينية ، واشعال النيران بين المسلمين والاقباط ، ليكون القتل والدمار ، ولكن هذه المرة ، اين سيكون المنفى ، عاقبنا الله بسبب فتنة امنا حوى بنزولنا الى الارض ، فمباذا سيعاقبنا الله فى فتنة حواء بمصر ، والى اين سيكون المصير ...؟

سؤال اوجهه الى كل مسلم وقبطى على حد سواء من ابناء مصر ، الذين يستجيبون لنيران الشائعات التى تسرى فى مجتمعنا المصرى كالنيران فى الهشيم ، شائعات يطلقها مغرضون يتربصون بمصر من الداخل والخارج لقتل فرحة ثورة الشعب ، فتنة يخرج معها اشخاص يتوشحون كذبا بالاسلام ، او بلطجية يتمسحون فى الاسلام ، لفرض التفتيش والرقابة على الكنائس ، بحثا عن فتاة او سيدة مجهولة مزعومة تستصرخ الامة الاسلامية لانقاذها من ايدى الكنيسة لانها ترغب فى دخول الاسلام .. يا سلام .

انه سيناريو متكرر ، ممل وعقيم ،  سيناريو تكرر فى كاميليا ووفاء ، وكاد ان يعصف بامن مصر ، وعندما لم ينجح هذا المخطط الوفائى والكاميلاوى ، ظهرت مسيحية ثالثة مجهولة ، تستنجد بالمسلمين داخل كنيسة امبابة ، لانهم احتجزوها ويرغموها على البقاء فى ديانتها وعدم اعتناق الاسلام .

فيما يبادر الاقباط بالدفاع عن كنيستهم بالسلاح ، وكأنهم فى حرب مقدسة فرضها عليهم الانجيل ضد اعداء المسيحية من المسلمين ، هكذا يبدو السيناريو المطروح على الساحة ، ولكن اعتقد ان الواقع والخلفيات تختلف كثيرا وتبعد كثيرا عن ذلك .

الخلفيات تكمن فى البحث عمن اطلق شائعة احتجاز مسيحية فى كنيسة لانها ترغب فى الاسلام ، والبحث عمن نقل هذه الشائعة الى من قادوا حملة التفتيش او الهجوم على الكنيسة ، والبحث عمن اطلق الرصاص على الاقباط والمسلمين على حد سواء ، ليسقط القتلى والجرحى ، وانا على يقين ، ان هذا الشخص او هؤلاء المحركين للحدث من وراء الستار ، مجموعة واحدة .

مجموعة تتفق على امن مصر لهدم هذا الامن ، لا هم مسلمين ، ولا هم مسيحيين ، ولا مصريين ، انهم اشخاص تسقط عنهم كل ديانات السماء ، ويجب ان تسقط عنهم الجنسية المصرية اذا ما تم ضبطهم ، لانهم خونة لمصر ، خونة لثورة فى وقت مصر احوج ما تكون فيه لمدواة الجراح والشفاء التام ، لتتعافى من كل بؤر الفساد .

واتساءل فى كل مره ، لماذا بنت حواء من القبطيات بالذات هى التى تصرخ وتستنجد بالمسلمين ، وليس رجل او شاب ، لان من يقف وراء تلك الفتن ، يلعب على الاوتار الحساسة ، ويدرك حمية المسلم وحرصه  على حماية المرأة الضعيفة الى لا حول لها ولا قوة ، لذلك كانت بنت حواء فى كل مرة مثيرة للفتنة والصراعات الكثيرة التى ظهرت مؤخرا بين المسلمين والاقباط .

ان من يحرك هذه العمليات من وراء الستار فى ذلك التوقيت بالذات له اهداف لم تعد بخافية على احد ، لا يستبعد منها المراقب للساحة المصرية ، محاولة الضغط على الدولة لزيادة النفوذ الكنسى فى مصر ، تحت مزاعم اضطهاد الاقباط ، ولا يستبعد منها تنفيذ عناصر النظام السابق بمساعدة عناصر من الامن بل وامن الدولة السابقين لهذه السيناريوهات ، حتى نبكى على عهد مبارك العظيم ، خاصة وان حادث امبابة جاء بعهد ساعات قلائل من صدور الحكم على وزير الداخلية السابق العادلى بالسجن المشدد 12 عاما .

ولا يستبعد منها محاولة فرض جماعات اسلامية بعينها سطوة القوة على الشعب المصرى والترهيب ، ولا استبعد منها تخطيط جماعات غير اسلامية لتشوية صورة المسلمين ، واظهارهم بالارهاب للكنيسة ، ورغم اختلاف هذه الاهداف كلها فى ظاهرها  الا انها فى النهاية التقت ، لتشعل الفتنة ، وتهدم امن مصر ، وتسرق فرحة الثورة من عيون الشعب المسكين ، وتحول حصاده من هذه الثورة مرارة او هباء .

وعلى كل مصرى  اصيل ، محب لبلده وليس خائن لها ولو بمشاعر الكراهية والرغبة فى الانتقام من اى معاناة يعانيها ، سواء كانت تلك المعانة جوع او فقر او مرض او ظلم وقع ضحيته ، على كل مصرى شريف ان يتصدى لفتنة حواء الدينية بمصر ، فلو جاء شخص بقصة ما عن احتجاز مسيحية بكنيسة ، على المصرى الشريف  ابلاغ الشرطة فورا عن هذا الشخص وعن القصة ، ليتم اتخاذ اجراءات امنية وقانونية ، لا ان يتحرك بعض المسلمين لتحرير بنت حواء من الكنيسة ، لسنا فى زمن حرب او احتجاز اسيرات لتحريريهن ، هناك دولة وسلطة وقانون ، حتى وانت كانت الان فى حالة ارتباك او اهتزاز .

على المسلمين الا ينخدعوا بتلك الشائعات او الحكايا ، والا يهرولوا وراء اى جماعة تحركهم للهجوم على كنيسة وتفتيشها ، حفاظا على صورة الاسلام الذى يمثلونه ، الاسلام السمح المعتدل الذى وصفنا

فيه الله سبحانة وتعالى باننا امة وسط ، وعلى الاقباط ان يتخلوا عن شعورهم بالقهر وفقدان الحقوق فى مصر ، مصر لا تهدر حقوقكم ، ومن له حق ياخذه بالقانون وليس بافتعال القصص والمشكلات والتباكى والتشاكى واللجؤ الى الغرب .

على كل مصرى شريف ان كان يحب مصر ان يتنبه لما يحاك حولنا الان ، ان نتماسك بالصبر والحكمة ، والا نسير وراء الشائعات ، ان نلجأ للقانون فى حل المشكلات ، لا نريد لمصر ان تتحول الى غابة ، كل من بها يسارع لانتزاع حقه بذراعه ،  نريد ان نعود للسير فى شوارع مصر آمنين ، ان ندخل المساجد والكنائس آمنين ، ان يعود كل انسان الى بيته ، الى عمله ، ان يوفر طاقة الشر الكامنة بداخله ويحولها الى طاقة خير ، طاقة عمل وانتاج ، فلا من مصلحة المسلمين ان ينسب لهم تهم الاعتداء على الكنائس ،  او حتى تفتيشها بحثا عن فتاة ، ولا من مصلحة المسيحيين ان ينسب لهم احتجاز بنات حواء لاجبارهن عن البقاء مسيحيات ، اسلام مسيحية لن يهدم الدين المسيحى فى مصر او العالم ، وارتداد مسلمة لن يهدم الدين الاسلامى فى مصر والعالم ، ومصلحة الجماعة فوق مصلحة الفرد ، ومصلحة مصر وامنها فوق الجميع ،  ولا اكراه فى الدين فقد تبين الرشد من الغى .

افيقوا وارحموا مصر ، نحوا خلافاتكم ونزاعاتكم ، ومحاولات اثبات القوة او فرض الهيمنة والسطوه ، كل فى مجاله ، كل فى ديانته ، وارحموا مصر التى باتت الان شبه مهلهلة ، باتت تتنازعها الطوائف والشيع ، باتت كل حارة وكل ضاحية منقسمة على نفسها ، يحمل كل جانب فيها السلاح والسنج والسيوف ضد الاخر ، لاى سبب ولاتفه سبب ، حتى لو كان بسبب لعب العيال ،  هل ترغبون فى رؤية مصر فى حرب اهلية كالبوسنة والهرسك فى يوغسلافيا السابقة  بمنتصف التسعينات عندما كان القتلى بالالف فى الشوارع ، او  فى حرب اهلية كما كانت فى  لبنان ، ام تريدونها العراق الان .

لقد من الله علينا بثورة تطهير شعبية ، نجحت والحمد لله بسلام ، مقارنة بما يعانية الاخوة فى ليبيا وسوريا واليمن وغيرهم من الدول العربية الان ، فهل صعب عليكم ان تكون ثورة شعب مصر بيضاء ، وتحاولون الان اراقة الدماء على جوانبها ..؟

المطلوب الان اجراء تحقيقات امنية عاجلة فى حادث امبابه ، واعلان نتائج التحقيقات بدقة وسرعه ، لتحديد المسؤل عن اطلاق الشائعة ، والمسؤل عن تحريك الهجوم على الكنيسة ، والمسؤل عن تسليح من كانوا بالكنيسه او حولها ، والمسؤل عن اطلاق النيران على المسلمين والاقباط معا .

ان اعلان الحقيقة وبسرعة سيلعب دورا هاما فى تنبيه الشعب لما يدور من مؤامرات عليه وعلى امنه واستقراره ، ودور كل اعلامى توخى الدقة والحذر فى هذا التوقيت الحساس ، فلا يلق بالتهم جزافا على مسلمين ، ولا على مسيحيين ، جميعا الان ينتظر الحقيقة ، وقبل هذه الحقيقة ، ننتظر تشديد اجراءات الرقابة  والامن على كل دور العبادة فى مصر مساجد وكنائس ومعابد ، لان ما حدث بامبابة سيتكرر عشرات المرات لتكون المذبحة الكبرى والحرب الطائفية حربا اهلية فى الشوارع ، وعندئذ لن ينفع المسلمين اسلامهم ولا المسيحيين مسيحيتهم ، لان سيف الشر سيكون هو المنتصر ، وسيكون عقاب الله اشد وانكى  للجميع .