رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شرف ...الحلول ليست فى أكل الفول

 

فرحت والله كثيرا مع فرحة شعب مصر وأنا أطالع صورتك سيدى رئيس الوزراء عصام شرف ، وأنت تتناول مثلنا الفول والفلافل مع أسرتك ، حتى إنى قررت الاحتفاظ بتلك الصورة للأجيال القادمة ، لأقول لهم إن ثورة الشعب فى 25 يناير أفرزت لنا مسئولا كبيرا يخرج بلا حراسة رجال الامن ، يخرج فى أمان الله متحصنا بحب الشعب ، ويتناول الفول وأقراص الطعمية الساخنة .

حقا إن ما تناولته سيادتك  فول " أنضف " شوية من فول الباعة الجائلين وعربات اليد التى يلتف حولها ابناء مصر فى شوارعها وحواريها ، وطعمية " مقلية " بزيت طبيعى ، وليس زيت  شحم أو شلجم او زيت " الله اعلم " المسرطن ، لكنك على أى حال نزلت الى الشارع لتشارك المواطنين نبضهم ، وبعضا من طعامهم ولو قليلا ، وقد توجت فرحتنا بإعلانك للاعلاميين فى اجتماعك معهم انك تتناول الفول من بائع قريب من منزلكم .. الحمد لله .

ولكن سيدى رئيس  الوزراء وماذا بعد ، ماذا بعد أن نزلت لميدان التحرير لتقطع عهدا لأبناء مصر بالعمل على حل مشكلات مصر ، وماذا بعد أن تناولت الفول واكتسبت بتلك اللقطة مزيدا من الشعبية والالتفاف ، هل تعتقد سيادتك أن المشاكل تقلصت أو تراجعت ، او حتى فى طريقها الى الحل .

حقا السعى الى اكتساب حب الشعب والتفافهم ، غاية أى مسؤل شريف فى العالم ، ولكن سيدى ليس بالحب وحده يكتب نجاح القائد او المسئول ، كما انه ليس بالفول وحده يمكن أن يعيش شعب مصر ، حب الشعب والتفافه تكتسبه سيدى ، بالعمل الحثيث  السريع على حل مشكلات الإرث الثقيل من الفساد والذى تلقفته بين يديك مع مولود الثورة  .

نعلم إنه لا يمكنك وحدك فعل كل شئ ، بدون مساعدين شرفاء مخلصين لهذا البلد يعملون معك وبجانبك ، كل فى اختصاصه لتقديم حلول عملية لكل ما يمس حياة المواطن المصرى ، الأمن ، الصحة ، الغذاء ، التعليم ، ولكن سيدى قوة المرؤوسين مستمدة من قوة القائد وحسمه ، والمرونة سيدى فى هذاالوقت الشديد الحساسية بمصر ،  امر غير مقبول  .

لا اعتقد سيدى انك سترضى بحصرك فى دور محدود لتلك الفترة الانتقالية ، لن ترضى بأن تكون محمد نجيب الثانى ، الذى فرضت عليه ثورة 23 يوليو أن يقوم بدور مرسوم له ثم يرحل ، ثم فرضت أن يتم إسقاطه من كتب التاريخ ، وكأنه لم يكن يوما ، لن ترضى بأن تسقط من تاريخ الثورة ، وأن تكون على هامشها أو ظلها ، سيدى الوضع مختلف تماما ، انت فى عهد ثورة شعب ، والشعب يتطلع الى الاصلاحات التى سعى اليها بدماء ابنائه الابرياء ، ويعلق عليك كثيرا من الآمال .

سيدى انك تمسك بين اصابعك أهم مرحلة فى تاريخ الثورة ، مرحلة ما بعد الجراحة واستئصال سرطان الفساد ، فإما الشفاء التام ، او الانتكاسة بترك التلوث والخلايا السرطانية لتنمو من جديد ، عندها سيكون الموت للجميع ، لذا يجب ان تكون الحلول حاسمة ، والقرارات قوية ، والعقوبات رادعة لمن  يتخاذل أو يتهاون او يرجئ تنفيذ كل ما ينقذ هذا الشعب من شعوره بالخذلان  .

سيدى لا اعتقد انك ترغب ان تكون رئيس حكومة "عابر سبيل " ، بل أرى والملايين انك رجل شريف وحكيم ، تستحق أن يسجلك تاريخ الثورة فى أنصع صفحاتها ، ان تكون رجل المواقف والقرارات ، أن يذكر لك الشعب انك فعلت كذا وكذا ، فعاد الامن والانضباط للشارع المصرى ، وعاد المصريون الى أعمالهم بعد تلبية المطالب برفع مستوى الاجور وتقديم الدعم للسلع الاساسية ، وهدأت الغضبة النفسية بتعجيل المحاكمات لرؤوس الفساد وإصدار الاحكام ، وغيرها من القرارات التى نتطلع اليها.

سيدى  اسألك سؤالا مباشرا ، هل تقرأ صحف الصباح ، هل تصل اليك السطور بل الصفحات المتخمة بمخاوف الشعب وافتقادهم الامن والامان فى عهدك ، هل  تقرأ ما يحدث من تفجير متعمد من بعض العناصر للفتنة الدينية ، تارة بين المسلمين والاقباط ، واخرى بين الفصائل الدينية نفسها ، هل سمعت ان غزوة مسجد النور ، هلل سمعت انه اصبح بمصر جناح عسكرى لجماعة اسلامية ما ، وماذا يعنى جناح عسكرى من عنف واستخدام السلاح لتنفيذ اهداف الجماعة ، فى وقت ألقت فيه كل الجماعات والمنظمات المتمردة الانفصالية وغير الانفصالية فى دول العالم سلاحها ، وألغت اجنحتها العسكرية ولجأت الى القنوات السياسية لتحقيق اهدافها ، هل تعرف ما يعنى ذلك ، وما تسير اليه مصر من مستغلى الاسلام لمصالحهم الدنيوية.

سيدى هل تقرأ صفحة الحوادث التى تسيل منها دماء الابرياء ، وتغتصب اعراض العذراوات من بنات بلدك ، وتسرق أموال البسطاء فى الشوارع وفى عز النهار على ايدى البلطجية .

هل تقرأ اخبار ارتفاع اسعار السلع ورداءة رغيف العيش ، وتزايد أعداد الفقراء ، وكوارث العشش والعشوائيات التى اختتمت بحريق 150 عشة وشقة فى الشرابية ، هل تقرأ عن الفساد الذى لا يزال متربعا فى مؤسسات التعليم والجامعات ، وفى مؤسسة الاعلام الكبرى بماسبيرو ، وغير هذا الكثير ، سيدى إن كنت تقرأها ، ولا تجد الحلول العاجلة او القدرة على اصدار القرارات الحاسمة والتوجيهات للمسئولين تحت يديك بالتحرك والتطهير والتنظيف ، او كنت تصدر القرارات فلا تنفذ بالسرعة والدقة التى ترغبها فتلك مصيبة ، يجب معها إعادة النظر فى اسلوب الاداء ، وإعادة النظر فيمن هم تحت يدك من مسؤلين .

وان كنت لا تقرأ هذه الاخبار وانين الصرخات وسيل الدماء والاعراض واصوات الافواة الجوعى والمظلومة بالقهر ،  لانه ليس لديك الوقت ، او ان سكرتارية مكتبك تفعل كما كان يتم فعله مع بعض المسئولين بالنظام السابق بحجب الاخبار المؤسفة الواقعية ، وتقديم الاخبار الملونة الجميلة ، فتلك مصيبة اكبر ، وأطالبك كمواطنة مصرية ان تفرغ من وقتك لو نصف ساعة لمطالعة عناوين اخبار الصحف .

سيدى ، يقول مثل لدينا فى الصعيد إن " ايد لوحدها ما تصقفش "  اى اليد الواحدة لا يمكنها ان تصفق بمفردها ولا يمكنها الانجاز ، ونحن جميعا على قناعة بانك رجل تحب مصر وترغب فى عمل أى شئ ، من اجل هذا الشعب الذى صبر طويلا ، فهل كل من حولك من مسئولين بالمجلس الوزارى لحكومة تسيير الاعمال لديهم ذات الرغبة ، انه سؤال نتوقف امامه جميعا ، ونحن نتذكر الوعيد والتهديد الذى أطلقه الرئيس السابق مبارك قبيل التنحى بالفوضى وغياب الامن ، ونحن لا نرغب ان يشمت بنا مبارك ونظامه ، ونعتقد انك كذلك لا ترغب .

سيدى الرئيس مصر بها آلاف الشرفاء ،  من المخلصين المتفقهين والمثقفين والعلماء  ،المتخصصين فى تقديم حلول للمشكلات التى تعانى منها مصر الان بعيدا عن الهياكل الرسمية والوزارية التى تبدو الان وان الحلول ليست بيدها ، وأطالبك كمواطنة بالاستعانة بهؤلاء الاشخاص ، او على الاقل بأفكارهم .

سيدى الرئيس هل طالعت مثلا ما انجزه وفد الدبلوماسية الشعبية الذى يشارك به الدكتور سيد البدوى رئيس حزب الوفد ونخبة رائعة من ممثلى الاحزاب والكوادر الوطنية

بمصر على مختلف توجهاتها واطيافها ، و ما انجزه هذا الوفد من نتائج هائلة وإصلاح ما خربه النظام السابق ، لإعادة مصر فى بؤرة العلاقات مع افريقيا التى تشكل عمقا استراتيجيا خطيرا لنا ، وكيف ان هذه العلاقات ستكون اكثر عمقا مع استمرارها ودعمها رسميا من قبل الحكومة ، لإنقاذ مصر من حرب المياه القادمة ، وتقليص مخاطر الجفاف والتحكم فى حصة مياه النيل لبلدنا الحبيب ، ألا تستطيع سيدى الرئيس التقاط خيوط هذا الانجاز بعجالة ، والطرق على الحديد وهو ساخن من إعادة علاقتنا بافريقيا ، لجنى الثمار من اجل الوطن ، اعتقد ان مشكلة مياه النيل لا يمكن ان تقل اهمية عن المشاكل التى تعانى منها مصر داخليا ، بل هى أخطر  .

هل قرأت سيدى ما قدمه وزراء حكومة الظل فى حزب الوفد من حلول حاسمة وقاطعة لمشكلاتنا المصرية المتراكمة ، فرئيس حكومة الظل الدكتور على السلمى يطرح حلولا للانتقال السريع للحكم المدنى الديمقراطى ، من تعديل لقوانين مباشرة الحقوق السياسية ومجلس الشعب ومجلس الشورى ، وما تتضمنه من مواد تنظم اللجنة العليا للانتخابات، لتحقيق نظام الانتخاب بالقائمة النسبيه غير المشروطه .

ويطرح ايضا الدكتور السلمى إعادة النظر فى قانون الاحزاب لتلاشى الثغرات والاخطاء المنبثقة من التعديلات العاجلة التى تم اجراؤها على قانون الاحزاب ، ويقترح حلولا ، لإعادة هيكلة وتنظيم المجالس المحلية وقوانين الادارات المحلية ، وقوانين تنظيم الجامعات ، وغيرها من الحلول المرتبطة بالتنمية الوطنية خاصة تنمية سيناء .

وهل قرأت سيادتك ما قدمه وزير المالية لحكومة الظل الوفدية  الدكتور حسن ابو سعدة

من حلول لخفض المديونية العامة ، وكيفية الحد من الاستدانة بعيدا عن إصدار اذون خزانة ، من خلال حلول تتمثل فى إعادة توزيع دخل مبيعات البترول والغاز ، البحث عن أوجه الانفاق غير المعروفة لدخل قناة السويس ، الاموال التى توفرت من حل مجلسى الشعب والشورى الان ، وغيرها من الحلول القاطعة التى تمكنكم من إعادة هيكلة الحد الادنى للاجور ورفع معاناة الشعب المالية والاقتصاديه .

هل قرأت سيادتك الحلول التى قدمها وزير الظل للتضامن الاجتماعى الدكتور ابراهيم عبد المجيد بضرورة استمرار تقديم الدعم العينى لا النقدى للمواطنين ، وكيفية تشديد الرقابة على المخابز واسعار السلع ، وزيادة عدد مكاتب التموين لتيسير العمل ببطاقات التموين وحل مشكلة انابيب البوتاجاز ، وتيسير اجراءات المعونات الاجتماعية لاعانة الفقراء واليتامى والارامل ، وزيادة فروع بنك ناصر ، وتشجيع المواطنين لايداع اموالهم بهذا البنك حتى تزداد نشاطاته الاستثمارية .

وما قدمه الدكتور ابراهيم رسلان وزير الظل للاستثمار بضرورة إجراء حزمة من الاصلاحات لتحسين مناخ الاستثمار ، وتشجيع القطاعات العامة والخاصة ، والعمل على عقد المؤتمرات لتشجيع الاستثمار وغيرها من حلول لهذا القطاع الحيوى الهام .

اليست هذه سيدى الرئيس  المشاكل التى يعانى منها المواطنون ومصر عامة فى هذا الوقت ، لا اعتقد انك ووزراء حكومة هذه الفترة الانتقالية لا يمكنكم الاخذ بهذه الاطروحات ، والعمل على تنفيذها على ارض الواقع ، والا كانت هناك تساؤلات وعلامات استفهام التى لا نجد لها اجابه حول .. لماذا لا يتم الأخذ بهذه الحلول ولمصلحة من . ..؟

سيدى هذا قليل من كثير لدى ابناء مصر الشرفاء الذين يسعون لتقديم الحلول لإنقاذ مصر من الوحل ،  ويسعون لطرحها للعمل بها ، دون قصد مالى او طمع فى سلطة او مركز ، بل لوجه الله ، لوجه مصر التى أحبوها ولديهم استعداد لإفناء أفكارهم وأعمارهم لأجلها .

سيدى الرئيس أطالبك بتسجيل اسمك فى تاريخ الثورة كرجل قرارات وإنجازات ، وان تخرج كما قال الدكتور السلمى من فكرة حكومة تسيير الاعمال ، فى بلد مثل بلجيكا والتى يطلق عليها تندرا " صعيد أوروبا " ، تتواجد بها حكومة لتسيير الاعمال منذ اكثر من عام حتى الان ، وقد قامت تلك الحكومة بإنجازات عظيمة فى تلك الاشهر ، حتى انها قادت بلجيكا لمدة 6 اشهر كرئيس لمجموعة دول الاتحاد الاوروبى ، وهى مسئولية صعبه على المستوى الاوروبى والمستوى الداخلى البلجيكى ، هذا نموذج نذكره عرضا  لان الشئ بالشئ يذكر .

سيدى الرئيس ، اضرب بقوة على أيدى البطش والبلطجة والفساد ،  التى تروع المواطنين وتطل برؤوس عناصر النظام القديم مجددا ، اضرب بقوه لا تفرق بين بلطجى او مثير فتنة ، كبير اوصغير ، تحول فى هذا الوقت الحرج  الى ديكتاتور ، ديكتاتور وطنى مثل غاندى ، لتعبر بالشعب تلك المرحلة وتنجو بمصر  من الطوفان ، ساعتها سيدى سيخرج معك كل الشعب الى ميدان التحرير احتفالا ، ونأكل معا الفول ، الفول الشعبى البسيط ، لأنه سيكون قد تحسن على يديك ، وصار طعاما آدميا ليس فاسدا من هذا الفول الذى تعلف به الحيوانات .