رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليت أمهاتكم ما غسلن صدورهن...!

كنت أنوى استكمال ما دار فى لقائى مع وزير التعليم حول التجربة الهولندية فى التعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة، ولكنى سأرجئ هذا لوقت آخر إن كان فى العمر بقية ولم يقتلنى الهم والغم على حال مصر،

أو لم أصب بالجنون من حالة الشيزوفرينيا السياسية الإخوانية، أو بارانويا التصريحات الوزارية، وهو ما لخصه شبابنا الأخضر .. الأسمر الجميل عبر مواقع التباكى عفوا أقصد التواصل الاجتماعى، قال الشباب الغاضب.. الثائر.. المرهق.. المحبط.. المرتبك.. المقتول.. قال الشباب: إن حالة الثورة الآن صارت كالجائع الذى كان يحلم بوجبة كباب، فدخل محل أسماك، وقدم له صاحب المحل طبق «مسقعة»، فغضب الزبون وتشاجر مع صاحب المحل لأن الأرز باللبن لم يكن به «زبيب»، هل فهمتم حاجة.. لا، ولا أنا، ولا هم، لم يعد أحد يفهم شيئا مما يدور فى مصر، هكذا أصبحنا بفضل سياسة وأكاذيب الإخوان.. سمك لبن تمر هندى.
اللقطة الأولى صاحبنا عم محمد صابر، ومشهد السحل والعجن الذى تعرض له بالصوت والصورة، وتصريحات الداخلية بأن حمادة كان يحمل جركن بنزين و18 زجاجة مولوتوف. «مش عارفة كان شايلهم إزاى»، المهم أنه كان سيتحول فى لحظة الى إرهابى، وبعد قليل اعترف صابر أن المتظاهرين عذبوه و«وقلعوه» وقلبوه، وأن الأمن كان ينقذه، ثم اعترف أنه كان يحمى الأمن ليحمى نفسه، وعفا الله عما سلف، ثم.. لا حس ولا خبر.. لم يظهر زبانية تعذيب صابر، ولم يقل لنا مسئول واحد كلمة واحدة حول زبانية التعذيب، من هم وأين ذهبوا.. ومن سيحاكم أو يعاقب.. هل عم صابر  أم نحن؟
اللقطة الثانية.. اختفاء أعداد من شباب مصر.. ظهورهم فجأة معذبين، مقتولين، أحدث ضحيتين، عمرو سعد، ومحمد الجندى، قالت والدة الجندى إن مشاجرة نشبت بين ولدها وحيدها وبين ضابط شتم ولدها بأمه، فرد عليه الجندى، وبعدها اختفى الجندى ليظهر محتضرا، المستشفى الذى استقبل الجندى، قال إنه وصل وبرأسه ثقب، وحول رقبته آثار سلك، وبجسده آثار ضرب، ثم أدلى وزير العدل بشهادة أمام الله والتاريخ قبل أن يتم الانتهاء من القضية وقبل صدور التقرير النهائى  للطب الشرعى، وقال إن الجندى صدمته سيارة، وبعدها صدر التقرير ليؤكد كلام الوزير، وتطوع عامل مجهول ظهر فجأه ليقول إنه رأى سيارة ميكروباص مجهولة تصدم الجندى بموقف أتوبيس بميدان عبد المنعم رياض، وبعدها ظهر شريف البحيرى صاحب كافيتريا ليقول أمام النيابة إن 4 أصدقاء له من الاخوان، دعوه معهم لاستجواب  المتظاهرين داخل معسكر الأمن المركزى بالجبل الأحمر «ركزوا معى إن استطعتم.. الاخوان يحققون مع المتظاهرين ويعذبونهم»، وأنه شاهد ضابطاً يعذب الجندى عصر 28 يناير، وقال شريف إنه بعد أن شاهد التعذيب انفصل عن

«الجماعة» وعندما  شاهد صورة المجني عليه في الإعلام، قرر الإدلاء بشهادته، وأن سبب تأخره فى المثول أمام النيابة خوفه من بطش الإخوان.
اللقطة الثالثة، رئيس الوزراء أصبح عالما بأمور النساء، لخص كل أسباب الفقر والجهل والإهمال الصحى التى فرضتها حكومات ما قبل الثورة وما بعدها على القرى المصرية ومدنها، فى عدم غسل النساء صدورهن مما يسبب الاسهال والأمراض للأطفال، واتهم شرفاء بنى سويف من نسائها بالتعرض للاغتصاب لعدم توافر الصرف الصحى، نساء بنى سويف يغتصبن فى الغيطان والرجال يصلون بالمساجد..!
اللقطة الرابعة.. شهادة براءة أصدرها المستشار مصطفى دويدار المتحدث باسم النائب العام لصالح الرئيس محمد مرسى، أكد فى مؤتمر صحفى أنه لا توجد أدلة على تورط مرسى فى مقتل المتظاهرين، قال هذا والبلاغات ضد الرئيس لم يتم التحقيق فيها بعد.. ولم تقل فيها النيابة كلمة بعد، ولم تتحول القضايا الى المحكمة بعد، وهكذا تحول دور النيابة فى عهد الإخوان  من ممثل للاتهام والادعاء، الى دفاع وناطق بحكم البراءة حتى قبل أن تكون هناك تحقيقات أو محكمة، الإخوان حولوا سلطة الاتهام الى شاهد براءة.
كل هذا فى أسبوع واحد وغيره الكثير لقطات فيلم هزلى.. مأساوى، نجبر الآن على أن نعيش تفاصيله، إما أن نصبح ممثلين به، أو نصبح ممثلاً بنا.. والله كتير علينا، كتير علينا قوى.. وتماشيا مع كل ما سبق من سمك لبن تمر هندى ومن حالة العبثية وكوميديا السوداء التى وصل اليها المسئولون فى عهد حكم الاخوان وأوصلونا اليها، أرفع رأسى للسماء وأقول لكل هؤلاء الذين ساقونا الى حالة العبثية.. حالة اللا فهم..اللا عدل، واللا أمن، ليت أمهاتكم ما غسلن صدورهن، لكنا الآن ارتحنا منكم.. من أوبئتكم الاجتماعية، ورداءتكم السياسية، ولدخل صاحبنا محل الكباب ليأكل الكباب لا المسقعة.