عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وما قتلوه.. ولكن شبه لهم

لأننا كشفنا تجارتهم بالدين من أجل السلطة، وعرينا توشحهم الزائف بالاسلام فبدت سوءاتهم، وتنفسهم الكذب كالهواء، لأننا كشفنا أن إسلامهم صناعة بشرية

صنعوها هم على طريقتهم وبمذهبهم، وليس له أى علاقة بالإسلام الإلهى، اسلام الرحمة.. الحق.. العدل.. الصدق وتغليب مصلحة الأمة علي مصلحة الشخص، لإننا صمدنا أمام تلويحاتهم، ولم ترعبنا تهديداتهم التى رفعوا شعارها «البلطجة المسلحة» أمام كل مؤسسات الدولة، القضائية، القانونية، الأمنية، وأخيرا الإعلامية، بحصارهم المحاكم ومنعهم القضاة من ممارسة مهامهم، لأننا سجلنا ووثقنا بالصوت والصورة والدماء كل جرائمهم الإرهابية أمام الاتحادية عندما تحركت ميليشيات القتل لمهاجمة المعتصمين العزل من الثوار.
لأننا رفضنا الدستور الذى لفقوا بنوده ورقعوا سطوره ليتناسب معهم وحدهم كفصيل بعينه دون باقى أطياف الشعب، أعمال التزوير فى الاستفتاء على الدستور بالخارج والداخل الذى اتسم بالفجور، وأكررها «الفجور» لأنه حتى فى عهد المخلوع مبارك كان تزوير الانتخابات يتم بصورة حرفية وسرية وليس بهذا الفجور والقبح المعلن الآن «على عينك يا تاجر»، وكشفنا انتحال مدرسين وموظفين شخصيات مستشارين وقضاة لمراقبة الاستفتاء بعد امتناع غالبية القضاة المشاركة فى دستور المهزلة الذى أريقت على جوانبه الدم.
لأننا فى الوفد فعلنا كل هذا، مع غيرنا من الإعلاميين الذين حملوا الأقلام بين أيديهم سلاح حق لمحاربة الزور والبهتان والادعاء، فتكشفت أمام المصريين والعالم كله عوراتهم الأخلاقية، ورداءتهم السياسية، فكرهونا، كفرونا، هددونا، وأخيرا نظموا حملتهم البربرية إلى مقر الحزب، ليسجل لهم التاريخ صفحة أخرى سوداء من إرهاب معارضيهم واعتماد القتل منهجا للتعامل مع خصومهم فى الرأى، هذا الإرهاب اغتالوا به القاضى الخازندار، فهمي النقراشى وأحمد باشا ماهر، وأنور السادات، فرج فودة، وسعوا إلى قتل جمال عبدالناصر ومصطفى النحاس وحامد جودة، على نجيب محفوظ، ولقلب نظام الحكم فى مصر أكثر من مرة، الإرهاب الذى تم التلويح به أمام الآلاف من أصحاب الرأى والفكر الحر، هذا الارهاب حاولوا ممارسته من خلال عناصرهم أو مؤيديهم، أو جماعات تنتمى لفكرهم، حاولوا ممارسته ضد الوفد بالهجوم بالأسلحة النارية والخرطوش والشماريخ، وإتلاف المقر وتحطيم سيارات الصحفيين مساء السبت الماضى، اعتقادا منهم أنهم سيكسرون الأقلام، ويقتلون الرأى الحر، ولكنهم لم ولن يكسروا الأقلام، ولم ولن يقتلوا الفكر الحر حتى وإن شبه لهم، ولن يختطفوا الثورة، أو يهدموا دولة المؤسسات، حتى وإن شبه لهم.
والآن بعد أن فشلت تجربتكم، وخنتم العهد والأمانة، أمانة قيادة مصر إلى بر الأمان والاستقرار ما بعد الثورة، الآن انتهت فرصتكم الاخيرة، ونفد رصيدكم للأبد، ولم يعد لى مطلب وحيد أنا وغالبية ملايين الشعب المصرى العظيم، اتركوا الحكم وارحلوا، ارحلوا عن السلطة حتى يستعيد الشعب المصرى التحامه ويعالج انقسامه، اتركوا الحكم، ومارسوا إسلامكم البشرى بعيدا عن أروقة السياسة، بعيدا عن شوارعنا،

ميداننا، بعيداً عن فكرنا وحريتنا، فالإسلام الإلهى بريء من تعاويذكم، تقاليعكم، تهاويمكم، لسنا أعداء الله ولا أعداء شريعته، ولستم أنبياء الله أو رسله، لا نعترف بولايتكم علينا، لا ولاية على شعب مصر بالاستبداد الدينى، والتغييب العقلى، وسلب الإرادة، لقد كشفت التجربة الواقعية أنكم لستم مؤهلين للحكم، لستم مؤهلين للحكم بالعدل، ولن تقيموا دولة الخلافة إلا فى خيالكم، فقد انتهى عهد الخلافة والخلفاء الراشدين، وأنتم لستم راشدين، فأنتم لا تتحكموا حتى فى أنفسكم وفى غضبكم الأعمى الجاهل على كل من يخالفكم الرأى والفكر، إنكم تضيعون مصر بين الابتداع الدينى والإفلاس السياسى أنكم تنشرون بجهلكم الكراهية والحقد، وتحركون عداء العالم كله ضد الإسلام والمسلمين، لا سامحكم الله على ما أوصلتم إليه مصر الآن من فرقة وخراب ونشر للكراهية ودفعها إلى حرب أهلية وطائفية.
اعتداؤكم الهمجى على الوفد حزبا وصحيفة لن يحقق نقطة من مآربكم، لن نخاف فيجفف الخوف حبر أقلامنا، أو يرعش أيدينا، الوفد تاريخ عريق، تاريخ سياسى وشعبى، إنه أقدم وأعرق الأحزاب الليبرالية فى مصر، بل فى المنطقة العربية والآسيوية كلها، وقد وقف الحزب ساسة وصحافة على مر العقود فى وجه السطوة والظلم، وخاض حروبا ضارية ليسقط رؤوس طغاة وفسدة، وسيظل يفعل، قد يحزنكم أيها الإرهابيون أن تعلموا تفاصيل احتفالية الحب الشعبى التى حظى بها الوفد بعد عملتكم السوداء، لقد اختبرنا مكانتنا الأصيلة فى نفوس المصريين، وكان أروع ما فى جريمتكم تلاحم القلوب، وعودة الغائبين، وقلق الملهوفين علينا فى كل مكان، وشخصيا شعرت بسعادة لرؤيتى السيدة ثريا أرملة أستاذنا فارس القلم والحق مصطفى شردى أول رئيس تحرير لجريدة الوفد، والتى جاءت تستند على ذراع ولدها البار محمد شردى إلى مقر الوفد لتطمئن بنفسها بأن تلاميذ شردى لم يخافوا ولن ينحنوا أمام طلقات الإرهاب.