عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يعقوب وجيش «الغلابة»

حين يأتى الليل وتحل بنا هدأته، ويضع أى منا رأسه على وسادته، هل ينام فى سكون وسلام، لأنه قام بما عليه كما ينبغى وبما يرضى الله، فلم يظلم أحدا أو يأكل مال أحد، أو يعرقل مصلحة أحد، ولم يتكبر أو يغتر بما وهبه الله له من نعم على سائر خلق الله،

أم يظل يتقلب على فراشة الذى تحول إلى نيران وأشواك، بفعل ما ارتكب من مظالم وذنوب طيلة النهار، أم عله اقلع عن نوبة الضمير من كثرة ما اعتاده من ظلم وجبروت، فضرب الله على عينه غشاوة كما ضرب على قلبه، فبات ونفسه فى عتمه بلا أدنى شعور بالذنب .
سؤال أسأله لنفسى يوميا قبل أن أنام، لأحاسبها قبل أن يأتى يوم لا توبة فيه ولا رجوع، لأنى أوسد رأسى، ولا أعلم يقينا أنى سأرفعها مرة أخرى، لأواجه فى عتمة قبرى جريرة آثامى، فهل يسأل كل مسئول فى أى موقع من مواقع الحياة نفسه قبل أن ينام، لو سأل، لتحول إلى راعٍ.. راعٍ حقيقى فوضه الله على مصالح العباد، وعليه قضاءها وتيسيرها، لا تعقيدها وعرقلتها، أو تقاضى رشوة حتى يسيرها.
وفى زمننا هذا، وفى أزمنة أيضا مضت، أصبح من النادر ملاقاة مثل هؤلاء المسئولين من الرعاة الحقيقيين لمصالح أبناء الوطن، فقد استشرى الفساد حتى غاصت الركب، ولا نزال نحارب فساد هنا وهناك يتكشف لنا يوما بعد يوم، وغيره من فساد بات متوطنا كالوباء، يصعب اقتلاعه أو محاربته الا بمعجزة من السماء، ولا أقولها مجاملة إذ قلت انى صادفت رجلا من هذا النوع، رجل لا ينام، ليس لأنه ظلم أو أكل مال أحد، ولكن لأن فى عنقه ملايين من المظالم، ملايين من حقوق أبناء مصر الغلابة، وعليه العمل على استعادتها من تجار جشعين، وشركات محتاله، ومؤسسات تجارية لا يهمها لا الربح الحرام والإثراء من دماء الشعب المطحون بالغش، رجل راقبت على مدى الأسابيع الماضية كل ما تواتر عنه وعن الجهاز الذى يقوده من أنباء، وادهشنى كم وكيف ما كشفه الرجل وفريق عمله من فساد وغش يهدد حياة المصريين وصحتهم، ويهدد ممتلكاتهم وجيوبهم.
فقد كشف اللواء عاطف أمين يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك خلال الوقت القصير الماضى عن منتجات شركات مياه معدنية، تنتج مياهاً غير صالحة للاستهلاك الآدمى لاحتوائها على بكتيريا البروتوزوة «الحية»، مما يدل على  وجود مصدر للصرف الصحى يصل إلى الآبار المستخدمة فى إنتاج هذه العبوات، والشركات هى: «ألفا» و«هدير» و«سواى» و«أكوا دلتا» و«طيبة» و«أكوا مينا» و«أكوا سوتير»، و«الوادى»، كما أحال يعقوب عبر الجهاز الفريد فى عصرنا الملىء بالغش والمخالفات والتغاضى، أحال  قنوات فضائية بالإضافة إلى 10 شركات تسوق إلى النيابة العامة، لتورطها فى بث إعلانات مضللة للجمهور، والقنوات هى 

ستار 1، تايم دراما، تايم سينما، و«البيت بيتك»، «الرحمة»، «الناس»، «بانوراما دراما»، «سما سينما»، «توب موفز»، كما كشف الجهاز عن سيارات صينية الصنع، تروج بأسواقنا المصرية على أنها بريطانية، وكلنا يعرف الفارق بين جودة المنتج الصينى ونظيره البريطانى، وغيرها العديد من المخالفات والغش التجارى الذى يقع ضحيته المواطن المصرى بصورة يومية.
ولهذا تحول يعقوب إلى قائد لجيش الغلابة، فى مواجهة جشع الكبار، وهى حرب غير متكافئة، إذا ما تذكرنا كل ما تعرض له رجال مصر الشرفاء فى كل عهود الظلم والجبروت بما فيه عصرنا الذى لم يغتسل بعد من بقايا الفساد، حتى بت أخشى وأقولها صادقة، أخشى من اغتيال الرجل أو الإضرار به من قبل هؤلاء الذين يطاردهم ويحارب تربحهم الحرام، ولست أبالغ إذا طالبت بفرض حراسة شخصية على اللواء يعقوب، لأنه فى نظرى أكثر أهمية من أى وزير، فكم من وزرائنا لا يجيدون إلا التربع على الكراسى الفخمة.
ويواجه الجهاز العديد من المشكلات، لعدم وجود أفرع له بالمحافظات أو حتى مكاتب فرعية فى القاهرة الكبرى لتغطى كافة المواطنين وتخفيف العبء عن كاهل الجهاز، ويطالب يعقوب وزيرة الشئون الاجتماعية بتكليف نسبة من شباب الخدمة العامة للتعاون مع الجهاز لتمديد مظلة الخدمات، ولا أفهم لماذا لا تدعم الدولة هذا الجهاز بكل قوتها للتخفيف من طوابير المواطنين المتظلمين وأصحاب الشكاوى المنتظرين على الخط الساخن للجهاز ورقمه « 19588»، كما يطالب يعقوب بتعديل القانون ليشمل مراقبة الأسعار لتقديم مزيد من الخدمات للمستهلكين، حيث لا يختص الجهاز إلا بالسلع التى لها فواتير، كما يطالب المنظمات الأهلية لحماية المستهلك بالتعاون معه، لإحكام «كماشة» الرقابة على الشركات والتجار الجشعين.
تحية خاصة للواء يعقوب وأطالب حكومتنا الموقرة بدعم هذا الرجل وجهازه، واللهم اجعل كلامى خفيف عليهم لأن يعقوب ليس إخوانياً ومستحيل أن يكون ..!
[email protected]