رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سيادة الرئيس اقرأ.. «بسمة» وطوابير الموت علي نفقة الدولة

عبر الميل وجدت رسالتها التي أبكتني كما يجب أي يبكي لها كل مصري، بل كل إنسان علي وجه البسيطة، رسالة تحمل كل متناقضات الحياة في بلدنا وظلمها وقسوتها، العجز والحلم، الأمل في الحياة علي طريق الموت، غني النفس بالإيمان مع فقر اليد وخلو الجيب، رسالة طلبت مني أن أحملها عنها إلي الرئيس محمد مرسي بعد أن أغلقت أمامها كل الأبواب، بوصفه رئيس وأب كل المصريين، وفي عنقه آلامهم وآمالهم، وهذه رسالتها:

سيدي الرئيس الدكتور محمد مرسي، التي تكتب لك فتاة بين الحياة والموت تستغيث بالله في عليائه وبك كراعٍ لنا أمام الله، أنا «بسمة أشرف السيد عوض» عمري الحقيقي  17 عاماً لكن المرض جعلني عجوزاً مشلولة، أعاني من مرض ضمور العضلات الذي يزداد يوماً بعد يوم حتي أفقدني الحركة تماماً، زرت الكثير من المستشفيات العامة والخاصة، وقال الجميع إنه لا علاج لي بمصر، والعلاج الوحيد بزرع خلايا جذعية، وهي عملية لا تجري إلا في ألمانيا أو الصين، ونحن سيدي الرئيس أسرة مكونة من 5 أفراد، نعيش علي دخل والدنا الذي لا يتجاوز الـ 500 جنيه بمحافظة البحيرة مركز كوم حمادة، ونفس المرض الذي أعاني منه يعاني منه أخي الأصغر لكن بنسبة ضعيفة، وأخشي أن يلحق بي أيضاً في عجزي.
سيدي الرئيس أنا لا أبحث عن مال أقتنيه أو حلي أشتريه، ولم أحلم يوماً بفستان جديد أخرج به مع صديقاتي، لأنني لا أستطيع السير أو الخروج، حيث يتم حملي لأنتقل من مكان لمكان، ولم يعد لي إلا المرض والعجز صديق، إنني أبحث لديك عن الأب الرحيم ليساعدني للخروج من سجن عجزي ومرضي، بأن تصدر لي قرار إنساني عاجل بالسفر للخارج، وإجراء عملية زرع الخلايا الجذعية أو زرع النخاع، فحالتي تتدهور ومرضي يزداد يوماً بعد يوم.
وقبل أن أختم رسالتي إليك سيدي الرئيس أحب أن ألفت نظركم الموقر: استضافتني إحدي قنوات التليفزيون كمحاولة للحصول علي مساعدة لإجراء العملية، وكانت النتيجة مكالمات هاتفية إنسانية فقط، دون أن يقدم لي أحد أي مساعدة لعلاجي.
وأخيراً سيادة الرئيس هذا عنواني كاملاً:
محافظة البحيرة - مركز كوم حمادة - قرية شبرا أوسيم
هاتف: 01019743874 - 01126805432
وهذا رابط الفيديو المسجل بالقناة http://youtu.be/6ld5jPgWe7g، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كانت هذه رسالة بسمة التي أبعث بها بدوري للدكتور محمد مرسي عسي أن يقرأها ويستجيب لها، رسالة اخترتها من بين عدة رسائل وصلتني مؤخراً من إخوة وإخوات ابتلاهم الله بالمرض والفقر، يشتكون من وقوفهم الطويل لأشهر وسنوات في طوابير الانتظار للعلاج علي نفقة الدولة، التي تحولت إلي طوابير لانتظار الموت، ففقدوا الأمل في النجاة والشفاء، رسائل توثق مدي تجاهل حكومات ما قبل الثورة في العهد البائد لمستحقي العلاج علي نفقة الدولة، وتوظيف هذه الحكومات

بند «العلاج علي نفقة الدولة» لمجاملة غير المستحقين، فتم إنفاق ملايين الجنيهات علي سفريات أعضاء من مجلسي الشعب والشوري وآخرين من كبار مسئولي وموظفي الدولة المحظوظين للإقامة بكبريات المستشفيات الدولية لإجراء فحوصات شكلية وجراحات تجميلية، وبينما كان الفقراء يقفون في طوابير الانتظار لصدور قرارات العلاج، كانت القرارات تصدر في دقائق للمحاسيب والمقربين للنظام السابق، حتي بلغت ديون هذا القطاع بوزارة الصحة أكثر من ملياري جنيه مصري، عجزت وزارة المالية عن سدادها، وكان تراكم الديون سبباً في توقف العديد من المستشفيات عن تقديم الخدمات العلاجية للمرضي المستحقين للعلاج علي نفقة الدولة، لحين سداد وزارة الصحة ما عليها من مديونيات، والآن ينتظر المرضي الفقراء بعد قيام ثورة يناير المجيدة، أن تسارع الدولة بإصلاح ما فسد، واستعادة الأموال التي أنفقت علي «الأكابر» و«المسنودين» السابقين، وتوجيهها إلي مستحقيها من الفقراء، وهي مبالغ مسجلة في الجهاز المركزي للمحاسبات، وأن يتم إنهاء صف الإجراءات البيروقراطية التي تقف دون سرعة إتمام علاج المستحقين علي نفقة الدولة، رحمة بهؤلاء المرضي الذين ظلموا كثيراً، بجانب إصلاح منظومة الرعاية الصحية الشعبية ككل، فقد تحولت المستشفيات العامة إلي مبان متهالكة.. قذرة.. لا دواء فيها ولا أطباء ولا حتي قطن أو شاش، بل تحول بعضها إلي ملاعب للكلاب والقطط، ولم يعد ببعضها سوي مشرحة لمن ماتوا بسبب الإهمال الطبي، بينما تحولت المستشفيات الاستثمارية إلي «سلخانات» تتاجر في أمراض ولحوم البشر وتحتجز جثثهم لدفع فاتورة هذا الموت، علي حكومتنا ما بعد الثورة أن تصحح المسارات، وأن تدرك أن صحة أي شعب هي أساس ثروته القومية ورأس ماله واستثماره، وأن «الصحة» حق إنساني أساسي، حق ملزم للدولة احترامه بالقدر الذي يعزز شعور المواطن بالكرامة وبالعدالة الاجتماعية، العدالة تضمن حصول كل ابن من أبناء الوطن علي قدر متساو من الخدمات الصحية.
[email protected]