رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انتبهوا .. أوزوريس آخر يعود للحياة

انطلقت .. أم بطرحتها السوداء وابتسامتها الحنونة ، أخت بحماسها واندفاعها المشوب بالحب والسماحة مرفوعة الرأس ، ابنة  بابتسامتها العذرية الحالمة بالمستقبل ، إيزيس ، تجوب مدن المحروسة متشحة برداء الصبر على البلاء وعزيمة النصر لعودة العدل  ، تبحث فى الارجاء عن أجزاء  الجسد الممزق بفعل الغدر والظلم لتعيد إليه الحياة ، روح أوزوريس .

التأم مزق الجسد .. الشعب ،  بعثت ايزيس .. ثورة 25 يناير ..بعثت الروح فى اوزوريس ، ليعود العدل والحب على يديه ويد حورس الابن المستلهم من رحم الارادة والصبر الطويل .

إنها الاسطورة الفرعونية الخالدة لإيزيس وأوزوريس ، أسطورة الانتصار على مؤامرات الشر والقتل التى حاكها الملك ست منذ آلاف السنين ، للقضاء على الحب والسلم والنماء ، مصر تعيش الان اسطورة ايزيس ، لا ليس اسطورة بل واقع ، ايزيس الثورة اعادت الشعب المصرى للحياة ، لملمت اجزاء الجسد المنهك والمنتهك ، فعادت الحياة .

هاهو الشعب يستعيد العافية ، ينهض من غفوته ، العجائز قبل الشباب فى طوابير الاستفتاء يقولون لأول مرة كلمتهم ، لم ينم أحد فى هذا اليوم ، ولم يتكاسل أحد أويوكل بالغيب من ينوب عنه للتصويت ، انطلاقا من إيمانه السابق بأن صوته سيزور شاء أم أبى  كما حدث على مر 3 عقود مضت ، خرج كل مصرى ليقول رأيه ، بغض النظر اذا ما كان سيقوله يتوافق مع الرؤية السياسية المطلوبة فى المرحلة الحالية من عدمه .

قال الشعب كلمته بغض النظر عن الرؤية الهادئة بأن الاستفتاء جاء مبكرا ، وكان يلزمه مزيدا من الوقت والتنوير لكل فئات الشعب بالتعديلات الدستورية ، ومزيد من الجهد لإعادة ترتيب الاوراق لجميع الفئات الشعبية والحزبية ، لا يهم كل ذلك الان ، المهم أن الشعب عاد للحياة ، أدرك كل مواطن أن صوته هام ، صوته سيؤثر على مستقبل مصر ، ولن ينتزع أحد الصوت من حنجرته او إرادته .

ووقف العالم يتفرج على الشعب الأبى وهو يقف فى قمة التحضر والمدنية والديمقراطية لقول رأيه ، بعد أن بعثت فيه ايزيس الثورة الحياة ، فى سنة أولى ديمقراطية ، ولأن لكل شئ فى بدايته أمراضا للطفولة ، علينا ان نتقبل بصدر رحب تلك الامراض لا نزدريها اونستنكرها لأنها طبيعية ، علينا أن نعالج أمراض الطفولة للديمقراطية ، نعالجها معا بكل العدل والحب والتفاهم ، لا نلوم أحدا بأنه قال نعم ، ولا نؤنبه لأنه لم يصبر كثيرا على ثمار الثورة ولم يطالب بدستور جديد تماما .

من قال نعم ليس عميلا ولا مأجورا ، ولن يدخل الجنة بفعل الوعد الموعود ، قال نعم لأنه رأى من وجهة نظره أن نعم هى الأصوب ، واستجاب لمن أقنعوه بهذا القول وبأن مصلحة الوطن فى الموافقة على هذه التعديلات ، ومن قال لا ليس مشككا ولا مفجرا

للخوف او لديه أجندات مؤجلة مخفية ، ولن يدخل النار بفعل الوعد الموعود ، قال لا ، لأنه يرى مصلحة الوطن فى المستقبل فى دستور جديد تماما .

المهم الآن أن نعمل من أرض الواقع ، والواقع يقول إن الاغلبية قالت نعم ، وهذا هو المعطى الواقعى ، وعلينا جميعا أن نتعامل نحن أنفسنا بمسئولية ديمقراطية مع هذا المعطى ، سواء اتفقنا شخصيا معه أو رفضنا ، علينا أن نتفاعل  مع النتائج الشعبية أيا كانت ، وان يستمر قادة الرأى والفكر فى مزيد من تنوير الشعب بحقوقه ، حتى لا تحدث الانتكاسة ، اى انتكاسة ولو جزئية لنتائج الثورة .

علينا ان ننتبه ان الشعب عاد للحياة بعد موات ، وهذه العودة تحتاج الى الرعاية والتنوير ولا أقول التوجيه حتى يسترد الشعب كل عافيته ، ما مر به  لم يكن سهلا ولا هينا ، وعودته الفجائية للحياة السياسية  ليؤثر فيها ويتأثر بها ليس سهلا ، إنها مهمة شاقة يحملها القادة الحياديون للرأى السياسى ، الثقافى ، الاجتماعى والاقتصادى فى مصر ، كل فى مجاله ، مسئولية سيحاسبهم عليها الله والتاريخ ، اليأس لا محل له الان فى نفوسنا ، وفقدان الأمل فى القادم ليس من مصلحة أحد .

وعلى من يتبارون الى كراسى السلطة أيا كانت دوافعهم الشخصية أو السياسية  أن ينتبهوا ، ينتبهوا أن الشعب العائد للحياة لن يموت ثانية ولن تخدعه نوبات التخدير والمماطلة بوعود التغيير لأنه عرف طريق الرفض والثورة على الخطأ ، على الساعين لكراسى السلطة أن ينتبهوا أن اوزوريس الشعب الذى عاد للحياة لن يؤثر الانسحاب مجددا الى عالم الأموات تجنبا لشرور الحياة كما فعل اوزوريس فى الاسطورة الفرعونية  ، فأوزوريس الشعب كيان  آخر ، كيان  باق فى الحياة ، وسيحاسب بقوة كل من سيبذلون فى المستقبل أى محاولات لقتله أو تمزيقه أو تغييبه من جديد .